دمشق - جورج الشامي
أفادت مصادر أهلية وطبية في غوطة دمشق أن الأهالي في المعضمية بدأوا يأكلون لحوم "الفطائس"، بسبب الجوع وندرة الطعام، فيما يتعرض مخيما التضامن واليرموك لقصف متزامن بقذائف الهاون والمدفعية، وقال ناشطون إن عددا من أئمة المساجد والناشطين في أحياء دمشق الجنوبية أعلنوا إضرابا عن الطعام احتجاجا "على حملة التجويع والحصار المفروضة من الحكومة على مناطق الحجر الأسود والتضامن ومخيم اليرموك
جنوبي دمشق". في غضون ذلك غادر الخميس، تسعة مفتشين من منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية المكلفين بالتحقق من الترسانة الكيمياوية السورية تمهيداً لتدميرها، من الفندق الذي ينزلون فيه وسط دمشق بحسب ما أفاد مصور وكالة فرانس برس.وذكر المصور أن تسعة مفتشين غادروا فندق "فور سيزن" في ثلاث سيارات تابعة للأمم المتحدة، مع عدد قليل من الأمتعة إلى جهة مجهولة. وهي المرة الأولى التي يتأكد الصحافيون المرابطون في الفندق من خروج المفتشين منذ وصول هؤلاء إلى سوريا الثلاثاء، علماً بأن التكتم يحيط بمهمتهم، في ظل غياب أية تصريحات إعلامية حول تفاصيل عملهم.وتأتي مهمة هذا الفريق التاريخية تطبيقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 حول جمع الأسلحة الكيمياوية السورية تمهيداً للتخلص منها في مهلة لا تتجاوز يونيو 2014.
وبحسب تقديرات الخبراء، تمتلك سوريا أكثر من ألف طن من الأسلحة الكيمياوية، بينها نحو 300 طن من غاز الخردل والسارين، موزعة على نحو 45 موقعاً في مختلف أنحاء البلاد.وقدمت السلطات السورية في 19 سبتمبر/أيلول الماضي لائحة بمواقع الإنتاج والتخزين إلى منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية التي تتخذ من "لاهاي" مقراً. ومن المقرر أن يزور المفتشون هذه المواقع خلال الأيام الثلاثين المقبلة.
وأكد الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة تلفزيونية مع قناة إيطالية، الأحد، التزام دمشق تطبيق قرار مجلس الأمن الذي تم التوصل إليه بالإجماع ليل الجمعة/السبت، في توافق دبلوماسي غير مسبوق منذ اندلاع النزاع السوري منتصف مارس 2011.ميدانياً أفادت مصادر أهلية وطبية في غوطة دمشق أن الأهالي في المعضمية بدأوا يأكلون لحوم "الفطائس"، بسبب الجوع وندرة الطعام.
وأشارت مصادر طبية في المعضمية إلى وفاة 6 أطفال بسبب الجوع، مع توقعات بارتفاع معدل وفيات الأطفال خلال الأيام القليلة المقبلة، في حال عدم تحرك المنظمات الإنسانية لدعم الأهالي هناك.وقدّرت المصادر عدد الأهالي المحاصرين من شهر آذار الماضي في الغوطة بحوالي الـ 1,5 مليون نسمة.وبيّنت المصادر أن الكهرباء لم "تزر" الغوطة منذ بدء حصارها الخانق قبل نحو 7 أشهر، بالإضافة لانقطاع الماء وعدم توفر مادتي الطحين والخبز.وروى أحد شهود العيان في منطقة المرج معاناة إحدى قريباته في إدخال ربطة خبز، حيث باءت محاولتها بالفشل بعد اكتشاف حاجز لقوات النظام لأمرها، ما دفع جنود بشار للانتقام من المرأة و"معاقبتها" بتعبئة 16 كيساً من الرمل، لتعزيز حواجزهم بالسواتر.
وطالب الأهالي المحاصرون بالتحرك العاجل للمنظمات الدولية، داعين الهلال الأحمر السوري لتحمّل مسؤولياته وإغاثة المنكوبين هناك.هذا ويتعرض مخيما التضامن واليرموك لقصف متزامن بقذائف الهاون والمدفعية، وسط اشتباكات عنيفة أثناء محاولة قوات الحكومة اقتحام المنطقة، كما تعرضت بلدة يلدا في ريف دمشق صباحا لقصف خلف دماراً في منازل عديدة.
ورصدت شبكة شام اليوم تجدد القصف على مدن وبلدات عين الفيجة وديرمقرن بوادي بردى والزبداني وداريا ومعضمية الشام وعلى مناطق بالغوطة الشرقية، كما بث ناشطون صورا للدمار الذي وقع اليوم جراء القصف ببلدة ببيلا.من جهة ثانية، قال ناشطون إن عددا من أئمة المساجد والناشطين في أحياء دمشق الجنوبية أعلنوا إضرابا عن الطعام احتجاجا على حملة التجويع والحصار المفروضة من الحكومة على مناطق الحجر الأسود والتضامن ومخيم اليرموك نوبي دمشق.
وأفاد المضربون بأنهم مستمرون في الإضراب حتى إيصال الطعام للعائلات المحاصرة، في حين تحدث ناشطون عن توزيع لافتات من قبل عناصر الحكومة في مداخل دمشق الجنوبية تحمل شعار "الجوع أو الركوع".ويأتي ذلك في وقت أصدر فيه مجلس الأمن الدولي بيانا بالإجماع يطالب الحكومة بالسماح لقوافل المساعدات الإنسانية بالوصول للمناطق المحاصرة.
وفي الريف الدمشقي أيضا، قالت مصادر ميدانية إن معارك جرت خلال الأيام الماضية بين قوات الحكومة والجيش الحر حول مستودعات الدبابات في القلمون بريف دمشق، والتي تعتبر من أكبر مستودعات الدبابات في سوريا.وانتهت تلك المعارك بسيطرة قوات المعارضة على المستودعات بما فيها من ذخيرة ووقود وثماني دبابات، وأضافت المصادر أن عناصر من حزب الله اللبناني استعادت الموقع في وقت لاحق بعد أن حصلت المعارضة على ما فيه من سلاح وذخيرة.