القاهرة ـ أكرم علي
انطلقت مسيرات أنصار جماعة "الإخوان المسلمين" في ميادين القاهرة والجيزة، عقب مجرد الانتهاء من أداء صلاة الجمعة، رافعين اللافتات الصفراء، التي تحمل شعار "رابعة"، إشارة إلى ميدان "رابعة العدوية"، الذي اعتصموا فيه لأكثر من شهر.وانطلقت مسيرة تضم المئات من المتظاهرين من أمام مسجد "السلام"، في الحي العاشر، في ضاحية مدينة نصر (شرق القاهرة)، في اتجاهها إلى ميدان "رابعة العدوية"، الذي أغلقته قوات الجيش، وفرضت
به الأسلاك الشائكة والمدرعات.فيما خرج المئات من أنصار الرئيس السابق محمد مرسي،من مسجد "الاستقامة" في الجيزة، في مسيرة متجهة إلى شارع الهرم.ورفع المشاركون في التظاهرة، إشارة ''رابعة'' الصفراء، ولافتات منددة بالقوات المسلحة، ولافتات تدعو للعصيان، والامتناع عن دفع فواتير الخدمات المختلفة، كما رفعوا صورًا لضحايا أحداث فض اعتصامي "رابعة العدوية" و"النهضة"، التي تلت عزل الرئيس السابق محمد مرسي.
وتسببت المسيرة في شلل مروري تام في شارع فيصل، وارتباك مروري في المنطقة المحيطة.
وفي مسجد "الرحمن الرحيم"، في طريق صلاح سالم، اعتدى عدد من أنصار "الإخوان المسلمين" على خطيب الجمعة، الذي قال أن "الأشخاص الذين يحملون السلاح، ويسفكون الدماء، لا يعتبرون ضمن المسلمين، ويكون الله غاضبًا عليهم"، الأمر الذي أثار غضب جماعة "الإخوان"، فقاموا بالاعتداء عليه، قبل أن يهرب خارج المسجد.
وفي منطقة المهندسين، انطلقت مسيرة تضم العشرات، في اتجاهها إلى ميدان مصطفى محمود، الذي أغلقته قوات الأمن من ناحية ميدان سفنكس، وشارع جامعة الدول العربية، لمنع الاعتصام فيه.
وفي السياق ذاته، طالب خطيب المسجد "الأزهر" عباس شومان، ووكيل الأزهر، بـ"محاكمة قيادات جماعة الإخوان المسلمين وأعضائها"، حيث وصفهم بأنهم "أشد عداءًا للإسلام من أعداء الإسلام نفسه"، مطالبًا بمحاربتهم.
وقال شومان، في خطبة الجمعة، في الجامع "الأزهر"، أن "هناك فئات من المجتمع كثيرًا ما تتحدث باسم الإسلام والدين، وهو منها براء، حتى أنها أصبحت تقترف العديد من الجرائم والإرهاب باسم الدين والإسلام".
وأضاف خطيب الأزهر "إن الخطأ فينا، وليس في شرعنا، ولا شريعتنا، والآن نرى من يختلف يرمي ويهدر ويكفر من خالفه، ويدعو الآمنين للجهاد، ويذكرون أن هذا هو الإسلام، والإسلام منهم بريء"، وتساءل "أي سنة وأي قرآن هذا الذي تقرأونه، وما ذنب رجال يحرسوننا، وشرطي يخرج من بيته، وما ذنب طفل صغير، وامرأة لا تعرف شيئًا، وكيف ينام هؤلاء بعد قتلهم الأبرياء، ومن أي شريعة يأتون بهذا، والمجتمع سيلفظهم"، وطالبهم بالتوبة لعلهم يفلحون.
ومن جانبه، طالب خطيب مسجد "مصطفى محمود" المصريين بـ"ضرورة مراعاة الأشهر الحرم، وعدم القتال فيها"، قائلاً أنه "يجب على المصريين إعلاء المصلحة العليا للوطن على المصالح الشخصية، وتجنب الصراعات السياسية، لاسيما في هذه الفترة".
وأضاف الخطيب خلال خطبة الجمعة أن "العرب كانوا يقدسون هذه الأشهر ويحرمونها"، مشيرًا إلى أن "قتل النفس عند الله أشد من هدم الكعبة"، لافتًا إلى أن "الرسول عنَّف بعض الصحابة، بعد قتلهم أحد المشركين، وأسرهم اثنين، فى أحد الأشهر الحرم".
وطالب الخطيب كل القوى السياسية والأحزاب بضرورة تجنب الصراعات والعمل على مصلحة الوطن.
وشهدت ميادين القاهرة، صباح الجمعة، تشديدات أمنية لقوات الجيش، حيث انتشرت مدرعات ومجنزرات الجيش في أرجاء وميادين القاهرة، قبل تظاهرات أنصار جماعة "الإخوان المسلمين"، لإحياء ذكرى مرور شهر على فض اعتصامي "رابعة العدوية" و"النهضة".
ورصد "مصر اليوم" انتشار مدرعات قوات الجيش أمام المتحف المصري، صباح الجمعة، وفي أنحاء ميدان التحرير، وفي ميدان مصطفى محمود، وذلك استباقًا لتظاهرات "الإخوان"، وتحسبًا للاعتصام فيه من جانبهم.
وكانت جماعة "الإخوان المسلمين"، و"التحالف الوطني لدعم الشرعية"، قد دعوا إلى التظاهر والعودة لميدان "رابعة العدوية" في ذكرى فضه الشهرية، وذلك عقب انطلاق مسيرات من أحياء مدينة نصر (شرق القاهرة).