باريس ـ ارينا منصف
في الوقت الذي تمارس فيه القوى الغربية ضغوطها على سوريا كي تسمح لمفتشي الأمم المتحدة لفحص موقع خارج العاصمة دمشق يحتمل تعرضه لهجوم بغازات سامة، دعت فرنسا الخميس القوى الخارجية إلى ضرورة الرد باستخدام القوة في حال ثبوت استخدام سوريا أسلحة كيماوية في حربها الأهلية الدائرة الآن.
وفي الوقت نفسه قالت إسرائيل أن "ما توصلت إليه استخباراتها من نتائج يشير إلى استخدام الأسلحة الكيماوية"، وأوضح يوفال ستينيتز الوزير الإسرائيلي للشؤون الاستراتيجية والاستخباراتية والعلاقات الدولية "وفقا لتقديراتنا الاستخباراتية، هناك استخدام للأسلحة الكيماوية وأن ذلك بطبيعة الحال لم يكن للمرة الأولى".
ولم يتهم الوزير الإسرائيلي بالتحديد حكومة بشار الأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية ولكن اسرائيل في السابق كثيرا ما اتهمت قوات الأسد باستخدام بعض من مخزونها من الأسلحة الكيماوية.
وفي أبريل نيسان الماضي قال محلل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي إيتاي برون امام مؤتمر أمني عقد في تل أبيت بأن "الحكومة السورية تستخدم الأسلحة الكيماوية على نحو متزايد"، معرباًعن قلقه العميق "إزاء استخدام النظام السوري تلك الأسلحة دون أي رد فعل تجاه ذلك، ما يضفي على ذلك الاستخدام قدراً من الشرعية".
وفي مقابلة مع تليفزيون "بي إف إم" استبعد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس فكرة التدخل في الحرب الأهلية الدموية في سوريا بقوات برية. وقال أنه" يجب ان يستخدم المجتمع الدولي القوة في سوريا"، إلا أنه أكد أن "لا مجال لإرسال قوات برية إلى سوريا"، ولم يدل ِ الوزير الفرنسي بمزيد من التفاصيل حول ما يدور بذهنه.
يذكر أن فرنسا في عهد الرئيس نيكولاس ساركوزي كانت قد شاركت بريطانيا في حملة جوية عسكرية حظيت بدعم قوي من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، ضد نظام معمر القذافي في ليبيا خلال ثورة الشعب الليبي عليه عام 2011.
كذلك لم تبد ِ إدارة أوباما رغبة قوية في القيام بتدخل مماثل في سوريا، والواقع أن رئيس أركان الجيش الأميركي وهو الجنرال مارتن ديمبسي كان قد قال أمام الكونغرس أنه "في الوقت الذي يمكن فيه للبنتاغون التدخل في سوريا للتأثير على نتائج الحرب الأهلية في سوريا، ألا أنه لا توجد جماعات مقاومة سورية معتدلة لسد الفراغ بعد سقوط نظام الأسد". وأعرب عن اعتقاده بأن "الطرف الذي تختار أميركا دعمه وتأييده في سوريا لابد أن يكون على استعداد للعمل من أجل المصالح الأميركية"، وأكد على أن "هذا الطرف غير موجود بعد".
يذكر ان تصريحات وزير الخارجية الفرنسي جاءت بعد يوم واحد من دعوة مجلس الأمن الدولي إلى تحقيق عاجل في مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية مؤخرا، كما دعا إلى وقف اطلاق النيران ولكنه لم يتخذ مزيدا من الإجراءات. وقال فابيوس أنه "في حال عدم قدرة مجلس الأمن الدولي على اتخاذ قرار فإنه لابد من التصرف بوسائل أخرى، ولكنه لم يحدد طبيعة تلك الوسائل".
معلوم أن فرنسا تتصدر حاليا الدول الغربية في دعم المقاومة السورية كما أن حكومتها كانت أول من احتضن ائتلاف قوات المقاومة السورية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وفي برلين قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الموجود في المانيا أمام جمع من الصحافيين "أن كل الخطوط الحمراء قد تخطاها النظام السوري، ومع ذلك فإن مجلس الأمن الدولي غير قادر على اتخاذ قرار. وأصاف :"أن الجميع يتحمل المسؤولية في ذلك"، مطالبا "السلطات السورية بمنح فريق مفتشي الأمم المتحدة فورا حق الدخول إلى المنطقة التي تعرضت للهجوم بالأسلحة الكيماوية".
وكان المتحدث باسم سكرتير عام الأمم المتحدة قال أن "بان كي مون قد طلب من أنجيلا كاني مسؤولة مراقبة الأسلحة وممثل الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، بزيارة دمشق في إطار الجهود الرامية لضمان قيام الحكومة السورية بالسماح لفريق مفتشي الأمم المتحدة المتواجد حاليا في سوريا لزيارة موقع الهجوم".
واشار المتحدث أن "بان كي مون يعتقد بأن هجوم الأمس يحتاج إلى تحقيق دون إبطاء".