القاهرة – محمد الدوي
القاهرة – محمد الدوي أكد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، أن مصر لم ولن تخرج من أفريقيا, وأن القرار المتخذ من مجلس السلم والأمن الأفريقي جاء دون دراسة متروية للموقف المصري, وعلى خلفية تاريخية دون النظر لطبيعة الجيش المصري الذي يتدخل فقط لصالح الشعب المصري, موضحًا أن مصر رفضت هذا لقرار، ونتوقع من الاتحاد الأفريقي أن يصحح هذا الخطأ الذي لا يؤثر فقط على مصالح مصر ولكن على المصالح الأفريقية كذلك وبدأ وزير الخارجية نبيل فهمي, صباح الثلاثاء، أولى جولاته الخارجية بزيارة العاصمة السودانية الخرطوم، حيث أكد حرصه على أن تكون أول محطة خارجية يزورها بعد ثورة 30 يونيو, باعتبار السودان الامتداد الطبيعي لمصر, كما أن مصر امتداد طبيعي للسودان وقال فهمي، إن الزيارة سيتم خلالها بحث عدد من القضايا المهمة بين البلدين من منظور إيجابي يحقق مصلحة الطرفين, ومن خلال روح جديدة، وعلاقات تتفق مع تطلعات الشعبين الشقيقين في المرحلة المقبلة وأوضح فهمي أنه سيتناول خلال لقاءاته مع كبار المسئولين السودانيين, شرح ما يتم في مصر على أرض الواقع , وسبل تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات لاسيما في المجال الاقتصادي, فضلًا عن مناقشة الوضع في أفريقيا والتعاون في ملف مياه النيل وأضاف فهمي، إن العلاقات المصرية السودانية تتجاوز أي قضية, وهي علاقات شاملة نبحثها من زوايا عدة، مؤكدًا أن قضية مياه النيل مهمة للبلدين وقال فهمي، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع وزير الخارجية السوداني في الخرطوم, إنه ناقش مع الوزير السوداني القضايا المرتبطة بالعلاقات السياسية والاقتصادية، والوضع الأفريقي، وملف مياه النيل، والمعابر والحدود والطريق البري بين الجانبين وغيرها من المجالات والمواضيع ذات الاهتمام المشترك وأشار فهمي إلى أنه يتوقع أن يلعب السودان دورًا فاعلًا في مسألة تعليق مشاركة مصر في أنشطة الاتحاد الأفريقي خلال المرحلة المقبلة, واستعادة ألأمور إلى نصابها الصحيح، لاسيما بعد القرار الخاطئ والمتسرع للاتحاد الأفريقي في هذا الشأن كما أكد فهمي, أن التعاون بين البلدين إيجابي في مختلف المجالات بما في ذلك التعاون بين الأجهزة المعنية بالقضايا الأمنية، لاسيما في المناطق الحدودية, مشيرًا إلى أن أي مصري لا يقبل أن تكون هناك أي ممارسات عدائية تمس السودان، وأن العنف الذي شهدته الساحة المصرية شاهده الجميع من حرق للمستشفيات، وأقسام الشرطة، والكنائس، والشركات وغيرها من المرافق وممتلكات المواطنين, في محاولة لترويع المواطنين، وهز كيان مصر, مشددًا أن المواطن المصري لن يتم ترويعه ولن نسمح بذلك, ومصر ماضية في تنفيذ خارطة الطريق لتحقيق مستقبل مشرق لمصر وحول التسوية السياسية, أوضح فهمي أن محاولات تسوية تمت من مختلف الأطراف, وأن أي طرف سيحترم خارطة الطريق ويلتزم بالقانون والسلمية سيكون له مكان بين شعب مصر، ومن يخالف فلن يتم السماح له بذلك وسيحاسب, مؤكدًا أن النظام السياسي المصري المقبل ديمقراطي ومفتوح للجميع، وفقا للدستور الذي سيتم وضعه, لافتًا إلى أن مصر تحترم حرية الرأي والتعبير، ومن يثبت عدم مخالفته للقوانين واللوائح من الصحافيين أو الإعلاميين يعمل بكامل حريته, كما أن الاعتداءات التي تمت على بعض المراسلين لم تتم من قِبل الشرطة المصرية من جانبه قال وزير الخارجية السوداني، علي كرتي, إن مصر تتبوأ مكانة القيادة والريادة في الأمة العربية والإسلامية، وستظل كذلك ولن تتراجع عن هذا الدور, مشيرًا إلى أن اهتمام العالم بما يحدث في مصر لا يعد تدخلًا في الشأن الداخلي، ولكن رغبة من دول العالم في استقرار مصر لمكانتها وقيمتها, لافتًا إلى أن هناك الكثير من دول العالم تجري بها أحداثًا، ولا تلقى نفس الاهتمام وأكد كرتي, أن السودان لم يتقدم بأي مبادرة لحل الأزمة الراهنة, مشيرًا إلى أنه تم التشاور مع وزير خارجية مصر حول القضايا والملفات التي تهم البلدين ومصالحهما المشتركة دون التطرق لأي مبادرات من الجانب السوداني وأشار كرتي, إلى أن السودان يعتبر ما يجرى في مصر شأن داخلي يخص المصريين، ويجب أن يكون الحل مصريًّا , وقال، "إننا ندعم الشعب المصري للوصول إلى توافق وسلام"وأعرب كرتي عن أمله في أن تخرج مصر من تلك الأزمة بأسرع وقت بالتوافق والحوار, مشيرًا إلى أن ما يجرى في مصر هو محل اهتمام السودان وأشاد كرتي بجهود مصر في مسألة تسوية النزاعات في إقليم دارفور, وتشاورها مع السودان في هذا الشأن، وصولًا إلى حلول للأزمات التي تواجهنا, ولم يكن السودان يرى أن هذا تدخلًا من مصر في الشأن الداخلي وأضاف كرتي، أنه تم التباحث في قضايا الحدود والمعابر، والتنسيق منتظر من أجل فتح المعابر والطريق البري بين البلدين, وكذلك مسألة تعليق مشاركة مصر في أنشطة الاتحاد الأفريقي, ودعا في هذا الشأن إلى تحلي الجانب المصري بالصبر والحوار مع الاتحاد الأفريقي ليتم الخروج من تلك الأزمة وبعد انتهاء زيارة وزير الخارجية المصري لدولة السودان توجه إلى "جوبا" عاصمة جنوب السودان، حيث استقبله وزير الإعلام مايكل مكوي لويث وتضمنت زيارة فهمي إلى جنوب السودان عددًا من المقابلات، بدأت بمقابلة مع رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير، وأعقبها لقاءات مع وزير شؤون مجلس الوزراء، ووزيرة الكهرباء والسدود والموارد المائية والري وأكد فهمي في تصريحات صحافية، حرصه على أن تشمل أولى جولاته الخارجية دولة جنوب السودان، مشددًا على الأهمية الإستراتيجية للعلاقات بين البلدين في مختلف المجالات مضيفًا أن الرئيس المؤقت عدلي منصور وجه الدعوة إلى سيلفا كير لزيارة مصر وصرح وزير إعلام دولة جنوب السودان، بأن بلاده تؤكد دعمها للحكومة المصرية خلال المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد، معربًا عن أمله في أن تتمكن مصر من تجاوزها بنجاح.