الرياض - صوت الإمارات
استدعت السعودية والكويت والإمارات والبحرين، سفراء لبنان لديها، احتجاجاً على تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، بشأن حرب اليمن، وذلك بعد ساعات من بيان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الرافض لها.وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو من مشاركة قرداحي ضمن برنامج تلفزيوني، قال خلاله إن الحوثيين "يدافعون عن أرضهم"، وهم في موقع "دفاع عن النفس" متسائلاً: "هل يعتدون على أحد؟"، معتبراً أن الحرب "عبثية ويجب أن تتوقف"، لأن هناك "عدواناً" بحسب قوله.
وعند سؤاله عما إذا كانت السعودية والإمارات "تعتديان على اليمن"، قال قرداحي: "أكيد هناك اعتداء.. هناك عدوان مستمر على هذا الشعب منذ نحو 8 سنوات"، وذلك قبل أن يعلن، عبر صفحته على موقع فيسبوك، أن تصريحاته جاءت قبل توليه منصبه، وإنها اقتطعت من سياقها.
"تحيز واضح"
وقالت وزارة الخارجية السعودية، الأربعاء، إنها استدعت سفير لبنان لدى المملكة وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على تصريحات وزير الإعلام اللبناني.ووصفت الخارجية في بيان نشرته عبر حسابها على تويتر، تصريحات الوزير اللبناني جورج قرداحي بـ"المسيئة حيال جهود تحالف دعم الشرعية في اليمن".
وأعربت الوزارة عن أسفها "لما تضمنته تلك التصريحات من إساءات تجاه المملكة ودول تحالف دعم الشرعية في اليمن، والتي تعد تحيزاً واضحاً لمليشيا الحوثي الإرهابية، المهددة لأمن واستقرار المنطقة".
وأكدت الوزارة أن التصريحات "تتنافى مع أبسط الأعراف السياسية، ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين".واستدعت الإمارات، السفير اللبناني لديها، وأعربت عن "استنكارها واستهجانها الشديدين" للتصريحات "المشينة والمتحيزة"، التي أدلى بها جورج قرداحي.
وأبلغت وزارة الخارجية الإماراتية السفير اللبناني احتجاجها على التصريحات "التي أساءت إلى دول تحالف دعم الشرعية في اليمن"، مؤكدة أنها "تنم عن الابتعاد المتزايد للبنان عن أشقائه العرب".
وقالت وزارة الخارجية الإماراتية، الأربعاء، إن "التصريحات تُعد مهاترات تتنافى مع الأعراف الدبلوماسية، وتاريخ علاقات لبنان مع دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن".
مذكرة احتجاج بحرينيةواستدعت وزارة الخارجية البحرينية، الأربعاء، سفير لبنان، وسلمته مذكرة احتجاج عبرت فيها عن "استنكارها الشديد" للتصريحات التي أدلى بها قرداحي.وذكرت وزارة الخارجية أن ما ساقه قرداحي بشأن مجريات الحرب في اليمن "ادعاءات باطلة تنفيها الحقائق الموثقة والبراهين المثبتة دولياً".
وأشارت في مذكرة الاحتجاج إلى "الجرائم، والانتهاكات، التي ارتكبتها جماعة الحوثي الإرهابية، بحق اليمن وشعبها، واعتداءاتها المستمرة على السعودية، منذ انقلابها غير الشرعي على الحكومة".
وقالت إن "هذه التصريحات غير المسؤولة خالفت الأعراف الدبلوماسية، ومثلت إساءة مقصودة لدول تحالف دعم الشرعية في اليمن، وتجاهلت المبادئ والقيم التي تحكم العلاقات الأخوية بين الدول العربية".وأعلنت وزارة الخارجية الكويتية، الأربعاء، استدعاء القائم بالأعمال اللبناني، هادي هشام، للاحتجاج على تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي.
وقالت الوزارة إنها سلمته مذكرة احتجاج تتضمن رفض الكويت التام لتصريحات قرداحي، بشأن اليمن.وعبرت الوزارة في بيان عن استنكارها الشديد لتصريحات قرداحي، مشيرة إلى أنه وجه "اتهامات باطلة" بحق السعودية والإمارات "تتناقض مع الدور الكبير الذي تقومان به في دعم اليمن وشعبه".
كما اعتبرت الكويت تصريحات قرداحي "خروجاً عن الموقف الرسمي للحكومة اللبنانية وتغافلاً عن الدور المحوري المهم للمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والتحالف العربي".
وأكدت الخارجية الكويتية أن تصريحات الوزير اللبناني "تتنافى مع الواقع ولا تمت للحقيقة بصلة وتتعارض مع أبسط القواعد".وأثارت تصريحات قرداحي موجة من ردود الفعل اللبنانية الرافضة، إذ أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، في بيان، أن تصريحات قرداحي، "كلام مرفوض ولا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقاً، وبخاصة في ما يتعلق بالمسألة اليمنية وعلاقات لبنان مع أشقائه العرب، وتحديداً الأشقاء في المملكة العربية السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي".
في المقابل، أصدر قرداحي بياناً بشأن المقابلة، وقال إنه أجراها قبل شهر من توليه منصب وزير الإعلام في لبنان، معتبراً أنه "لم يقصد ولا بأي شكلٍ من الأشكال، الإساءة إلى المملكة العربية السعودية أو الإمارات، اللتين أكن لقيادتيهما ولشعبيهما كل الحب والوفاء".
وقال إن بعض وسائل الإعلام ركّزت على تصريحاته بشأن اليمن، وأضاف أن هناك "جهات تقف وراء هذه الحملة (..) وهي جهات معروفة تتهمني بقمع الإعلام"، دون أن يوضح تلك الجهات.
ردود الفعل لم تقتصر على الجانب اللبناني، إذ استنكرت الحكومة اليمنية تصريحات قرداحي، وقال أحمد بن مبارك وزير الخارجية اليمني عبر حسابه على "تويتر"، إنه وجّه السفير اليمني لدى بيروت، بتسليم الخارجية اللبنانية رسالة استنكار للتصريحات الصادرة عن وزير الإعلام اللبناني.
واعتبر بن مبارك هذه التصريحات "خروجاً عن الموقف اللبناني الواضح تجاه اليمن وإدانته للانقلاب الحوثي ودعمه لكافة القرارات العربية والأممية ذات الصلة".المملكة العربية السعودية، أعلنت في مارس الماضي، مبادرة لإنهاء الحرب في اليمن بين الحكومة والحوثيين، تتضمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آنذاك، إن المبادرة تهدف للتوصل إلى حل سياسي شامل، وتتضمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار تحت مراقبة الأمم المتحدة، وإيداع عائدات الضرائب والإيرادات الجمركية لسفن المشتقات النفطية من ميناء الحديدة في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني في الحديدة، وفقاً لاتفاق ستوكهولم.
وتشمل المبادرة إعادة فتح مطار صنعاء الدولي أمام عدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية، والبدء بالمشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة برعاية الأمم المتحدة، وفقاً لقرار مجلس الأمن 2216.
ونددت الدول الأعضاء في مجلس الأمن الأسبوع الماضي، بهجمات الحوثيين الحدودية على السعودية، وطالبت بوقف التصعيد، خصوصاً في مأرب. وجدد المجلس في بيانه، دعمه الثابت للمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانز جروندبرج، متوقعاً أن يلتقي طرفا النزاع "بحُسن نية ومن دون شروط مسبقة".وشدد البيان على "ضرورة وقف التصعيد من قبل الجميع، بما في ذلك الوقف الفوري لتصعيد الحوثيين في مأرب"، وأدان تجنيد الأطفال واستخدامهم في الصراع.
وطالب أعضاء مجلس الأمن بـ"وقف فوري لإطلاق النار على الصعيد الوطني، وفقاً للقرار الرقم 2565 لعام 2021"، داعين إلى "حل الخلافات من خلال الحوار الشامل ورفض العنف لتحقيق أهداف سياسية"، كما رحبوا بإعلان المبادرة السعودية في 22 مارس الماضي.
قد يهمك ايضاً