دمشق - نور خوام
اعتقل تنظيم "داعش" قياديًا أمنيا في صفوفه يحمل الجنسية الفرنسية خلال محاولته الفرار مع 14 آخرين وتم إرسال بعضهم إلى العراق للتحقيق معهم، فيما تم احصاء سقوط 34 قتيلا في مجازر نفذتها الطائرات الحربية والمروحية خلال يومين متتالين، بالتزامن مع القاء طائرات التحالف منشورات تدعو أهالي الرقة إلى مغادرتها.
فقد كشفت مصادر موثوقة عن أن تنظيم "داعش" اعتقل قيادياً أمنياً من الجنسية الفرنسية برفقة 14 عنصراً آخرين من عناصر التنظيم والعناصر الأمنية أثناء محاولتهم الفرار من مناطق سيطرة التنظيم إلى الأراضي التركية عبر المرور بمدينة "جرابلس" في ريف حلب الشمالي الشرقي. وأكدت المصادر أن التنظيم اعتقل القيادي الأمني الفرنسي الجنسية والذي كان قد أفرج عنه من العراق قبل أيام مع الـ 32 قيادياً أمنياً الآخرين في التنظيم، الذي اعتقلوا في الرقة وسورية واقتيدوا إلى العراق في وقت سابق ومن ثم أفرج عنهم بعد التحقيق معهم وتم طردهم من صفوف التنظيم وجعلهم من "عامة المسلمين". وأكدت المصادر أيضاً أنه تمت عملية الفرار والاعتقال خلال الـ 72 ساعة الفائتة، حيث جرى تحويل القيادي الفرنسي وعناصر معه إلى العراق مرة أخرى للتحقيق معهم.
وأكدت المصادر، أنه تم الإفراج عن العناصر والقادة الـ 32 بعضهم من جنسيات عربية وأجنبية، والذين اقتيدوا إلى العراق في أواخر نيسان/ابريل الفائت، حيث جرى الإفراج عنهم بعد انتهاء استجوابهم من قبل الجهاز الأمني المكلف بالتحقيق، على خلفية اغتيال القيادي العسكري البارز في التنظيم أبو الهيجاء التونسي في الـ 30 من شهر آذار / مارس الفائت من العام الجاري، والذي كان قد أرسله "أبو بكر البغدادي" زعيم تنظيم "داعش"، من العراق ليشرف على العمليات العسكرية للتنظيم في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وتزامن الإفراج عن القادة والعناصر الأمنيين مع قرار مصاحب له، وهو فصلهم من الخدمة في صفوف التنظيم، وجعلهم "من عامة المسلمين"، في حين لا يزال مصير عناصر وقادة مجهولاً حتى اللحظة، بعد أن اصطحبتهم لجنة التحقيق معها خلال مغادرتها إلى العراق.
وفي محافظة حلب، قصف الطيران الحربي مناطق في حي بني زيد في مدينة حلب، بينما استهدفت القوات النظامية بالقذائف مناطق في بلدة خان طومان وقريتي تل ممو وتل حدية، دون معلومات عن خسائر بشرية، كذلك سقطت قذائف أطلقتها الفصائل المقاتلة والإسلامية على مناطق سيطرة قوات النظام في حيي الخالدية والشيخ مقصود بمدينة حلب، فيما قصف الطيران الحربي مناطق في حي كرم الجبل في مدينة حلب، ما أدى لإصابة عدة مواطنين بجروح، ترافق مع فتح الطيران الحربي لنيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في حي بستان باشا شمال مدينة حلب، بالتزامن مع قصفه للمناطق ذاتها.
أما في محافظة الرقة، فقد تأكد استشهاد 3 مواطنين بينهم طفل وامرأة على الأقل جراء قصف طائرات حربية لمناطق في قرية الجركة بريف الرقة الشرقي، وأفادت مصادر بأن طائرات التحالف الدولي، ألقت منشورات على مدينة الرقة تنصح المواطنين بمغادرة المدينة، ورجحت المصادر قيام التنظيم بعملية دفع للمدنيين لمغادرة المدينة نحو مناطق خارجها تحضيراً لضربات مكثفة تستهدفها أو لعمل عسكري يستهدف الرقة.
وفي محافظة إدلب، استهدفت طائرات حربية يعتقد أنها روسية مناطق في بلدة سكيك بريف إدلب الجنوبي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
وفي محافظة دير الزور، ذكرت مصادر موثوقة، أن تنظيم "الدولة الإسلامية" قام بصلب أحد عناصره وجلده "50 جلدة" وذلك بتهمة السرقة، وأوضحت أن التنظيم علق ورقة على صدره كتب عليها" التهمة: السرقة، الحكم: جلده 600 جلدة، وهي على عدد الطلقات التي سرقها (600 طلقة )""، كذلك ارتفع إلى طفلين عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف التنظيم لمناطق في بحي الجورة الخاضع لسيطرة القوات النظامية في مدينة دير الزور في وقت سابق، كذلك نفذت الطائرات الحربية غارات استهدفت مناطق في أحياء الرشدية والصناعة والكنامات والحويقة بمدينة دير الزور، ما أسفر عن استشهاد مواطنين اثنين وسقوط عدد من الجرحى بعضهم في حالة خطرة.
أما في محافظة حماة، فقد جدد الطيران المروحي قصفه بالبراميل المتفجرة على مناطق في بلدة طلف بريف حماة الجنوبي، ومناطق أخرى في قرية الزارة بريف حماة الجنوبي، بينما قصفت الطائرات الحربية مناطق في مدينة مورك بريف حماة الشمالي، ولا معلومات عن خسائر بشرية.
وفي محافظة حمص، لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة بريف حمص الشرقي، بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من طرف، وتنظيم "داعش" من طرف آخر، حيث تتركز الاشتباكات في محيط حقل المهر النفطي بالبادية الشرقية لحمص، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، كذلك جددت قوات النظام استهدافها لمنطقة الحولة بريف حمص الشمالي، بينما فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة وقناصاتها على مناطق في حي الوعر بمدينة حمص، كما قتل ضابط في القوات النظامية من مدينة حمص، خلال اشتباكات مع تنظيم "الدولة الإسلامية" في دير الزور.
وفي محافظة ريف دمشق، دارت اشتباكات متقطعة بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر في منطقة اوتستراد السلام بالغوطة الغربية، وسط قصف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباك، كذلك قصفت قوات النظام مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية، بينما تجددت الاشتباكات بين جيش الإسلام من طرف، وفيلق الرحمن وجيش الفسطاط الذي تشكل جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) عماده الأساسي من طرف آخر في محيط بلدتي مسرابا ومديرة بالغوطة الشرقية، دون معلومات عن الخسائر البشرية. كذلك قتل عنصر في حركة مقاتلة في مخيم اليرموك بأطراف العاصمة، جراء اصابته خلال اشتباكات مع تنظيم "الدولة الإسلامية" في المخيم.
أما في محافظة القنيطرة، فقد استهدفت الفصائل الإسلامية والمقاتلة تمركزات للقوات النظامية في مدينة البعث بالقطاع الأوسط من ريف القنيطرة، ما أسفر عن إصابة شخص بجراح، فيما دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل المقاتلة والإسلامية من طرف آخر في محور التلول الحمر بالقطاع الشمالي من ريف القنيطرة، وسط قصف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباك، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وفي حصيلة يوم الخميس لعدد ضحايا المعارك والقصف، فقد ارتفع إلى 34 على الأقل عدد القتلى الذين تم توثيق ومقتلهم خلال الـ 18 والـ 19 من الشهر الجاري، جراء قصف للطائرات الحربية والمروحية على مناطق في ريف حمص الشمالي، ومن بين المجموع العام للشهداء 15 طفلاً و8 نساء، قتلوا جميعاً في مدينة الرستن ومنطقة الحولة بالريف الشمالي لحمص.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 13 مواطناً من عائلة واحدة هم رجل وزوجته وطفلهما و4 من أطفالهما الإناث، بالإضافة الى شقيقة الرجل وابنتها، وشقيقته الأخرى و3 من أطفالها استشهدوا في ضربات جوية للطائرات الحربية على مدينة الرستن يوم أمس الـ 18 من الشهر الجاري، بالإضافة لتوثيق المرصد اليوم الخميس استشهاد 7 مواطنين بينهم 3 أطفال وفتاً جراء قصف للطائرات الحربية على مدينة الرستن، كما وثق المرصد اليوم استشهاد 14 مواطناً بنهم 4 أطفال و4 مواطنات في قصف بالبراميل المتفجرة من الطائرات المروحية على أماكن في منطقة الحولة.
كذلك أسفرت الضربات الجوية عن دمار في ممتلكات مواطنين وسقوط عشرات الجرحى بينهم أطفال ومواطنات، بعضهم لا تزال جراحه خطرة والبعض الآخر أصيب بإعاقات دائمة.