بغداد - نجلاء الطائي
شنّت قوّات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتّحدة 21 غارة على مواقع تنظيم "داعش" في العراق وسورية، خلال الساعات الـ24 الأخيرة، حيث قالت القيادة المركزية لعمليات قوات التحالف في بيان لها، اليوم الإثنين، إنّها نفّذت "تسع غارات على مواقع "داعش" في العراق، في مدن بشير وبيجي والموصل وراوة وتلعفر"، كما "نفّذت 12غارة ضد مواقع "داعش" في سورية قرب البو كمال والرقة وعين عيسى ودير الزور والشدادي".
من جهته، وصف قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق الركن عبد الأمير يار الله، دور التحالف الدوليّ في عمليات تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش المتطرف بـ"المحدود".
وأوضح في بيان ورد إلى "صوت الإمارات"، أن "عمليات "قادمون يا نينوى"، هي بتخطيط وتنفيذ وقيادة عراقيّة"، لافتًا إلى أن "دور التحالف الدوليّ محدود بالاستشارة والدعم الجويّ والتدريب والتجهيز".
هذا وتمكّنت القوات المشتركة العراقيّة، من استعادة عدد من الأحياء في الساحل الأيسر من مدينة الموصل، من قبضة تنظيم "داعش"، يأتي ذلك في وقت أحبطت تلك القوات، هجوما لعناصر التنظيم على قضاء سامراء، جنوب محافظة صلاح الدين، وقتل خمسة مسلحين، وذلك في محاولة من عناصر التنظيم المتطرف، تحويل الأنظار عن معركة الموصل.
وقال نائب العمليات المشتركة قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، إن عدد الأحياء التي حرّرتها قوّات جهاز مكافحة الإرهاب، قد بلغ 23 حيًا، مشيرًا الى أنّ تلك الأحياء تمّ تطهيرها أيضًا من المخلّفات الحربيّة التي تركها التنظيم المتشدد.
كما أشار مصدر في قيادة عمليات صلاح الدين، إلى أن "مجموعة مكوّنة من خمسة انتحاريين من تنظيم "داعش"، حاولوا التسلل إلى سامراء، لاستهداف المدنيين والقوات الأمنية في القضاء، (40 كم جنوب مدينة تكريت)، وتحويل الأنظار عن معركة الموصل".
وأضاف المصدر، أن "قوات من عمليات صلاح الدين وشرطة المحافظة تصدّت للهجوم المتطرف، وقتلت المتسللين، بمساندة الحشد الشعبيّ وطيران الجيش"، مؤكدًا أن "القوات المشتركة تسيطر على الأوضاع الأمنيّة في قضاء سامراء وباقي مدن صلاح الدين، وأنها اتّخذت التدابير الاحتياطيّة لصدّ أيّ محاولة جديدة من عناصر "داعش"".
من ناحيته، أعلن إعلام "الحشد الشعبي"، أن مقاتليه "انتزعوا أربع قرى جديدة من قبضة "داعش"، في غرب الموصل، خلال معارك يوم الاثنين، أسفرت أيضًا عن قتل عشرات المتشددين".
وجاء هذا التقدم ضمن المرحلة الخامسة من عمليات الحشد، الرامية لانتزاع قرى جنوب غرب تلعفر، وإحكام السيطرة على الطريق العامّة الرئيسيّة، الرابطة بين تلعفر وناحية تل عبطة، وقطع خطوط الإمداد بين قضاء تلعفر والحضر.
وقال إعلام الحشد في بيان له، إن "مقاتلي الحشد استعادوا قرى "مفلكة الجنوبية، والتركمانية الجنوبية، وقرية التركمانية الشمالية، والسلام""، مشيرًا إلى إجلاء عشرات الأُسر من تلك القرى.
وأضاف أن الحشد "فجّر خلال المعارك عجلتين مفخختين وقتل من فيها، وفكّك مصفحة تركها "العدو" في قرية مفلكة الشمالية، والسيطرة على مفخخة أخرى في قرية مفلكة الجنوبية، والعثور على مخزن للعتاد والأسلحة تابع "للعدو" أثناء تطهير قرية مفلكة الشمالية".
وتابع البيان إن "عشرات من عناصر "داعش"، قتلوا خلال الاشتباكات"، مبيّنًا أن "طيران الجيش العراقيّ، وبالتنسيق مع "الحشد الشعبيّ"، قتل 15 متطرفًا ودمّر أحاديتين في تل عبطة الجنوبي".
وأوضح أن "طيران الجيش العراقيّ، نفذ ضربة جوّية أخرى استهدفت أوكارًا لتنظيم "داعش"، في قرية خراب الجحش، أدت الى تدمير ثلاثة مقرات وأربع عجلات وقتل 10 من عناصر التنظيم".
وفي العاصمة، قتل شخصين وأصيب 5 آخرون، إثر انفجار سيارة مفخخة، شرق بغداد، وقال الناطق باسم قيادة عمليات بغداد العميد سعد معن في بيان صحافيّ ورد إلى "العرب اليوم" نسخة منه، أن "سيارة مفخخة كانت مركونة في منطقة جملية، شرق بغداد، انفجرت ما أسفرت عن مقتل مدنيين اثنين، وإصابة 5 آخرين، وإحراق عدد من العجلات والمحال التجاريّة".
وأضاف أن "الأجهزة الأمنيّة سارعت إلى مكان الحادث، فيما قامت سيارات الإسعاف بنقل الجثتين والمصابين إلى أقرب مستشفى".
سياسيًا، قال رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، اليوم الإثنين، إنّه على الأمم المتحدة لعب دور أكبر لتقريب وجهات النظر، بين الأطراف السياسيّة.
وذكر بيان لمكتبه الإعلاميّ ورد إلى "صوت الإمارات" نسخة منه، أن "الجبوري استقبل في مكتبه اليوم الاثنين، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسيّة ميروسلاف ينتشا والوفد المرافق له، وجرى خلال اللقاء استعراض الواقع السياسيّ وما يتعلق بوثيقة التسوية السياسيّة بشكل خاص، التي طرحتها أطراف عراقيّة بدعم أمميّ لإنهاء المشكلات التي تمرّ بها البلاد".
وأشار رئيس البرلمان أهميّة التعاون بين جميع الأطراف، وتحمّل مسؤولياتهم لإنجاح هذه التسوية، لافتًا إلى "ضرورة أن تلعب الأمم المتحدة دورها في تقريب وجهات النظر بين الأطراف العراقيّة"، وأكّد دور الأمم المتحدة في رسم ملامح المشهد السياسيّ، ومستقبل المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم "داعش" المتطرف، والوصول الى رؤية وطنيّة جامعة تساهم في تحسين الواقع العراقيّ. وبيّن رئيس مجلس النواب أن "البرلمان ماض بالتشريعات القانونيّة التي يمكن من خلالها تغيير الواقع الحالي في البلاد"، مؤكدًا "أهمية التنسيق مع الأمم المتحدة بهذا الخصوص".
من جانبه، أكّد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة بحسب البيان، دعم العراق في جميع المجالات بمساعدة المنظمات الدوليّة من أجل إنهاء العقبات التي تتعرض لها العملية السياسيّة، وإيجاد أجواء إيجابيّة لإنجاحها.