عدن / الكويت - عبد الغني يحيى
تجدَّدت الاشتباكات في تعز جنوب غربي اليمن فجر اليوم الثلاثاء بين قوات الجيش اليمني من جهة، وميليشيات "الحوثيين وصالح" من جهة أخرى، وسط سماع دوي انفجارات وتبادل للقصف. وأفاد مصدر أمني منذ بعض الوقت أن "معارك عنيفة" اندلعت ليل الاثنين بين الطرفين، في قرى الأقروض في مديرية المسراخ جنوبي تعز، وفي الجبهة الشرقية من المدينة التي تشهد قتالا منذ أشهر.
وقصفت طائرات التحالف العربي مواقع تمركز الميليشيات في معسكر اللواء 35 بمفرق المخا، غربي تعز. وقال قائد نصر المتحدث الرسمي باسم "قاعدة العند" الجوية في محافظة لحج جنوبي اليمن ، ان مقاتلات التحالف شنّت غارات عدة على تعزيزات للحوثيين في "الشريجة" وسط مواجهات عنيفة في جبهة كرش التابعة للحج.
واشار نصر في تصريح الى موقع"العرب اليوم"، ان التحالف قصف مواقع للحوثيين في الكهبوب وذباب في جبهة باب المندب، بالتزامن مع معارك هي الاعنف على جبهة باب المندب التي تتواصل منذ ايام، واسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين. وتستمر المعارك في جبهة الوازعية جنوبي غربي تعز وجبهة حيفان جنوبي تعز. وقد وصلت تعزيزات من قاعدة العند الى كافة الجبهات، وسقط اكثر من 10 مدنيين بين قتيل وجريح اثر غارة جوية في مدينة المخا غربي تعز، وتتواصل المعارك في جميع الجبهات اليمنية بين القوات الموالية للحوثيين والقوات الموالية للرئيس هادي، فيما شن التحالف العربي غارات في حجة ومارب ونهم شرقي صنعاء.
وافادت مصادر عسكرية في حرض التابعة لحجة شمالي غربي اليمن والمحاذية للحدود مع المملكة العربية السعودية ان معارك عنيفة دارت بين قوات الرئيس هادي والحوثيين في حرض وميدي، واشار المصدر الى قصف مقاتلات التحالف مواقع للحوثيين في حرض وميدي ومستبأ بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي متبادل في ميدي وحرض .
وهاجمت القوات الموالية للحوثيين الحدود السعودية وقد رد الجيش السعودي بقصف مدفعي كما شنت مقاتلات سعودية غارات في الحدود استهدفت الحوثيين، وكانت الحدود اليمنية السعودية قد شهدت هدوءاً منذ أشهر عقب التوصل إلى اتفاق تهدئة، وسط تدخلات لجان مراقبة وقف النار الميدانية عند نشوب معارك متجددة على الحدود.
وفي وقت سابق امس، قتل 6 مسلحين وأصيب 9 آخرون من المتمردين، فيما قتل مقاتلان وأصيب 11 من الجيش الوطني والمقاومة، في مناطق متفرقة من مدينة تعز وضواحيها.
واعلن الجيش اليمني قد أعلن أن ما لا يقل عن 10 أشخاص قتلوا، الاثنين، عندما حاول انتحاريان تفجير حافلة وسيارة ملغومتين في نقطتي تفتيش عسكريتين قرب مدينة المكلا الساحلية التي تسيطر عليها القوات الحكومية.
وأعلن فرع "القاعدة "في اليمن المسؤولية عن الهجومين اللذين وقعا قرب عاصمة محافظة حضرموت على خليج عدن، وهما الأحدث في سلسلة تفجيرات وقعت منذ طردت القوات الشرعية مسلحي القاعدة من المنطقة في أبريل/نيسان الماضي . وجاء في حسابات تابعة للتنظيم على موقع "تويتر" أن التفجيرين في منطقتي بروم والغبر في حضرموت، استهدفا قوات الرئيس هادي في إشارة إلى الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، وأوقعا فيهما عشرات القتلى والجرحى.
وأعلن التنظيم أن منفّذ العمليتين، هما أمير الصنعاني وطارق الصنعاني، بحسب بيان التنظيم، الذي نشر صورتين للمنفذين قبل العمليتين. وفي وقت لاحق قالت مصادر طبية في حضرموت، إن عدد ضحايا التفجيرين ارتفع مساء الاثنين إلى 8 جنود، بعد أن توفي اثنان منهما بسبب إصابتهما البالغة.
وعلى الاثر، داهمت القوات الأمنية محلات تجارية مغلقة، بمنطقة وادي الغليلة بديس المكلا، في محافظة حضرموت، وعددًا من المنازل المشبوهة، عقب ساعات من حدوث الهجمات الانتحارية.
وفي الكويت، يواصل المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مشاوراته مع الأطراف اليمنية المشاركة في مشاورات السلام من أجل تقريب وجهات النظر، والخروج بحل ينهي الصراع المتصاعد منذ أكثر من عام.
وقال مصدر تفاوضي حكومي، إن اليوم الثالث من الجولة 2 لمشاورات السلام اليمنية في الكويت، الاثنين، شهد لقاءات ثنائية محدودة في إطار المساعي الأممية لتقريب وجهات النظر. وذكر المصدر أن ولد الشيخ عقد، مساء الإثنين، لقاءً منفردًا مع رئيس الوفد الحكومي عبدالملك المخلافي، على أن يتم عقد لقاء آخر مع الفريق التفاوضي بأكمله، صباح اليوم الثلاثاء.
كما عقد المبعوث الأممي، لقاءات مع بعض الدبلوماسيين الخليجيين، لإطلاعهم على آخر مستجدات المشاورات اليمنية وفقا للمصدر، فيما لم يعقد أي اجتماع مع وفد "الحوثيين" وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وكان وفد "الحوثي و صالح"، قد أعلن، الإثنين، رفضه لأجندة الجولة الثانية من مشاورات الكويت التي أعلنها المبعوث الأممي، في مؤشر على الانسداد المبكر، وأعلن محمد عبد السلام الناطق الرسمي باسم جماعة "الحوثي" ورئيس وفدها التفاوضي في المشاورات "أنهم مع اتفاق سياسي شامل للأزمة اليمنية، دون أي تجزئة".
وأضاف المصدر الحكومي انهم "يريدون خلط الأوراق، وأن المبعوث الأممي كان محبطا منهم اليوم ، ظهروا متوترين بشكل كبير بسبب الأجندة التي طرحها ولد الشيخ، ويريدون الاستئناف من خارطة الطريق الأممية التي تكفل لهم الانخراط في حكومة وحدة وطنية في المقام الأول، لكن مازلنا متفائلين بأن تمضي الأمور قدما، ولا نتفاجأ بتفخيخ جديد للمشاورات من قبلهم".