عدن / الكويت- خالد الشاهين
انفجر الوضع العسكري فجر اليوم الخميس في محافظة صنعاء حيث تدور اشتباكات عنيفة على جبهة نهم . وأفادت مصادر أمنية عن سماع دوي انفجارات عنيفة وإطلاق نار كثيف على مشارف العاصمة اليمنية صنعاء، في الساعات الأولى من فجر اليوم.
وقالت المصادر إن اشتباكات عنيفة تدور الآن في جبهة نهم شرق العاصمة اليمنية صنعاء بين قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية من جهة وميليشيات "الحوثي والمخلوع صالح" من جهة أخرى.
كما اندلعت قبل قليل مواجهات عنيفة بين الجيش الوطني ومليشيا "الحوثي" في مديرية حرض في محافظة حجة شمال اليمن .
وقالت مصادر عسكرية ان المعارك العنيفة اندلعت بعد هجوم مباغت نفذته المليشيات الانقلابية. وشنت طائرات التحالف العربي مساء الأربعاء قصفاً عنيفاً على موقع عسكري تابع للواء "العمالقة " شمال محافظة عمران.
وقال شهود عيان إن طيران التحالف قصف موقع " الشقراء" جنوب شرق مقر المعسكر بعشر غارات فيما لايزال يحلق في سماء المنطقة .
وأضاف الشهود أن دخاناً يتصاعد حتى اللحظة من ذات الموقع الذي يحتوي على عدد من الآليات العسكرية التابعة للواء منذ الحرب السادسة مع مليشيات الحوثي .
وفي الكويت تدخل المشاورات اليمنية بين وفدي الحكومة و"الحوثيين" اليوم الخميس، أسبوعها الخامس، وهي تعيش تعثرا وانسداد تاما في أفقها، بعد تعليق وفد الحكومة اليمنية مشاركته الثلاثاء، على خلفية ما اعتبره، عدم التزام وفد"الحوثيين و صالح"، بأسس ومرجعيات الحوار.
وقال رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، إن بلاده "أمام خيارين تاريخيين لا ثالث لهما" فإما أن "تبقى الوحدة في صيغة اتحادية" وإما أن "نترك بلادنا وشعبنا في حالة من الضياع والفوضى والتشرذم".
وفي كلمة ألقاها الأربعاء خلال مؤتمر صحفي في العاصمة السعودية الرياض، بمناسبة احتفال اليمنيين بعيد الوحدة، ونشرتها وكالة أنباء "سبأ" الرسمية، أضاف بن دغر "سندفع جميعًا ثمن التهور والطمع والبغضاء التي تجد من يغذيها بقصد أو غير قصد، في حال تركنا بلادنا للضياع".
وتابع: "لدينا فرصة حقيقية متاحة لتصحيح الوضع كله دون غالب في ذلك أو مغلوب، أو منتصر ومهزوم"، مستطرداً "لا يجوز الانتصار إلا للجمهورية والوحدة كما توافقنا على شكلها ومضمونها في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الاتحادي من أقاليم، وأن تقوم على قيم وقواعد من الحكم الرشيد واحترام الحقوق".
وحول المشاورات الجارية في الكويت شدد بن دغر، على أنها "لابد وأن تؤدي إلى السلم والاستقرار، ولابد في النهاية أن تحافظ على اليمن موحدًا وآمنًا ومستقرًا"، مشيراً إلى أن هذا لا يتحقق إلا عن طريق واحدة وهي "احترام مرجعيات الحوار والقبول بها والمتمثلة في قرار مجلس الأمن رقم 2216، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني".
وقال إن "الانسحاب من مؤسسات الدولة، يغدو يومًا بعد آخر مطلبًا غير قابل للنقاش إلا في ترتيباته الأمنية"، مشددًا على ضرورة تسليم السلاح للدولة باعتباره "الحق الدستوري الخاص بالدولة دون غيرها".
وتابع: "من يريد حكومة وحدة وطنية قبل أن يضع السلاح، إنما يريد استرقاق هذا الشعب واختطاف إدارته"، في إشارة إلى طلب الحوثيين تشكيل حكومة وحدة وطنية قبل الانسحاب من المدن وتسليم السلاح. وأشار بن دغر إلى ما وصفه بـ"حالة انهيار اقتصادي ونقدي مريع"، قائلًا إن "الحوثيين تصرفوا في 3 مليارات دولار تقريبًا، كانت تمثل معظم الاحتياطي النقدي في البلاد، واستخدموها في المجهود الحربي للاستيلاء على الدولة والسلطة، والانقلاب على الجمهورية والوحدة، وإدارة الحرب".
واتهم الحوثيين بالاخلال ببنظم الإدارة المالية والنقدية، ورتبوا لطبع المزيد من الأوراق النقدية، فانهار سعر الريال أمام الدولار والعملات الأجنبية الأخرى، واستدعى انهيار العملة زيادات كبيرة في الأسعار، وفوضى اقتصادية". مستدركاً أن "هناك فرصة أخرى للسلام في بلادنا، إذا كفّ الحوثيون عن خططهم المدمرة تجاه شعبنا، وامتنعوا عن نهب المال العام، ونهج العدوان"، مؤكدًا أن حكومته "ستدعم جهود السلام في الكويت، على قاعدة المرجعيات الوطنية".
ويحتفل اليمنيون في الثاني والعشرين من مايو/أيار من كل عام، بذكرى إعلان الوحدة اليمنية بين شطري اليمن الجنوبي والشمالي التي تحققت عام 1990.
وقال المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد من جهته، إن الأمم المتحدة "تعتمد المرونة" مع الأطراف من أجل التوصل لحل سياسيي وتجنيب اليمن المزيد من الخسائر، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أن الأطراف عليها "مسؤوليات" يجب أن يلتزموا بها.
وذكر ولد الشيخ، في بيان له فجر اليوم الخميس، أن المجتمع الدولي مستعد لدعم اليمن، لافتا إلى أن المطلوب من المشاركين هو "التفاعل البنّاء" خلال الاجتماعات واللجان الخاصة من أجل التقدم بالملف السياسي والأمني وقضية الأسرى والمعتقلين.
وأضاف المبعوث الأممي: "العمل جار وبشكل متواز للتوصل الى حل سلمي شامل، القرار النهائي سيكون يمنيا يمنيا، والتقدم يعتمد على جدّية الوفود".
ولفت البيان، إلى أن أمير دولة الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، استقبل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم التحدة إلى اليمن والوفود المشاركة في مشاورات الكويت وحث الجميع على متابعة العمل من أجل التوصل الى حل سياسي يضمن الأمن والاستقرار لليمن واليمنيين.
وأشار ولد الشيخ، إلى أنه استكمل اللقاءات، أمس الأربعاء، مع ممثلي الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بعد يوم من لقائه الوفد الحكومي.