الدار البيضاء : جميلة عمر
جاء تفكيك رجال الخيام للخلية الإرهابية الجديدة، الموالية لما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، والتي تتكون نواتها من ثلاثة أشخاص، تتراوح أعمارهم بين 24 و30 سنة، ينشطون بكل من العيون وسلا ومراكش، بعد مراقبة وتتبع لهذه الخلية عبر مكالماتهم رسائلهم الخطية.
وجاء الكشف عن أعضاء هذه الخلية التي بايع أعضاؤها الخليفة المزعوم لـ "داعش"، بعد كشف أحد هذه العناصر الذي سبق له أن التحق بمخيمات انفصاليي "البوليساريو" في تندوف، كان في طور الإعداد للقيام بعمليات إرهابية داخل المملكة تنفيذا لأجندة "داعش"، وعند توقيفه تم حجز مجموعة من المعدات الإلكترونية، بالإضافة إلى "بطاقة تعريف" مسلمة لأحد المشتبه فيهم من طرف "الجمهورية الوهمية" وكذلك بذلة عسكرية لما يسمى بـ"البوليساريو"وراية ترمز إلى هذا "الكيان الوهمي"، يشكل منعطفا جديد في الصراع مع الجبهة الانفصالية، التي باتت تتحول يوما بعد يوم إلى منظمة ذات طبيعة إرهابية مائة في مائة، تتغذى من درجة الحنق الذي تشعر به بفعل الهزائم و الانتكاسات التي توالت عليها، والتي بينت إفلاس إيديولوجيتها الهدامة أمام المنتظم الدولي.
وتأتي عملية تفكيك خلية إرهابية، من طرف عناصر المكتب المركزي للتحقيقات القضائية، لتؤكد جدية التحذيرات المغربية، وهو ما يضع المنتظم الدولي وعلى رأسه الأمم المتحدة أمام مسؤولياته تجاه ما يشكله مرتزقة البوليساريو من تهديد حقيقي للسلم والأمن اقليميا ودوليا، بالنظر إلى تورط عناصر هذا الكيان الوهمي، في الأنشطة الإجرامية وضمنها تهريب المخدرات والبشر والأسلحة وكذلك علاقاتها مع المنظمات الإرهابية، ومنها "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" وجماعة "بوكو حرام" وتنظيم "داعش" الإرهابي.
لقد كشفت التحريات التي أجراها المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أن أحد عناصر الخلية المفككة اليوم الخميس، سبق له أن التحق بمخيمات انفصاليي "البوليساريو" في تندوف، وكان في طور الإعداد للقيام بعمليات إرهابية داخل المملكة تنفيذا لأجندة "داعش".
لقد سبق لعبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن حذر أكثر من مرة من التهديد المتطرف بالمنطقة، إلى جانب انتشار الأسلحة في منطقة الساحل والصحراء، لاسيما بعد سقوط نظام معمر القذافي، مشيرا إلى أن الصراع الذي افتعلته الجزائر حول الصحراء المغربية يشجع على ظهور مثل هذه التهديدات الإرهابية، محذرا من تواطؤ عناصر "البوليساريو" مع المنظمات الإرهابية.
ويُذكر أن عبدالحق الخيام سبق وأن صرح، في حديث للقناة الإخبارية الفرنسية "فرانس 24" السنة الماضية، أن "منطقة الساحل تخترقها منظمات إرهابية وشبكات إجرامية . كما أن "داعش" سعت، بعد تراجع هجماتها في العراق وسورية، للاستقرار في شمال أفريقيا، ونجحت في ذلك داخل ليبيا"، مبرزا أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية توصل إلى أن نحو 100 عنصر من "البوليساريو" التحقوا بصفوف التنظيم.