دبي ـ جمال أبو سمرا
وقعت مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، إحدى مؤسسات دائرة التنمية الاقتصادية في دبي، اليوم اتفاقية شراكة استراتيجية مع "شبكة اللاينس العالمية لمراكز الأعمال"، وتدشن الاتفاقية مبادرة هي الأولى من نوعها في العالم، حيث تسهل للمستثمرين بدء أعمالهم في دبي، وذلك من خلال المراكز التابعة لشبكة اللاينس العالمية لمراكز الأعمال التي تضم 650 فرعاً في 85 مدينة ضمن 45 دولة حول العالم.
وتأتي هذه الخطوة بمثابة تأكيد على الجهود التي تقوم بها مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار في سبيل استقطاب رأس المال الاستثماري، وتعزيز مكانة دبي كوجهة مثالية لاستدامة الأعمال والتوسع إلى الأسواق المجاورة، وبالتالي ترجمة توجهات خطة دبي 2021.
وتتيح هذه المبادرة حزمة من الخدمات للمستثمرين وأصحاب الشركات الراغبين في مزاولة أعمالهم في دبي، وذلك من خلال مراكز شبكة اللاينس العالمية، كما تغطي مراكز الخدمة المنتشرة في 45 دولة، ومجموعة من الخدمات والأشكال القانونية للمنشآت التجارية كما تشمل حزمة عريضة من الأنشطة التجارية والاستثمارية المتاحة في دبي.
وتسعى مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، من خلال الاتفاقية، لاستقطاب الشركات العالمية إلى إمارة دبي وتوفير التسهيلات اللازمة لها لتحقيق النمو والتوسع، وذلك بالاستفادة من المحفظة المتكاملة من الخدمات الاحترافية المقدمة من "شبكة اللاينس لمراكز الأعمال في روسيا ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا".
ويأتي توقيع الاتفاقية المشتركة في وقت تتجه فيه نخبة المستثمرين وكبرى الشركات متعددة الجنسيات نحو توظيف الفرص الواعدة المتاحة في دبي والتمتع بما تزخر به من أسلوب حياة راق وعصري وتعدد ثقافي وانفتاح حضاري وبيئة أعمال على مستوى عالي من التنافسية.
وتتميز شبكة اللاينس العالمية لمراكز الأعمال بمكانتها المتقدمة ضمن أكبر الشركات المزودة لخدمات المستثمرين والشركات في العالم، حيث تتمتع بقاعدة عملاء تزيد على خمسين ألف عميل وتدير 15 مليون قدم مربع من المساحات المكتبية المجهزة في العالم. وتتخذ الشبكة من دبي مقراً إقليمياً لعملياتها في الشرق الأوسط وأفريقيا وروسيا.
وقال فهد القرقاوي المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار "تواكب هذه المبادرة تطلعات وسعي إمارة دبي نحو الوصول إلى المستثمرين والشركات العالمية، وتذليل العقبات أمام الراغبين في الاستفادة من فرص الاستثمار والتنمية الاقتصادية في دبي لتحقيق نمو اقتصادي مطرد، مضيفا أن استراتيجية دبي المدعومة بسياسات الاقتصاد الحر والمفتوح على العالم وقدراتها التنافسية، تتيح للشركات فرصة الاستفادة من حركة عبور البضائع إلى مختلف الأسواق الإقليمية والدولية، وهو ما ينعكس بصورة إيجابية على تعزيز حركة التجارة العالمية".
وأضاف القرقاوي "تعمل مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار على تطوير استراتيجيات جذب الاستثمار على الصعيد العالمي، وتمثل هذه المبادرة قناة جديدة لاستقطاب وجذب المزيد من رأس المال الأجنبي، مما يحقق الهدف الأسمى وهو المزيد من النمو والاستدامة في اقتصاد إمارة دبي ودولة الإمارات على وجه العموم".
وتوفر المبادرة خدمات الدعم للراغبين في الاستفسار عن واقع الأعمال واللوائح والأنظمة الملائمة لمزاولة الأعمال التجارية في مختلف القطاعات بإمارة دبي، بحيث يتمكن المستثمر أو صاحب الشركة من الاطلاع على الأعمال القائمة، ودراسة فرص الاستثمار وسبل التوسع المحتملة".
وأشار القرقاوي إلى أن المراكز ستتواجد في عدد من دول مجلس التعاون، وهم المملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين، والكويت، موضحاً أن تواجد مراكز الخدمة في تلك الدول ضرورة ملحة نظراً لأهمية الشراكة الوثيقة بين دبي وأشقائها في دول الخليج، وتحقيقاً لرؤية وتوجهات الحكومة الرشيدة في تقديم كافة الخدمات والدعم في مختلف المجالات سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية وفي شتى المحافل على النطاق المحلي والدولي.
وأكد القرقاوي سعي المؤسسة إلى تعزيز الشراكة مع القطاعين الحكومي والخاص لتوطيد أطر التعاون البنّاء مع كبرى الشبكات العالمية الرائدة، وعلى رأسها "شبكة اللاينس لمراكز الأعمال في روسيا ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا"، وأبرز المستثمرين في سبيل العمل معاً على تعزيز دور وتأثير الاستثمار على مسار التنمية عالميًا.
وقال شريف كامل الرئيس الإقليمي لـ "شبكة اللاينس" العالمية للأعمال في روسيا والشرق الأوسط وأفريقيا "ستسهم الشراكة الاستراتيجية الجديدة في تحفيز الاقتصاد من خلال استقطاب وتوجيه المستثمرين الراغبين بالاستفادة من الفرص الواعدة المتاحة في إمارة دبي التي تبرز كونها وجهة عالمية رائدة ومفضلة للاستثمار".
وتعود متانة اقتصاد دبي بالدرجة الأولى إلى مرونة التشريعات وقدرتها على مواكبة المتغيرات العالمية المتسارعة، حيث عملت الإمارة على وضع سياسات وقوانين وتشريعات واضحة تخدم أهدافها فيما يخص استقطاب الاستثمارات وتسهيل الأعمال، فضلاً عن تقديم حزمة متكاملة من الخدمات المبتكرة والداعمة لنمو وتوسعة الأعمال.
وأضاف كامل "سنقوم على مبدأ هذه الاتفاقية، بوضع شبكتنا العالمية الواسعة في خدمة الجهود الرامية إلى تلبية متطلبات واحتياجات المستثمرين ومساعدة "مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار" على تقديم خدمات مبتكرة وموثوقة ترقى إلى مستوى تطلعات المستثمرين العالميين الراغبين في اتخاذ دبي مقراً لاستدامة الأعمال، والتوسع على الصعيدين المحلي والإقليمي".
وقال كامل "توفر مراكز الخدمة المنتشرة حول العالم كافة الحلول والمعرفة للمستثمرين حول شتى المجالات والقطاعات الاقتصادية في مختلف أنحاء إمارة دبي، بالإضافة إلى خدمة التواصل والمتابعة المستمرة لتذليل العقبات وتسهيل قدوم الشركة إلى دبي منذ بدء تقديم الطلب ولغاية الانتهاء من عملية بدء مزاولة الأعمال. وتتواجد الخدمة في العديد من الدول العالمية ومنها على سبيل المثال لا الحصر: الولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا، وروسيا، والصين، والهند، وسويسرا، وغيرها من المراكز التجارية والصناعية".
ونجحت دولة الإمارات في بناء اقتصاد متنوع ومزدهر، مدفوعةً بنمو مطّرد بالنظر إلى النشاط المتسارع ضمن قطاعات السياحة والعقارات والخدمات المالية والطيران وغيرها. وتنظر الشركات متعددة الجنسيات بتفاؤل حيال الفرص المتاحة في دولة الإمارات، نظراً لعوامل عدة أبرزها الاستقرار الاقتصادي والتنمية الشاملة والمستدامة والنمو السكاني المطّرد والنمو المتسارع لأسواق رأس المال، الأمر الذي يعزز من جاذبية الدولة للاستثمارات الأجنبية.
وتستقطب إمارة دبي على وجه الخصوص اهتمام العالم من خلال إطلاق مشاريع عملاقة والتركيز على تطوير بنية تحتية حديثة، وذلك في ضوء الاستعدادات الجارية لاستضافة معرض "إكسبو 2020 دبي"، حيث أصبحت الإمارة مركزًا تجاريًا عالميًا يوفر للشركات العالمية العديد من المزايا التنافسية. وتشكل دبي، التي تعتبر واحدة من أكثر الوجهات جاذبية في الشرق الأوسط، منصة مثالية لتوفير فرص واعدة للخبرات عالمية المستوى والباحثين عن تحقيق التميز في الابتكار وريادة الأعمال.
وتتماشى كل هذه الجهود مع غايات "خطة دبي 2021" الرامية إلى تحويل دبي إلى محور رئيس في الاقتصاد العالمي و"المدينة الأذكى" في العالم، وذلك من خلال توفير هذه الحزمة من الخدمات التي تمثل بحد ذاتها نقلة نوعية في توفير الخدمات والوصول إلى المستثمر الخارجي.