دمشق ـ نور خوام
أدى قصف طائرات حربية على مدينة الرستن الى مقتل 6 مواطنين بينهم رجل و3 من أطفال، في حين سقط 15 مواطناً في أحياء حلب الغربية وأكثر من 120 جرحوا في قذائف استهدفت مناطق فيها بينها حي الشيخ مقصود.
ففي محافظة حلب، ارتفع إلى 15 على الأقل بينهم 4 أطفال عدد الشهداء الذين قضوا جراء سقوط قذائف على مناطق في الأحياء الغربية التي تسيطر عليها القوات النظامية في المدينة، فيما لا يزال عدد الشهداء مرشحاً للارتفاع لوجود أكثر من 120 جريحاً بينهم أطفال ومواطنات، بعضهم لا يزال بحالات خطرة، ليرتفع إلى 69 على الأقل بينهم 23 طفلاً و7 مواطنات عدد الشهداء الذين قضوا منذ بداية معارك حلب في الـ 28 من شهر تشرين الأول / أكتوبر الفائت من العام الجاري وحتى اليوم الثالث من تشرين الثاني / نوفمبر الجاري، كما أسفرت القذائف عن إصابة المئات بجراح بينهم عشرات الأطفال والمواطنات.
ولا تزال الاشتباكات مستمرة بعنف بين فصائل المعارضة من جهة، والقوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، وتتركز في محاور مشروع 1070 شقة ومشروع 3 آلاف شقة وضاحية الأسد وحلب الجديدة ومنيان، وسط قصف عنيف ومكثف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباك، بالتزامن مع استهداف الفصائل تمركزات للقوات النظامية في محاور الاشتباك ومناطق أخرى تسيطر عليها قوات النظام في القسم الغربي من مدينة حلب، دون معلومات إلى الآن عن حجم الخسائر البشرية في صفوف الجانبين.
واستهدفت الطائرات الحربية أماكن في منطقة مشفى بلدة حوار في ريف حلب الغربي، كما قصفت القوات التركية مناطق في قرية عرب ويران التابعة لناحية شرا بريف عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي، كما سقطت قذائف على مناطق في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب، والذي تقطنه غالبية من المواطنين الكرد وتسيطر عليه وحدات حماية الشعب الكردي، ما أسفر عن استشهاد طفل وسقوط عدد من الجرحى. وقالت مصادر أهلية أن القذائف أطلقتها الفصائل على مناطق في الحي، بينما وردت معلومات عن إعدام تنظيم "داعش" لمواطن كردي في مناطق سيطرته في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وفي محافظة حمص، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد 6 مواطنين بينهم 5 أطفال، ومن بين الشهداء رجل و3 من أطفاله من ضمنهم طفلتان، بالإضافة لسقوط جرحى، جراء استهداف الطائرات الحربية بالصواريخ لمناطق في مدينة الرستن الواقعة بريف حمص الشمالي، ولا يزال عدد الشهداء مرشحاً للارتفاع، بسبب وجود جرحى بحالات خطرة.
أما في محافظة إدلب، فقد قصف الطيران الحربي مناطق في قرية البراغيثي بريف إدلب الجنوبي الشرقي، بينما قضى مقاتل في الفصائل خلال اشتباكات مع قوات النظام في ريف حلب الجنوبي.
وفي محافظة درعا، استهدفت الفصائل تمركزات لقوات النظام في بلدتي ازرع وخربة غزالة ومنطقة الكتيبة المهجورة بريف درعا، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام، بينما قصفت قوات النظام مناطق في حي طريق السد ودرعا البلد بمدينة درعا، في حين ارتفع إلى 3 هم طفلة ومواطنتان عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف لقوات النظام والطائرات الحربية على مناطق في بلدة طفس،ولا يزال عدد الشهداء مرشحاً للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة.
ووردت إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان نسخة من شريط مصور، تظهر ملهم العكيدي نائب القائد العام لتجمع "فاستقم كما أمرت"، والذي نفى فيه الاتهامات الموجهة إلى التجمع من كتائب أبو عمارة وقائدها مهنا جفالة، إلى أبو قتيبة قائد التجمع، بتدبير محاولة اغتيال جفالة، التي جرت قبل نحو 6 أشهر وفقد فيها جفاله أطرافه السفلية، واتهم العكيدي حركة نور الدين الزنكي وكتائب أبو عمارة ومقاتلين من جبهة فتح الشام بتنفيذ "هجوم غادر على مقرات التجمع ومستودعاته وقيامهم بنهب المستودعات والذخيرة والوقود ومواد الإطعام المخزنة لسد رمق المجاهدين المحاصرين داخل مدينة حلب"، وأنهم "تذرعوا لهجومهم ووضعوا أسباب كاذبة"، وكذَّب العكيدي حركة الزنكي وكتائب أبي عمارة، قائلاً بأن "اعتقال أبو بشير معارة لم يحدث بشهادة قيادات من أحرار الشام كما نفى مسؤولية أبو قتيبة عن عملية اغتيال مهنا جفالة"، في حين أكد العكيدي أنهم "ملتزمون بأي لجنة شرعية أو قضائية، تحقق أدنى معايير الحيادية والشفافية، لحل الخلاف الحاصل وملتزمون باداء أي حقوق على تجمع فاستقم كما أمرت""، كما أضاف العكيدي قائلاً: "أسلوب النهب والسلب والهجوم على المقرات وسرقة الذخائر ومستودعات الوقود والإطعام، كله أمر مدبر بليل، ولا يمكن لطلبة تحكيم الشرع وإحقاق الحق القيام بذلك".
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر قبل ساعات أن حركة نور الدين الزنكي وكتائب أبو عمارة تمكنت من اعتقال العشرات من مقاتلي تجمع فاستقم كما أمرت، الذي يضم مقاتلين من أبناء مدينة حلب، حيث علم المرصد السوري لحقوق الإنسان من عدة مصادر موثوقة، أن قائد تجمع فاستقم كما أمرت مع قادة آخرين من التجمع، التجأوا إلى حركة أحرار الشام الإسلامية، التي تعد طرفاً ثالثاً في الاقتتال بين مقاتلي التجمع وحركة نور الدين الزنكي، فيما تمكنت حركة نور الدين الزنكي وكتائب أبو عمارة من السيطرة على كافة مقرات التجمع في القسم الشرقي من مدينة حلب، وأبرزها مقر قائد التجمع
المعروف بلقب "أبو قتيبة"، فيما اعتزل القتال، بعض المقاتلين من تجمع فاستقم كما أمرت وتوجهوا إلى منازلهم، ومع تفكك تجمع فاستقم كما أمرت، داخل مدينة حلب، فإن الكتائب المقاتلة التي لا تزال ترفع راية الثورة السورية وتعتبرها رمزاً لها باتت ضعيفة، ولم يبقى منها سوى عدة فصائل، بالإضافة لوجود جبهة فتح الشام وفصائل إسلامية أخرى بالقسم الشرقي من مدينة حلب.
كما نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان صباح اليوم أن حالة من القلق تسود أوساط قاطني أحياء حلب الشرقية، من تطورات الخلاف بين تجمع فاستقم كما أمرت وحركة نور الدين الزنكي، الذي يجري بالتزامن مع ما تشهده الأطراف والضواحي الغربية لمدينة حلب، من معارك عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة فتح الشام والحزب الإسلامي التركستاني من جهة أخرى، في محاولة من الأخير التقدم نحو أحياء حلب الشرقية لفك الحصار المفروض عليها من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين لها وروسيا منذ الـ 17 من شهر تموز / يوليو الفائت من العام الجاري.
وأكدت المصادر ذاتها أن هجوم حركة نور الدين الزنكي على مقرات التجمع، جاء على خلفية اتهام القائد العام لتجمع فاستقم كما أمرت، بتدبير محاولة اغتيال مهنا جفالة، قائد كتائب أبي عمارة قبل نحو 6 أشهر، والذي فقد فيه جفالة أطرافه السفلية بسبب التفجير الذي استهدفه، في حين نفى قائد التجمع في تسجيل صوتي وردت للمرصد نسخة منه، هذه الاتهامات الموجهة له، وأنهم سلموا مقاتلاً في صفوف التجمع يدعى أبو حسين المجدمي في وقت سابق للتحقيق معه بشأن محاولة اغتيال مهنا جفالة قائد كتائب أبو عمارة، كما أكدت المصادر بأن توقيت هجوم الزنكي على المقر الرئيسي للتجمع جرى بعد اعتقال الأخير للقيادي في الحركة أبو بشير معارة، أثناء اعتقال التجمع لقيادي منشق عن التجمع يدعى "بشمركة"، وجرى خلال الهجوم الاستيلاء على كميات أسلحة وذخيرة.
ورفض قائد كتائب أبو عمارة في تسجيل صوتي وردت للمرصد السوري نسخة منه، مشاركة أي طرف لحل الخلاف، واتهم تجمع فاستقم كما أمرت باختيار توقيت إثارة الخلاف الذي كان حلُّه مؤجلاً لحين "فك الحصار عن أحياء حلب الشرقية"، وأن من يكون مع "هذا المجرم" -في إشارة إلى قائد تجمع فاستقم كما أمرت- يكون مثله، وأنه لم يلتزم بـ "حل النزاع" بين كتائب أبو عمارة وتجمع فاستقم كما امرت، وجاء رفض قائد كتائب أبو عمارة، بالتزامن مع إعلان الجبهة الشامية تدخلها لحل الخلاف، بعد "فشل جميع المساعي لحل النزاع سلمياً بين الأخوة"، وسط دعوة الجبهة الشامية لجميع الفصائل من أجل حل هذا النزاع وعدم الاحتكام للسلاح، وحل الخلافات بشكل قضائي، إضافة لدعوة الحواجز لعدم التعرض لقوة فصل النزاع.
في الوقت ذاته أصدرت لجنة قضائية من فصائل في مدينة حلب، أمراً بتوقيف قائد تجمع فاستقم كما أمرت، على خلفية الاتهام الموجه له، وجاء في "أمر التوقيف" الذي وردت منه نسخة إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان: "بناء على الاتفاق بين حركة نور الدين الزنكي وكتائب أبي عمارة وبين تجمع "فاستقم كما أمرت" وبضمانة فصائل حلب، حركة أحرار الشام الإسلامية وجبهة فتح الشام والجبهة الشامية والفوج الأول والمقرر فيه حضور أبو قتيبة لمقر فتح الشام فورا، تم بناء على الاستدعاء من اللجنة القضائية القاضي بحضور أبو قتيبة فوراً".
وتابع أمر التوقيف قائلاً:"لأن أبو قتيبة لم يلتزم بالاتفاق ولا قرار اللجنة، فقد قررت اللجنة القضائية، توقيف الأخ أبو قتيبة وتكليف الفصائل الضامنة بالتنفيذ فوراً"، في حين وردت معلومات مؤكدة عن تسليم أبو قتيبة -قائد تجمع فاستقم كما أمرت، نفسه لحركة أحرار الشام الإسلامية، التي تعد واحدة من الأطراف الضامنة، على أن يجري إيداعه في مقر لفصيل إسلامي، وسط تحفظات من قائد التجمع على تنفيذ شرط القدوم إلى مقر لجبهة فتح الشام، وأكدت مصادر أن قائد التجمع وافق على كافة الشروط ومنها الخضوع للقضاء، باستثناء موافقته على دخول مقرات جبهة فتح الشام.