عدن ـ عبدالغني يحيى
أسفرت المعارك والغارات الجوية التي شهدتها مناطق اليمن اليوم الخميس، عن سقوط 27 قتيلا على الأقل، رغم إعلان وزير الخارجية الاميركي جون كيري عن هدنة من جانب واحد كان من المقرر أن يبدأ تنفيذها اليوم، علمًا بأن الحكومة اليمنية كانت رفضت المقترح الاميركي بوقف اطلاق النار لأنه غير متوازن ويخدم مخطط الانقلابيين.
وقد أعلن التحالف العربي اليوم، انه ليس هناك طلب من الحكومة اليمنية بوقف اطلاق النار. واضاف المتحدث باسم التحالف اللواء احمد عسيري لوكالة "فرانس برس" انه "بالتالي فان عمليات الجيش اليمني المدعومة من التحالف مستمرة".
وتكثفت المواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين حول مدينة تعز، حيث سقط تسعة قتلى على الاقل من الطرفين، حسب مصادر عسكرية يمنية. وشنت قوات الجيش اليمني قبل ثلاثة ايام عملية واسعة النطاق لاستعادة القصر الرئاسي ومقر قيادة الشرطة في ضواحي تعز من المتمردين الذين تلقوا تعزيزات، بحسب المصادر ذاتها.
وفي محافظة شبوة شرقا، قتل سبعة من المتمردين وخمسة من الجنود الحكوميين الخميس في معارك في عسيلان الغنية بالنفط والتي يتنازع عليها الطرفان منذ اكثر من عام، بحسب مصادر عسكرية اخرى.
وأعلنت مصادر في الميليشيات أن القيادي "الحوثي" في جبهة الربوعة علي حسين الغيلي تعرَّض الى اصابات خطيرة جراء قصف مخبأه بغارة جوية من قبل مقاتلات التحالف.
وقالت مصادر مطلعة إن قوات التحالف استهدفت، ، كهفا عميقا في مديرية باقم في صعدة باليمن، أسفر عن مقتل مشرف مديرية باقم القيادي الحوثي معين الحربي المكنى (أبو حسين)، وهو ابن أخت عبدالملك الحوثي، إضافة إلى مقتل 6 أشخاص من مرافقيه.
وأضافت المصادر أن قائد جبهة الربوعة القيادي الحوثي، علي حسين الغيلي، تعرض لشظايا في مختلف جسمه ونزيف حاد وإغماء تام. كما تم استهداف كهف في صعدة كان يختبئ فيه أكثر من ثلاثين عنصراً من الحرس الجمهوري، ونتج عن ذلك مقتل اثنين وعشرين منهم.
وصعدت مقاتلات التحالف العربي من غاراتها الجوية في محافظة صعدة معقل المليشيات الانقلابية بعد رصد تحركات باتجاه الحدود مع المملكة العربية السعودية. وتلقت مليشيات الحوثي والمخلوع مؤخراً ضربات موجعة في المناطق الحدودية مع المملكة بعد رصدت محاولات تسلل.
وفي الشمال نفذ طيران التحالف عدة غارات على مواقع المتمردين في صعدة معقل الحوثيين وفي نهم وصرواح جبهتي القتال في شمال العاصمة صنعاء وشرقها حيث سجلت معارك عنيفة، بحسب المصادر ذاتها. كما اشارت المصادر ذاتها الى مقتل ستة من المتمردين في كمين نصب لهم في محافظة البيضاء .
وأغارت مقاتلات التحالف العربي، اليوم الخميس، على مواقع وتجمعات مليشيات "صالح والحوثي" في مديرية صرواح، غربي مارب، تزامناً مع المعارك المحتدمة في الجبهات. وذكرت مصادر متطابقة ان عدة غارات جوية استهدفت مواقع وتجمعات للمليشيات بمنطقة المخدرة، في صرواح. وقالت المصادر إن الغارات اسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من مسلحي المليشيات.
وتزامنت الغارات مع معارك عنيفة خاضتها المليشيات مع افراد الجيش الوطني المسنودين بالمقاومة الشعبية في عدة جبهات بصرواح. ووفقاً للمصادر فان المعارك اسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، غالبيتهم من المليشيات.
وقتل ضابط يمني اليوم الخميس إثر هجوم للقاعدة على نقطة أمنية في محافظة أبين جنوب البلاد. وقال مصدر محلي مسؤول إن عناصر من تنظيم "القاعدة" هاجموا نقطة "أمقبرين" الأمنية في مديرية المحفد شرق أبين. وأكد المصدر أن الهجوم أسفر عن مقتل قائد النقطة الأمنية وإصابة عدد من الجنود.
وأوضح المصدر أن المهاجمين استخدموا أسلحة خفيفة ومتوسطة وقذائف في العملية, ما تسبب كذلك بإحراق ثلاث دوريات أمنية. مشيرا إلى أن عناصر القاعدة انسحبت عقب الهجوم الإرهابي.
واليوم شدّد وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي على موقف حكومته الرافض لـ"اتفاق مسقط" الذي أعلن عنه وزير الخارجية الأميركي جون كيري .ووجه المخلافي عتابًا للعمانيين، كما وجه انتقادا ضمنيا غير مسبوق للتحالف العربي، في أحدث موقف يعكس حدة القلق من احتمال أن تفضي مساعي التسوية إلى تهميش دور الرئيس عبد ربه منصور هادي وفريقه الحكومي في مستقبل اليمن.
جاء ذلك في مقابلة تلفزيونية للمخلافي عاتب خلالها العُمانيين على عدم إبلاغهم الحكومة اليمنية بما تم بين جماعة الحوثيين والمسؤولين الأميركيين، على الرغم من احتفاظ الحكومة اليمنية بعلاقات جيدة مع الجانب العماني على حد وصفه.
ووجه المخلافي انتقادات ضمنية غير مسبوقة للتحالف العربي، ملمحا إلى عدم توفر السلاح والإمكانات لحسم المعركة في اليمن على حد قوله. وفي إجابة على سؤال بشأن ما إذا كانت دول التحالف قدمت السلاح، أجاب هذا موضوع آخر : هم قدموا ما يستطيعون ونحن نقدر لهم هذا ولكن أيضا علينا أن نعتمد بقدر ما نستطيع على أنفسنا. وقال إن "الشعب اليمني إذا فرض عليه أن يقاتل وحيدا سيقاتل من أجل استعادة الدولة".
واعتبر وزير الخارجية اليمني، أن ما جرى في مسقط هو نوع من اتفاق بين الحوثيين والأميركيين يتضمن الموافقة على بدء مفاوضات والمشاركة في لجنة التنسيق الأمني بالسعودية، مؤكدا أن الحكومة اليمنية لن تلتزم باتفاق لم تكن طرفا فيه.
وتحدث المخلافي عن ما اعتبرها إيجابية واحدة في ما جرى في مسقط، قائلا: "رغم أنه قد يبدو أن هناك إيجابية في الشكل في إلزام الطرف الانقلابي بالعمل السلمي بعد ممانعة زادت على سنة ونصف أو اكثر وأنهم لأول مرة يقولون إنهم سيوافقون على السلام لأنهم كانوا يرفضون باستمرار العملية السلمية، إلا أن الشيء اللافت للنظر الذي يمكن أن يتابعه كل مدقق أنهم حتى الآن لم يصرحوا ولا مرة واحدة أنهم سينسحبون ولا الوسطاء الذين ذهبوا الى الضغط على الحوثيين بما فيهم الأميركيون والعمانيون قد قالوا نيابة عنهم إنهم يضمنون أن هؤلاء سينسحبون ويسلمون سلاحهم لأن هذه القضية الأولى."
وختم بالقول: "كل الحديث يجري عن الحكومة وكأن المشكلة كانت مشكلة الحكومة وليست الانقلاب والسلاح ومشكلة الحرب".
وفي الرياض، ترأس الرئيس عبدربه منصور هادي اليوم اجتماعا لهيئة مستشاريه بحضور نائبه الفريق الركن علي محسن صالح لمناقشة مستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية بشقيها الميداني والسياسي. ووضع الرئيس الجميع امام التطورات المختلفة والمساعي المبذولة نحو السلام .. مجددا التأكيد على موقف الحكومة الواضح والصريح من خطوات ومسارات السلام الحقة التي يمكن لها حقن الدماء ووضع حدا للصراع وتأسيس مستقبل آمن بعيدا عن ترحيل الازمات وذلك انطلاقا من تطبيق مرجعيات السلام المتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية ذات الصلة وفي مقدمتها القرار2216.
واكد الاجتماع على وحدة الصف والتمسك بخيارات الشعب وتطلعاته الحيه في ارساء السلام وتطبيق خيارات الشعب التي اجمع عليها وقدمت من اجلها التضحيات لبناء يمن اتحادي عادل امن ومستقر .وناقش الاجتماع جملة من القضايا والموضوعات المهمة المتصلة بحاضر ومستقبل اليمن على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والميدانية واتخاذ ازاءها ما يلزم.
يذكر أن الولايات المتحدة الأميركية، قدمت اليوم الخميس، اعتذاراً للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي؛ عن التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية جون كيري، بشأن التوصل لاتفاق مع مليشيات الحوثيين الانقلابية.
واستقبل الرئيس اليمني في الرياض نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي، تيم ليندر كينغ، وسفير الولايات المتحدة لدى اليمن، السفير ماثيو تولر، بحسب بيان نشره الموقع الإلكتروني الرسمي لهادي، قال إنه جرى خلال اللقاء مناقشة جملة من القضايا الهامة، وفي مقدمتها أوضاع اليمن، وفرص السلام المتاحة. وحسب البيان، فقد عبّر نائب مساعد الدبلوماسيان الأميركيان عن تقدير ادارتهما لمجمل الجهود التي بذلها الرئيس هادي لمصلحة بلده ومجتمعه خلال مختلف المراحل الماضية.
وأضاف البيان أنهما "حملا للرئيس عدة رسائل من وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، تحمل الاعتذار عما حصل، وفسّر في وسائل الإعلام، التي أخرجت الأمر عن سياقه".