الحوثيون يواصلون قصف مناطق سعودية حدودية وطائرة أميركية مسيرة تغتال مسلحيْن من "القاعدة"

قُتل مسلحان يشتبه في انتمائهما الى تنظيم "القاعدة"، اليوم الجمعة، في غارة نفذتها طائرة أميركية بدون طيار في محافظة "مأرب" شرقي اليمن. وقال حسب شهود عيان إن طائرة بدون طيار، يعتقد أنها أمريكية، نفذت اليوم غارة جوية استهدفت سيارة دفع رباعي من نوع " تويوتا"، في منطقة "حاجبة"، جنوب مدينة مأرب.
وأضاف الشهود، أن الغارة أدت لمقتل اثنين من المسلحين الذين كانوا داخل السيارة، واللذين يشتبه بانتمائهما الى تنظيم "القاعدة"، دون مزيد من التفاصيل.
ولليوم الثاني على التوالي واصلت الميليشيات "الحوثية" خروقاتها للهدنة على الحدود السعودية اليمنية، حيث شهدت عدة مناطق حدودية إطلاق قذائف عسكرية استهدفت المدن والقرى المجاورة. ففي محافظة صامطة سقطت اليوم قذائف مدفعية على منطقة "الجراديه" المأهولة بالسكان، وتضررت على أثرها ممتلكات عامة دون خسائر بشرية، فيما جاء الرد العسكري السعودي مباشراً باستهداف منصات إطلاق المقذوفات قبالة "الطوال".
كما شهدت منطقة "الحرث" الحدودية في جازان خروقات جديدة قبالة "جبل الدود" من قبل الميليشيات الحوثية لليوم الثاني، بعد أن استهدفت في يومها الأول منطقة سكنية نتج عنها إصابتان لمواطن وابنته. وفي منطقة "الربوعة" الحدودية في ظهران الجنوب استهدفت المدفعية السعودية تجمعاً للحوثيين، بعد أن بدأوا بمواجهة عسكرية مباشرة دون أي اعتبار للهدنة المتفق عليها.
كذلك كان قطاع نجران هو الآخر مسرحًا لخروقات قامت بها الميليشيات الحوثية بإطلاق قذائف هاون على مواقع جبلية دون وقوع أضرار. وأعلنت مديرية الدفاع المدني السعودي، اليوم الجمعة، سقوط مقذوفات عسكرية أطلقتها "عناصر حوثية" من داخل الأراضي اليمنية على محافظتي "صامطة" و"الحُرّث" بمنطقة جازان، جنوبي المملكة.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان الرائد يحيى بن عبدالله القحطاني، أن "فرق الدفاع المدني باشرت اليوم، بلاغين عن سقوط مقذوفات عسكرية أطلقتها عناصر حوثية من داخل اليمن على محافظتي صامطة والحُرّث".
وبين أنه "نتج عنها احتراق بسيط في بعض الحشائش، وتضرر سيارتين ونفوق عدد من الأغنام"، مشيراً أنه "لم يتعرض أحد لأي أذى". وأفاد مصدر عسكري بأن مقاتلات التحالف العربي ، دمرت اليوم الجمعة، منصة إطلاق صواريخ تابعة لمسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في مارب شرق العاصمة صنعاء.


ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة عن المصدر العسكري قوله، إن منصة الإطلاق يستخدمها الحوثيون وحلفائهم في إطلاق الصواريخ نحو الأحياء السكنية في مدينة مارب. وأشار إلى منصة الإطلاق كانت متحركة، ونصبها الحوثيون في منطقة تقع بين محافظتي صنعاء ومارب، مستغلين الهدنة التي بدأ سريانها منتصف ليل الأربعاء.
وحثَّ المبعوث الأممي لدى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اليوم الجمعة، جميع الأطراف اليمنية على العمل لضمان الاحترام الكامل لبنود اتفاق الهدنة التي بدأت منتصف ليل الأربعاء الماضي. وأشار ولد الشيخ في بيان صحفي، إلى أن اتفاق وقف الأعمال العدائية هش ولكنه مازال مطبقا.
وشدد على حدوث تحسن في الوضع الأمني العام في صنعاء وعدد من المناطق في اليمن، على الرغم من التقارير الواردة عن وقوع انتهاكات في مناطق أخرى مثل تعز وعلى الحدود مع المملكة العربية السعودية. ودعا المبعوث الخاص جميع الأطراف على إبداء الالتزام بضبط النفس، وتجنب التصعيد والامتثال التام لوقف إطلاق النار المحدد باثنتين وسبعين ساعة.
وفي تطور آخر ندد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، بالخروقات التي يرتكبها الانقلابيون الحوثيون خلال الهدنة التي دخلت مبدئيا حيز التنفيذ في اليمن الأربعاء، وذلك خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأميركي جون كيري الذي طالب الحوثيين باحترام بالهدنة، واتفق مع الجبير على حق المملكة العربية السعودية في صد صواريخ الميليشيات.. جاء ذلك بالتزامن مع اتهام مستشار وزير الدفاع السعودي، اللواء الركن أحمد عسيري، للميليشيات بإطلاق قذائف طالت الأراضي السعودية.. عسيري لوّح برد قوات التحالف على مصادر النيران ومعاقبة من يستهدف المواطنين السعوديين على الحدود بشكل فوري.
ونفت سلطنة عُمان ما يشاع عن تهريب السلاح الى اليمن عبر أراضيها. وقالت الخارجية العُمانية، أن ما ورد في الخبر الذي نشرته وكالة "رويترز" ليس له أساس من الصحة، و ليس هناك أية أسلحة تمر عبر أراضي السلطنة.
و أشارت إن مثل هذه المسائل قد تمت مناقشتها مع عدد من دول التحالف السعودي و الولايات المتحدة الأمريكية و المملكة المتحدة، و تم تفنيدها و التأكد من عدم صحتها. و كشفت أن السواحل اليمنية القريبة من السواحل العُمانية لا تقع تحت نطاق أي سلطة حكومية في الجمهورية اليمنية. ونزهت إلى إن تلك السواحل متاحة لاستخدام تجار السلاح. و نقلت وكالة رويترز، عن مسؤولين أمريكيين وغربيين وإيرانيين إن إيران صعدت عمليات نقل السلاح لـ”أنصار الله”.
و حسب الوكالة، قال المسؤولون إنها الأسلحة تشمل صواريخ وأسلحة صغيرة، مشيرين إن جانبا كبيرا من عمليات التهريب تم عن طريق سلطنة عُمان المتاخمة لليمن بما في ذلك عبر طرق برية استغلالا للثغرات الحدودية بين البلدين.