بغداد - نجلاء الطائي
واصلت القوات العراقية المشتركة، السبت، استعادة المزيد من المناطق من سيطرة تنظيم "داعش" المتطرف، وتمكنت تلك القوات من تحرير قرية القوسيات والي العربي شمال وشرق مدينة الموصل، يأتي ذلك في وقت دعا رئيس إقليم كردستان، مسعود البارزاني، إلى بقاء الجيش الأمريكي في الإقليم، واصفا "قرار غزو العراق في 2003 بالقرار الأفضل".
وقال البارزاني خلال لقائه وسائل إعلام أميركية إنه "أبلغ قادة الجيش الأميركي في عامي 2010 و2011 بأن انسحاب الجيش الأميركي من العراق سيعطي الفرصة لنمو الإرهاب"، لافتا إلى أنه "إذا ما بقي عدد من الجنود الأميركيين في العراق فإن داعش لم يكن ليسيطر على الرمادي والموصل".
وأضاف البارزاني أنه يجب أن "لا تعيد الولايات المتحدة الخطأ الذي قامت به في 2011 بسحب قواتها بعد انتهاء معركة الموصل"، مبدياً تأييده لبقاء الجيش الأميركي في إقليم كردستان لأن "هذه الخطوة ستدعم أربيل في منع توسع الإرهاب".
ووصف البارزاني الهجوم الذي شنه الجيش الأميركي في عام 2003 للإطاحة بنظام صدام حسين بـ"القرار الأفضل"، مستدركا أن "الولايات المتحدة ودول التحالف ارتكبت بعد ذلك خطأين، أولهما كان عدم الالتزام بنتائج مؤتمر لندن، والثاني تحول الجيش الأميركي من قوة محررة إلى قوة محتلة".
وتثير تصريحات البارزاني هذه علامات استفهام بشأن وجود جنود أميركيين على أراضي إقليم كردستان في وقت تنفي فيه الحكومة العراقية باستمرار أي وجود لقوات أميركية أو أجنبية على الأراضي العراقية.
وميدانيا، أعلن الفريق الركن عبدالأمير رشيد يارالله في بيان تلقى "صوت الإمارات" نسخة منه، أن "قطعات الفرقة المدرعة التاسعة واللواء الثالث الفرقة الأولى تمكنت من تحرير قرية القوسيات والسيطرة على تقاطع القوسيات".
وأضاف أن تلك القوات "رفعت العلم العراقي فيها بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات".
وتابع يار الله أن "قطعات اللواء 71 الفرقة 15 واللواء 76 الفرقة 16 في الجيش العراقي حررت حي العربي بالكامل ورفعت العلم العراقي فوق المباني".
وكشف أن "تلك القوات التحمت مع القوات التي تقاتل لاستعادة حي الرشيدية بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات".
وفي سياق متصل، نفذت قوات التحالف الدولي 90 ضربة جوية على الزوارق والمراكب وثلاث سفن مقاتلة تنظيم "داعش" أثناء هروبها من نهر دجلة.
وذكر بيان للتحالف أن "هذه الزوارق كانت تقوم بنقل الدواعش من شرق إلى غرب الموصل هرباً من قوات الأمن العراقية".
وأمنت قوات الأمن العراقية، خلال الأسبوع الماضي، الضفة الشرقية لجميع الجسور الخمسة عبر نهر دجلة في الموصل.
يشار إلى أن نهر دجلة يمر بوسط الموصل من الشمال إلى الجنوب، قاسما المدينة إلى شطرين شرقي وغربي.
وقال المتحدث باسم قوة المهام المشتركة العقيد جون دوريان "اعتقدنا أنها كانت محاولة صعبة، القضاء على مقاتلي وقادة داعش".
ومنذ بدء عملية تحرير الموصل يوم 17 أكتوبر 2016، جرى تدمير أكثر من 112 مركبة مائية في الموصل، وفق ما جاء في البيان ذاته.
وكانت قوات الأمن العراقية أحرزت في الأيام الأخيرة تقدما كبيرا في شمال شرقي المدينة، وفي أنحاء متفرقة قرب نهر دجلة، في إطار العملية العسكرية الرامية إلى استعادة السيطرة على ثاني أكبر مدينة عراقية بعد العاصمة بغداد.
وأكدت خلية الإعلام الحربي في بيان لها، أنه "بناء على معلومات جهاز الأمن الوطني، صقور الجو وجهوا ضربة جوية أسفرت عن تدمير مخزن كبير للأعتدة والأسلحة تابع لعناصر داعش المتطرف في منطقة الرومية التابعة لقضاء القائم غرب الأنبار".
وذكر بيان لهياة الحشد الشعبي، أن "قوات الحشد الشعبي/اللواء 17 قام بصد تعرض لعناصر داعش وقتل أكثر من 20 متطرفا، وتدمير 4 عجلات والاستيلاء على 3 عجلات وأسلحة متنوعة تركها العدو في أرض المعركة في منطقة عداية وتل الزلط غرب الموصل".
في غضون ذلك، أقدم عناصر تنظيم داعش، السبت، على تفجير فندق الموصل الذي هو ثاني أكبر فندق في محافظة نينوى، وفق ما أفاد به مصدر أمني في المحافظة.
وقال المصدر إن "عناصر داعش فجروا فندق الموصل غربي المدينة وهو ثاني أكبر فندق في محافظة نينوى".
وأعلن الأمين العام لقوات البيشمركة اللواء جبار ياور، السبت، في مؤتمر صحافي عقده في مدينة السليمانية، أن أميركا ستسلح لواءين من البيشمركة وتجهزهما بالمستلزمات العسكرية كافة، مضيفا أن الحكومة الكندية قد وعدت بتسليح قوة من البيشمركة أيضا.
وعن عمليات تحرير قضاء الحويجة جنوب غرب كركوك من قبضة تنظيم داعش قال ياور إن "عدة اجتماعات انعقدت بين البيشمركة والقوات العراقية والحشد الشعبي، وقد جهزت خطة لتنفيذ الهجوم على القضاء"، مستدركا القول إن "الحكومة العراقية فضلت أن تقوم بتحرير مدينة الموصل ومن بعدها تباشر بالحويجة".
وعن منحة 415 مليون دولار التي قدمتها الولايات المتحدة لقوات البيشمركة فقد قال ياور إنه "قد وزعت منها خمس حصص كرواتب للبيشمركة"، مشيرا إلى أن "36 ألف عنصر من قوات البيشمركة يتسلمون رواتب من تلك المنحة والتي تقدر شهريا 26 - 27 مليار دينار عراقي".