القاهرة - أكرم علي
وصل ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في زيارة رسمية، إلى مصر، حيث يلتقي خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وكبار المسؤولين، ويعقبها جولة تقوده إلى بريطانيا وأميركا. ويستعرض ولي العهد مع الرئيس السيسي قضايا المنطقة في اليمن وسورية والتنسيق في مكافحة التطرف، إضافة إلى تعزيز التعاون بين البلدين، وأعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي أن الرئيس عبدالفتاح السيسي سيستقبل الأمير محمد بن سلمان، ليحل ضيفًا عزيزًا على وطنه الثاني مصر في زيارة تستمر 3 أيام.
وأكد أن الزيارة تأتي لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلًا عن الاستمرار في التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، ومن المتوقع أن يبحث الرئيس المصري وولي العهد السعودي المستجدات المتعلقة بعدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وأشارت القاهرة إلى أن الزيارة تؤكد على خصوصية العلاقات المصرية - السعودية وتميزها على مختلف المستويات في ضوء ما يجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين من أواصر أخوة وطيدة، وأهمية مواصلة التنسيق والتشاور بينهما.
وسبق أن زار الرئيس المصري السعودية في نيسان/أبريل الماضي، والتقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وزارها مرة أخرى في أيار/مايو الماضي لحضور القمة الإسلامية - الأميركية. وزار الأمير محمد بن سلمان القاهرة والتقى السيسي في تموز/يوليو 2015، كما زارها بصحبة خادم الحرمين في نيسان/إبريل 2016.
وقال ناصر حمدي، السفير المصري لدى السعودية، في تصريحات له، إن "أجندة اللقاء تشمل بحث ما يحدث في المنطقة ومكافحة الإرهاب خاصة أن السعودية ومصر أكثر دولتين تعانيان من هذه الآفة على مستوى المنطقة. وتابع أن اللقاء بين ولي العهد السعودي والقيادة المصرية يوفر فرصة لتوثيق التنسيق والتشاور لمحاصرة الإرهاب، إذ إن أمن الرياض من أمن القاهرة والعكس صحيح، كما يستعرض اللقاء الملفات الساخنة ذات الاهتمام المشترك.
وقال الكاتب السعودي هاشم عبده هاسم في مقال له، في صحيفة "عكاظ"، إن زيارة الأمير بن سلمان لمصر تمثل ركيزة مهمة نحو المزيد من التنسيق وتوحيد الرؤى، وتضافر الجهود، بالتعاون مع الدول الأخرى الشقيقة والصديقة، لاسيما في هذا الوقت بالذات الذي تستعد فيه مصر لانتخابات رئاسية جديدة من شأنها بإذن الله أن تدعم التوجهات الرامية إلى تحقيق المزيد من الاستقرار لمصر والنهوض بها، وتأمين سلامة شعبها.
وأكد أن المملكة ومصر، متفقتان على جميع الخطوط الرئيسية، وتعملان معاً على التنسيق المستمر مع الدول الصديقة وصولًا إلى التأمين الكامل للمنطقة ضد كل المهددات لأمنها وسلامة شعوبها، وستساهم جولة الأمير محمد بن سلمان الحالية في بعض دول أوروبا وأميركا على دعم التوجهات المصرية البناءة نحو محاربة الإرهاب، وتحسين الواقع العربي، والدفع بعملية السلام بالمنطقة نحو المستقبل الأفضل.. وهو ما تنتظره تلك الدول من دولتين كبيرتين من دول المنطقة المملكة ومصر العربية.
وقالت صحيفة الأهرام في افتتاحيتها يختلف اثنان على حقيقة أن مصر والمملكة العربية السعودية تربطهما علاقات خاصة جدا لا ترقى إليها أي علاقات بين دولتين. ولا يختلف اثنان على أنه إذا كانت تلك العلاقات مطلوبا توثيقها في كل الأوقات فإن هذه الأيام تحديدا تستدعي توثيق العلاقات أكثر وأكثر، لأن التحديات التي يتعرض لها العرب هذه الأيام لا حدود لها، بل وهي مرشحة للتفاقم أكثر نظرا إلى تطورات المنطقة العربية التي نراها جميعا رأى العين.
وأشارت إلى أن هذه التحديات تجعل من التنسيق والتفاهم بين البلدين فرض عين يجب الالتزام به، ومن تكرار القول التذكير بأن الدولتين هما الأكبر والأهم في المنظومة العربية الحالية مما يستوجب ضرورة عملهما معا لحماية هذه المنظومة. وأكدت أن الأمن القومي العربي بات الآن على حافة الخطر، ولم يعد مقبولا أن تعمل كل دولة على حدة للحفاظ عليه، ومن ثم أصبح من الضروري تكاتف الجميع لتوحيد الصف العربي، فما بالنا لو كان هؤلاء الجميع ينظرون الآن لمصر وللمملكة باعتبارهما القوتين الأكبر على الساحة العربية؟
بينما قال عماد أديب في مقال بصحيفة الوطن "ضيف مصر الذي يزورها اليوم يمسك في يده مفاتيح صناعة القرار في بلاده بشكل غير مسبوق، وذلك لم يتأت من قبل لمسؤول سعودي منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود".