بغداد - نجلاء الطائي
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الولايات المتحدة وفرنسا إلى أن تكون تحركاتهم في الموصل حذرة للغاية لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، مؤكدًا أن هناك تشابها بين عمليات روسيا في حلب، حيث تحاول القوات الروسية منع وقوع كارثة إنسانية، الأمر الذي ينتقده الغرب، وما يحدث في الموصل، ونوه إلى أنه قادر على مخاطبة القوات الدولية في الموصل، بأن استخدام الطيران والمدفعية أمر خطير جدًا لجهة احتمال سقوط ضحايا، بين صفوف المدنيين العزّل المتواجدين في الموصل.
وقال بوتين في تصريح صحافي، الأحد، "نأمل من شركائنا الأميركيين، في هذه الحالة، ومن الشركاء الفرنسيين، أن يتحركوا بشكل انتقائي، وأن يبذلوا كل شيئًا من أجل تقليل الخسائر، والأفضل منع وقوع ضحايا في صفوف المدنيين في معركة تحرير الموصل، فنحن بالتأكيد لا ننوي إثارة هستيريا حول هذه القضية، كما يفعل شركاؤنا في الغرب، لأننا ندرك أن مكافحة التطرف أمر ضروري، وليس هناك سبيل آخر، باستثناء المكافحة الفعلية".
وفي سياق ذي صلة، أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي، لمفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو كراندي، أن الحكومة لديها ممرات آمنة وخطة استراتيجية لعملية تحرير الموصل.وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، أن "العبادي استقبل، في مكتبه الأحد، مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين السيد فيليبو كراندي والوفد المرافق له، وجرى خلال الاجتماع بحث الاستعدادات لاستقبال النازحين من معركة الموصل وإعادة الاستقرار إلى المناطق المحررة".
وأوضح العبادي أن "ما يهمنا ليس تحرير الأرض فقط وإنما تحرير الإنسان والحفاظ على أمنه ولهذا تمت تهيئة ممرات آمنة للمواطنين ولدينا خطة واستراتيجية في إعادة الاستقرار للمناطق المحررة"، مطالبًا المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بمساعدة الحكومة في هذا المجال، وأشاد المبعوث بجهود الحكومة في التعاطي الحكيم مع النازحين وتأمين عودتهم إلى المناطق المحررة.
إلى ذلك، قال الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي أحد قادة جهاز مكافحة التطرف "قوات النخبة"، الأحد، "إن القطاعات العسكرية جاهزة لاقتحام مدينة الموصل الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش"، وإن جميع القطاعات العسكرية، جاهزة الآن لتنفيذ الواجب، وننتظر أوامر القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي".وعن القوات المشاركة في المعركة اوضح الساعدي أن "قوات جهاز مكافحة التطرف، وقوات الجيش العراقي، والحشد العشائري، والحشد الشعبي، والشرطة المحلية، والشرطة الاتحادية، وقوات البيشمركة، كما أن معنويات جميع المقاتلين عالية لتحرير مدينة الموصل".
وأسقطت القوات العراقية عشرات الآلاف من المنشورات فوق مدينة الموصل قبل فجر الأحد، لتنبيه السكان بأن الاستعدادات لعملية انتزاع السيطرة على المدينة من تنظيم "داعش" دخلت مراحلها الأخيرة.وحملت المنشورات رسائل عدة من بينها طمأنة السكان على أن وحدات الجيش والضربات الجوية لن تستهدف المدنيين، فيما نصحهم منشور آخر بتجنب مواقع متشددي التنظيم.
وذكرت الحكومة العراقية أن الهجوم على الموصل آخر مدينة عراقية تحت سيطرة "داعش" قد يبدأ الاثنين.وأوضح مصدر أمني مطلع بأن قيادة عمليات نينوى أدخلت قطاعاتها الأحد في حالة الإنذار القصوى تمهيدًا لشنّ الهجوم العسكري الوشيك لاستعادة الموصل من تنظيم "داعش"، وأن قيادة عمليات نينوى أدخلت قطعاتها من الجيش والشرطة بالإنذار المشدد (ج) وأوقفت الإجازات وأبلغت الآخرين بالالتحاق".
وأضاف أن هذه الخطوات تأتي تمهيدًا لبدء العمليات العسكرية التي من المتوقع انطلاقها قريبًا جدًا، وكان عدد سكان الموصل قبل الحرب يبلغ نحو مليوني شخص وهي أكبر بحوالي أربع أو خمس مرات من أي مدينة أخرى انتزعت من قبضة "داعش" الذي اجتاح شمال العراق في 2014 ويسيطر على أراض في سورية أيضًا.
وقال رئيس اللجنة العليا لإغاثة وإيواء النازحين وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد جعفر، في بيان له خلال الاجتماع الطارئ للجنة العليا في مقر الوزارة الأحد أن "الحكومة وبالتنسيق مع الأمم المتحدة اتخذت الاحتياطات اللازمة للاستجابة الإنسانية لعمليات تحرير نينوى ، حيث شكلت فرق عمل رفيعة المستوى مع الجهات المعنية بملف خطة الاستجابة وصولاً إلى الفرق الميدانية التي ستتواجد في المناطق التي حددت لاستقبال وإغاثة النازحين".
وأكد على وجود تنسيق عال مع حكومة الإقليم ومحافظاتها لغرض توفير الخدمات اللازمة للنازحين بالسرعة الممكنة، مبينًا أن اللجنة اتخذت الاحتياطات الإغاثية والإيوائية بشكل جيد وأن العمل جار في كل المحاور لتأمين الاستجابة الإنسانية لأكثر عدد ممكن، وقال مصدر أمني، إن مغاوير لواء 92 أبناء نينوى تمكنوا من اسقاط طائرة استطلاعية تابعة للتنظيم، بعد أن اخترقت أجواء المناطق المحررة في ناحية القيارة، موضحًا أن عملية الإسقاط تمت بصاروخ أرض جو".
ويحاول تنظيم "داعش" الاعتماد على تسيير الطائرات الاستطلاعية لجمع المعلومات عن القوات المحتشدة عند تخوم المدينة المقبلة على عملية عسكرية واسعة، وفي هذه الأثناء، تمكنت قطاعات عمليات الجزيرة من تحرير الطريق الرابط بين بيجي وحديثة، وذكر بيان لوزارة الدفاع ورد لـ"العرب اليوم" نسخة منه، الأحد أن "قيادة عمليات الجزيرة بجميع قطاعاتها، نفذت
عملية تعارضية نوعية واسعة جدًا وبإسناد من القوة الجوية وطيران الجيش وقوات التحالف الدولي، تمكنت من خلالها تطهير الطريق الرابط بين بيجي وحديثة وقبلها المناطق المحصورة بين نهر الفرات والثرثار باتجاه قيادة عمليات صلاح الدين وتحرير مدينة حديثة والكصيريات وسن الذيب والمحبوبية والعديد من المناطق الأخرى".
وتابع البيان أن "عملية تحرير الطريق أسفرت عن قتل العديد من المتطرفين وتفكيك عدد كبير من العبوات الناسفة وتدمير البنى التحتية لعناصر والعثور على أكداس كبيره من الأحزمة والهاونات والمدافع والمفخخات"، وكان لجهد القيادة الهندسي دور كبير بفتح الطرق وتفكيك العبوات الناسفة ومعالجة المفخخات وإن شاء الله سيتم القضاء نهائيًا على عناصر "داعش" قبل نهاية عام 2016.
ويُعد هذا الطريق من أهم خطوط الصد الموجودة والتي تمنع العصابات المتطرفة من الاندفاع باتجاه هيت والرمادي وحتى الأطراف الغربية لمدينة بغداد، وصلاح الدين وسامراء، ويعتبر هذا الطريق عقدة رئيسية وطريق إمدادات للعناصر المتطرفة خلال فترة سيطرتها على محافظة الأنبار وهو مرتكز الدفاع الرئيسي وخط الشروع للقطعات التي ستنطلق منه غربًا باتجاه الحدود الدولية لتحرير مناطق عنه وراوه والقائم وعكاشات .
وذكر بيان آخر لوزارة الدفاع أنه "بعد أن رصدت المديرية العامة للاستخبارات والأمن تحرك رتل عجلات مختلفة الأنواع بداخلها ٤٥ متطرفًا وبحوزتهم أسلحة خفيفة وثقيلة وعبوات ناسفة، دمرت طائرات السوخوي الرتل المتطرف في قضاء راوة، حيث كان في نية المتطرفين صد تقدم القوات الأمنية في راوة، لكن عزيمة الأبطال كانت لهم في المرصاد".