مقتل ضابط سوري كبير وأكثر من 15 جنديًا في معارك حلب والطائرات الروسية تجدِّد غاراتها

أفادت مصادر ميدانية سورية بمقتل ضابط كبير في الجيش السوري في حلب شمال غربي سوريا، الأربعاء، في حين تعرض مستشفى لقصف جوي في المدينة، التي تشهد معارك عنيفة منذ أسبوعين. وقالت مصادر ميدانية إن قائد الكلية الفنية الجوية العميد ديب بزي، وأحد أفراد ميليشيات الحرس الثوري الإيراني، قتلا خلال محاولات الجيش السوري التقدم في حلب.

وأعلن ناشطون سوريون أن مستشفى ميدانيًا في ريف حلب أصيب بأضرار فادحة بعد قصفه في غارة جوية مساء الثلاثاء. وقال طبيب في مدينة حلب، إن المستشفى المقام في قرية دارة عزة تعرض إلى "ضربة مباشرة". وأضاف أن شخصًا واحدا أصيب، حيث أجبر القصف العنيف للقرية طاقم العاملين والمرضى على إخلاء المرفق الطبي قبيل الغارة.

وقال الطبيب إن طاقم العاملين خشوا من استهداف المستشفى، الذي يقع في الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة من محافظة حلب. وقُتل أكثر من 15 جنديًا من الجيش السوري والميليشيات الإيرانية و"حزب الله" اللبناني، خلال اشتباكات عنيفة وقعت اليوم الاربعاء، مع فصائل المعارضة السورية المسلحة في مدينة حلب.

واندلعت الاشتباكات بين الطرفين عندما كان يحاول جنود الجيش السوري مدعومين بمسلحين من إيران و"حزب الله" اللبناني التقدم إلى منطقة الراموسة والكلية المدفعية وكذلك الكلية الفنية الجوية. وذكرت مصادر ميدانية في حلب أن فصائل المعارضة المسلحة تصدت للهجوم، ودمرت آليات ومدرعات ثقيلة وقتلت من فيها، وكبدت القوات الحكومية والميليشيات الأجنبية خسائر بالأرواح.

وتتعرض مناطق حي الراموسة وكلية المدفعية وجمعية 1070 ومنطقة الراشدين والمشرفة وتلة المحروقات والجمعيات، إلى قصف عنيف براجمات الصواريخ والقذائف المدفعية، وغارات جوية روسية مكثفة. وتهدف هذه الهجمات من قبل القوات الحكومية والميليشيات الداعمة لها إلى التقدم للمناطق التي سيطرت عليها فصائل المعارضة منذ أسبوعين، فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة على جبهة سوق الجبس. واستهدفت مقاتلات حربية روسية بالصواريخ الفراغية أحياء الهلك والصاخور والشيخ سعيد والراموسة ومساكن هنانو، ولا تزال الغارات مستمرة منذ أيام.

 وفي طهران أعلن رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني أن إيران لم تمنح روسيا، أو أي دولة أخرى قاعدة عسكرية في البلاد، معتبرا تعاون طهران مع موسكو كحليف في قضايا المنطقة لا يعني منحها قاعدة عسكرية.

وفي تصريح أدلى به لاريجاني خلال اجتماع مجلس الشورى اليوم الأربعاء قال لاريجاني، إن "تعاوننا مع روسيا كحليف في قضايا المنطقة مثل سورية لا يعني أننا منحنا روسيا قاعدة من الناحية العسكرية، وإذا طرح أحد الموضوع بهذه الصورة فهو كلام مرفوض".

وأضاف، أن "إيران تتعاون مع روسيا في التصدي لمشكلة الجماعات الارهابية المفتعلة من قبل الدول المخربة في المنطقة والأمريكيين". وقال لاريجاني، إننا "نعتقد بأن روسيا توصلت إلى رؤية صائبة تجاه المنطقة، وبدأت خلال العام الأخير تعاونا مع إيران في مجال حل أزمة الجماعات الإرهابية في المنطقة".

وأوضح لاريجاني أن بين روسيا وإيران تعاونًا وثيقًا بخصوص الأزمة السورية. وأعرب عن ارتياحه لاهتمام روسيا المتزايد بالأوضاع في اليمن، مضيفا أن وجهات نظر إيران وروسيا متقاربة في حل أزمة الجماعات الإرهابية بالمنطقة.

وفي موسكو، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أنه لا أساس لاتهام روسيا بخرق القرار الدولي 2231 على خلفية نشر قاذفات تشارك في العملية الروسية ضد الإرهاب بسورية، في قاعدة همدان الإيرانية. وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره النيوزيلندي موري ماكالي في موسكو اليوم الأربعاء "لا توجد أي أسس للاشتباه بأن روسيا تخرق القرار 2231. وفي هذه الحالة لم يتم توريد أو بيع أو تسليم أي طائرات حربية لإيران".

وأوضح أن هذا القرار يشترط موافقة مجلس الأمن الدولي على توريد وبيع وتسليم أنواع معينة من الأسلحة، بما في ذلك الطائرات الحربية، لإيران. وشدد على أنه في حالة نشر القاذفات الروسية في همدان، يدور الحديث فقط عن موافقة إيران على استخدام مطارها من قبل تلك الطائرات التي تشارك في عملية محاربة الإرهاب في أراضي سوريا، تلبية لطلب من القيادة السورية، والتي تتعاون طهران معها أيضا.

وحذر لافروف من إنه إذا كان أحد يريد البحث عن حجة ويدقق في كل صغيرة وكبيرة في ما يتعلق بتطبيق العقوبات المتبقية ضد إيران، فعليه أولا أن ينظر في كيفية وصول كمية هائلة من الأوراق النقدية من الولايات المتحدة إلى إيران، وكيفية تحويل تلك الدولارات من الولايات المتحدة إلى إيران، على الرغم من أن القانون الأمريكي يحظر ذلك قطعيا.  واستطرد قائلا: "أعتقد أن ذلك كله يصرف انتباهنا عن المهمة الرئيسية التي تكمن في إطلاق تنسيق من أجل تسوية الأزمة السورية".

ونفى مصدر أمني حكومي سوري رفيع المستوى ما تداولته وسائل إعلام كردية عن مقتل 14 عنصرًا من مجموعات الدفاع الوطني الموالية للقوات الحكومية السورية خلال الاشتباكات التي اندلعت صباح أمس الثلاثاء مع قوّات الأسايش الكردية في الحسكة.  وكانت وسائل إعلام كردية تحدثت عن مقتل 14 من عناصر الدفاع الوطني وجرح  8 آخرين من بينهم عقيد إضافة إلى مقتل 2 من عناصر الأسايش قبل أن تتوقف الاشتباكات بعد اجتماع مشترك بحضور القائد العسكري للقوات الحكومية في الحسكة.

 واندلعت قبل ظهر أمس اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وسط مدينة الحسكة بين القوات الحكومية ومسلحين أكراد بعد قيام الأسايش باعتقال عناصر من الجيش والشرطة الحكومية وقطع طريق الحسكة القامشلي امام دوريات القوات الحكومية. وسبق أن هدّدت عناصر الأسايش بقطع الطريق إلى القامشلي في حال لم يتم اخلاء سبيل المعتقلين من الاسايش لدى الدفاع الوطني والقوات الحكومية وإقالة قائد قطاع الدفاع الوطني عبد القادر حمو.