قوات الجيش العراقي

شنّت قوات الجيش العراقي ومقاتلو العشائر، بمساندة طيران «التحالف الدولي»، هجوماً واسعاً على قضاء الرطبة، في أقصى جنوب محافظة الأنبار، حيث يتواجد تنظيم «داعش» في شكل كثيف، وتأتي عملية الجيش في إطار خطة لاستعادة الطريق الدولي الإستراتيجي الذي يربط العراق بالأردن. ويتوقع أن تكون المعارك شديدة، نظراً إلى أهمية المنطقة بالنسبة إلى «داعش» الذي أقام فيها معسكرات تدريب وورشاً لتفخيخ السيارات.
 
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة في بيان الأثنين ، أن «قوات من الشرطة الإتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب والفرقة 16 وقوات حرس الحدود ومقاتلي العشائر، بدعم من القوة الجوية العراقية وطائرات التحالف الدولي بدأت عملية تحرير قضاء الرطبة». وقال ضابط كبير في «قيادة عمليات الأنبار» إن «العملية تتم بالتنسيق بين القوات الأميركية والعراقية، وتسعى إلى السيطرة على آخر معاقل داعش جنوب الأنبار». وأضاف أن «العشائر والسكان المحليين ينتقدون اختيارنا الهجوم على الرطبة التي تبعد نحو 400 كلم عن مركز الرمادي، بينما مناطق الجزيرة وبلدات عانة وراوة والقائم لا تبعد سوى 150 كلم، ولكن رأينا أن الرطبة تكتسب أهمية استراتيجية كبيرة». وأوضح أن الجيش يسعى إلى عزل «داعش» في البلدات الحدودية مع سورية، مثل القائم والرمانة والعبيدي، وبعدها ينفذ هجوماً واسعاً عليه»، وزاد أن «الهجوم على البلدات الحدودية قبل تحرير الرطبة يجعل ظهر الجيش مكشوفاً».
 
وتعتبر الرطبة أولى البلدات التي تسلل اليها «داعش» عام 2013 قبل سيطرته على الفلوجة والموصل، وفشلت عملية عسكرية شنها الجيش في عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي في السيطرة على المنطقة حيث نصب «داعش» مكمناً أودى بحياة عشرات الضباط والجنود بينهم قائد الفرقة السابعة الفريق محمد الكروي.
 
وقال شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ عشائر الأنبار، أن «الرطبة تمثل عقدة عسكرية لأنها منطقة متموجة صخرية يصب مرور العربات فيها، واتخذها التنظيم ولاية عسكرية بامتياز وفيها يتم تدريب مقاتليه». وأضاف أن «الهدف من الهجوم  هو استعادة السيطرة على الطريق الدولي الرابط بين العراق والأردن، الذي يمر قرب الرطبة وصولاً إلى منفذ طريبيل الحدودي»، وأشار إلى أن هذا الطريق «يمثل شريان الأنبار الاقتصادي».

وكان المنسق الدولي العام لـ «التحالف الدولي» بريت ماكورك أجرى محادثات مع العاهل الأردني عبد الله الثاني الأحد، تناولت الحملة على «داعش» في العراق وسورية، على ما أفاد بيان بثته وكالة «بترا» الرسمية أمس. ومهدت الولايات المتحدة للهجوم على الرطبة قبل أسابيع بغارات جوية هي الأعنف في الأنبار، على ما قال مسؤولون محليون لـ «الحياة»، أسفرت عن قتل القيادي في «داعش» شاكر وهيب.

وكان التنظيم شن سلسلة هجمات انطلاقاً من الرطبة على المخافر الحدودية بين العراق والسعودية خلال العام الماضي، أسفرت عن قتل وإصابة عدد من حرس الحدود، كما قال قادة عسكريون عراقيون إن السيارة المفخخة التي انفجرت في محافظة المثنى (جنوب) الأسبوع الماضي انطلقت من الرطبة.  وأعلنت قيادة «عمليات الجزيرة والبادية» أن القوات المشتركة، بدعم من مقاتلي العشائر، تمكنت أمس من تحرير منطقة صوينخ، شمال غربي ناحية البغدادي.

وأشارت تقديرات نشرتها وزارة الدفاع الأميركية  الاثنين، إلى أن تنظيم "داعش" خسر نحو نصف الأراضى التى كان احتلها فى العراق لكن خسائره أقل أهمية فى سورية.

وبحسب المتحدث باسم الوزارة بيتر كوك، فان هذه المجموعة خسرت "نحو 45 بالمئة" من الأراضى التى احتلتها فى العراق.

وأضاف فى مؤتمر صحافى، أن المجموعة خسرت فى سورية "ما بين 16 و20 بالمئة" من الأراضى التى احتلتها.وكان مسلحو داعش شنوا فى يونيو 2014 هجوما فى العراق مكنّهم من احتلال مساحات واسعة من الأراضى العراقية غربي العاصمة بغداد وشمالها ثم احتلال الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار فى 2015.

وتمكن الجيش العراقى ومجموعات مسلحة وكردية من إستعادة أراض احتلها التنظيم، فى شمال العراق وفي محافظة الأنبار وبينها خصوصا مدينة الرمادي ومدينة هيت.  لكن مناطق واسعة من الأنبار لا تزال تخضع لاحتلال المتطرّفين وخصوصا الفلوجة، إضافة إلى معظم محافظة نينوى (شمال) وكبرى مدنها وثاني أكبر مدن البلاد الموصل.
 
وفى سورية خسر المتطرفون أراض كانوا احتلوها خصوصا فى شمال شرق البلاد وذلك تحت ضغط الأكراد ومجموعات محلية مدعومة من التحالف الدولي. كما خسر مدينة تدمر الأثرية (وسط) فى مارس التى حررتها القوات الحكومية مدعومة من سلاح الجو الروسي، لكن التنظيم المتطرّف تمكن الاسبوع الماضي من عزل المدينة بقطع منافذها إلى الخارج.