دبي - صوت الإمارات
أصدرت الإمارات وفرنسا، اليوم الثلاثاء، بيانا مشتركا مع اختتام زيارة الرئيس الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد، إلى فرنسا، وتوقيع اتفاقيات عدة. وقال البيان المشترك: "تلبية لدعوة من إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية.. قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، بزيارة دولة إلى الجمهورية الفرنسية استغرقت يومين /18 - 19 يوليو 2022/، وقدم الرئيس إيمانويل ماكرون مجددا خالص تعازيه بوفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي كان قائدا استثنائيا حظي باحترام العالم وتقديره..ووجه ماكرون تهانيه الحارة إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمناسبة انتخابه رئيسا لدولة الإمارات..متمنيا لشعب دولة الإمارات دوام التقدم والازدهار في ظل قياده، وشكره لتلبيته الدعوة في أول زيارة دولة له إلى فرنسا، والتي تناولت العلاقات الإستراتيجية الراسخة بين البلدين، وأثنى الرئيسان على عمق الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات وفرنسا والتي ترتكز على الصداقة المتينة والثقة المتبادلة بين البلدين، مؤكدين الالتزام المشترك تجاه توسيع آفاق التعاون الثنائي في جميع المجالات والعمل معا في مواجهة التحديات العالمية والإقليمية".
وعن الأزمة في أوكرانيا، أعرب الرئيسان عن "قلقهما العميق بشأن الحرب في أوكرانيا وتأثيرها المروع على المدنيين وتداعياتها على الوضع الإنساني وآثارها على أسواق السلع العالمية"، وشددا على "الضرورة الملحة لتكثيف الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل للأزمة..وأشاد الشيخ محمد بن زايد بالجهود الحثيثة التي يبذلها الرئيس ماكرون في هذا الشأن".
وبخصوص أمن الطاقة والغذاء، بحث الرئيسان مجموعة من الفرص والتحديات الإقليمية والعالمية، واتفقا على "العمل معا لإيجاد الحلول للتخفيف من حدة تأثيرها على البلدين والعالم".
كما اتفقا على "إقامة شراكة إستراتيجية شاملة في مجال الطاقة بين دولة الإمارات وفرنسا والتي تمثل خطوة مهمة في سبيل تعزيز أمن الطاقة واستقرار تكلفتها"، ورحب الرئيسان بالاتفاقية بين شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وشركة " توتال للطاقة " حول توفير الوقود بهدف زيادة أمن إمدادات الوقود في فرنسا، وأكدت الإمارات "دعمها للجهود العالمية بشأن الأمن الغذائي وعملها مع فرنسا لإيجاد السبل لتخفيف الضغوط المتواصلة على منظومة الإمدادات العالمية"، معلنة عن "دعمها لمبادرة "تعزيز القدرة على الصمود في مجالي الغذاء والزراعة /FARM/" وخاصة فيما يتعلق باعتماد نظام تجارة الأغذية والذي يتميز بالانفتاح والشفافية والمرونة فضلا عن توفير المعلومات ذات الصلة لدعم نظام المعلومات المتعلق بالأسواق الزراعية /AMIS/".
وفي مجال الاقتصاد والاستثمار والصناعة، أعرب الرئيسان عن "طموحاتهما المشتركة حول مواصلة توسيع الشراكة الاقتصادية المتميزة بين البلدين وذلك بناء على الشراكة الاستثمارية الواعدة التي تم إطلاقها في ديسمبر 2021، كما أبدى الجانبان اهتمامهما بتطوير التعاون الثنائي في المجالات ذات المصالح والقدرات المشتركة".
هذا وأثنى الجانبان على "مجلس رجال الأعمال الإماراتي - الفرنسي الذي أطلق خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى فرنسا، والذي يهدف إلى فتح آفاق جديدة ورفع مستوى التعاون الثنائي في عدد من القطاعات ذات الاهتمام المشترك بما يخدم أسواق البلدين".
ونوه الجانبان بأهمية المجلس كونه "أحد القنوات المهمة لتوسيع التعاون البنّاء بين مجتمعات الأعمال في البلدين، وأكدا رغبتهما المشتركة في عقد الاجتماع الافتتاحي للمجلس خلال الفترة القادمة".
وحول العمل المناخي، أكد الرئيسان "أهمية العمل المناخي والذي يمثل أولوية قصوى للبلدين، معربين عن الطموحات والأهداف المشتركة للبلدين في هذا المجال المهم"، وهنأ ماكرون دولة الإمارات على اختيارها لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ /COP-28/، والذي ستنطلق أعماله في عام 2023، مؤكدا "استعداد فرنسا لتقديم الدعم الكامل ومشاركة خبرتها من تنظيم الدورة الحادية والعشرين من المؤتمر ذاته"، كما وقع الجانبان مذكرة تفاهم حول العمل المناخي لتعزيز آفاق التعاون المشترك بين فرنسا ودولة الإمارات.
وهنأ الجانب الفرنسي دولة الإمارات بنجاح تشغيل برنامجها للطاقة النووية السلمية، وأكد الجانبان "الدور المهم للطاقة النووية في دعم جهود البلدين للحد من الانبعاثات الكربونية في قطاعات الطاقة وعزمهما على مواصلة التعاون المتين في هذا القطاع من خلال تبادل الخبرات الفنية وتوفير التكنولوجيا والوقود النووي، فضلا عن مجالات البحث والتطوير"، كما أشاد الجانبان بـ"التقدم المحرز على صعيد مذكرة التفاهم بشأن الهيدروجين منزوع الكربون وفيما يتعلق بجهود البحث والتطوير البحري، فقد اتفق الجانبان على توثيق التعاون الثنائي لتطوير برنامج البحوث البحرية لتعزيز الاقتصاد الأزرق المستدام".
وبشأن القطاع الصحي، اتفق الرئيسان على أهمية القطاع الصحي و مجالات التعاون الرئيسة بين البلدين والتي من الممكن التوسع فيها كونها من المجالات ذات الأولوية للتنمية وتبادل الخبرات بين دولة وفرنسا، حيث يعد مشروع الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية المنبثق عن التعاون المشترك بين مركز أبوظبي للصحة العامة والمستشفيات العامة في باريس أحد أمثلة التعاون الناجحة".
ورحب الجانبان بتوقيع مذكرة التفاهم بشأن التعاون بين معهد باستور ومركز أبوظبي للصحة العامة، مشيرين إلى "إمكانية أن يسفر هذا التعاون عن نتائج إيجابية للطرفين، وإلى إمكانات التعاون في مجال التعليم العالي التي تركز على تطوير الخبرات في مجال الرعاية الصحية".
وعن التعليم والثقافة والفضاء، أوضح البيان قائلا: "يدرك الجانبان أهمية التعليم والثقافة والعلوم بوصفها من أهم ركائز العلاقة الثنائية بين البلدين، مؤكدين على أهمية المشاريع الحالية مثل جامعة السوربون أبوظبي، والجهود لتوسيع التعاون في مجال التعليم العالي مع مراكز تعليمية فرنسية مثل مدرسة البرمجة إيكول 42 /Ecole 42/ ومدرسة نورماندي للأعمال /EM Normandie/ ومدرسة أوروبا للتجارة /ESCP/، وقد أبدى الجانبان اهتماما كبيرا بالمشاريع المستقبلية، مثل مدرسة روبيكا /Rubika/ المهنية، داعين إلى تعزيز التعاون في دولة الإمارات مع مؤسسات التعليم العالي الفرنسية وتوسيع نطاق تدريس اللغة الفرنسية في المدارس الإماراتية..كما بحث الرئيسان إمكانيات استكشاف فرص جديدة للتعاون الثقافي، وذلك بعد الشراكة الناجحة التي تجسدت في متحف اللوفر أبوظبي، وكون قطاع الفضاء أحد المحفزات الرئيسة لتطور العلوم والتكنولوجيا، فقد وقع الجانبان، الإماراتي والفرنسي، عدة اتفاقيات تتعلق برصد الأرض والمبادرات بشأن تغير المناخ واستكشاف القمر، وذلك لتقوية وتوطيد التعاون في هذا المجال المهم".
وفي إطار المباحثات حول السلام والاستقرار، أضاف البيان: "يدرك الرئيسان أهمية هذه الشراكة الإستراتيجية كونها عنصراً أساسياً في جهود التعاون المشتركة والمتبادلة تجاه تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وخارجها، وأكدت دولة الإمارات وفرنسا بصفتهما عضوين مؤسسين في التحالف الأمني الدولي منذ عام 2017، التزامهما بمكافحة التطرف والجريمة العابرة للحدود، من خلال تبادل الخبرات ومواصلة تعزيز الجهود المشتركة مع بقية الدول الأعضاء، وبحث الرئيسان آفاق تعزيز السلام والحوار والدبلوماسية في المنطقة، وأعربا عن أملهما في أن تؤدي المفاوضات النووية مع إيران إلى اتفاق يضمن تعزيز الأمن الإقليمي، وأشاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بالنجاح الذي حققه مؤتمر بغداد للشراكة والتعاون، فيما أشاد الرئيس ماكرون بالاتفاق الإبراهيمي الذي يسهم في نشر السلام والازدهار في المنطقة من خلال مد الجسور والتعاون، وأكد الرئيسان على أهمية استمرار جهود تعزيز السلام والازدهار".
وبالنظر إلى خارج المنطقة، أشار الرئيسان إلى "أهمية النظام متعدد الأطراف كونها سبيلا أمثل لزيادة التفاهم والثقة المتبادلة على الصعيد الدولي، في وقت تشتد فيه الحاجة إلى التعاون الجماعي"، كما أشاد الرئيس ماكرون بدور دولة الإمارات كعضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فيما أشاد الرئيس الإماراتي بالإنجازات في مجال تعدد الأطراف التي تحققت خلال الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي.
وفي هذا الصدد، أكد الرئيسان مجددا "التزامهما تجاه توسيع وتطوير التعاون التاريخي بين البلدين وفتح آفاق جديدة للتعاون في جميع المجالات، لتعزيز دورهما في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وخارجها".
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة ومناقشة القضايا الإقليمية يتصدر زيارة محمد بن زايد لفرنسا
محمد بن زايد يرسم رؤية مستقبلية لتعزيز ريادة الإمارات عالمياً