بغداد – نجلاء الطائي
واصل جهاز مكافحة التطرف العراقي، الاثنين، تقدمه في الأحياء الشرقية لمدينة الموصل، حيث أعلن "الحشد الشعبي" عزل قضاء تلعفر عن سورية وبالتالي وقف طرق إمداد المتطرفين، وأكد قائد الشرطة الاتحادية الرائد شاكر جودت، تطهير المحور الجنوبي لمدينة الموصل بالكامل من مسلحي "داعش"، مشيرًا إلى أن القوات "أنهت مراحل الاستعداد وننتظر الأوامر لاقتحام الموصل واستعادة المطار ومعسكر الغزلاني والتقدم باتجاه مركز المدينة".
وأكدت خلية "الإعلام الحربي" التابعة لقيادة العمليات المشتركة أن "قطعات الفرقة المدرعة التاسعة واللواء الثالث تمكنا من الدخول إلى الساحل الأيسر والتوغل داخل حي الانتصار وجديدة المفتي والسلام ويونس السبعاوي وفلسطين"، موضحة أنه تم تحرير قرى خضر الياس وقره شور وكهريزه شمال الزاب، وذكر مصدر أمني أن القوات العراقية حررت أيضا حي المعلمين في الساحل الأيسر للمدينة، وإلى الغرب من الموصل، أكد إعلام "الحشد الشعبي" عزل قضاء تلعفر عن سورية كاملا، لافتاً إلى أن ذلك يعني "قطع أغلب طرق الإمداد الرئيسة لداعش" في المنطقة.
وذكر بيان لوزارة الدفاع ان "القوات الأمنية في عمليات قادمون يانينوى، تمكنت من قتل متطرف يعمل مسؤولاً للتوثيق الصوري في وكالة أعماق التابعة لتنظيم داعش ، وعثرت بحوزته على ثلاث كاميرات كانت توثق عمليات داعش في الموصل"، مضيفًا أنه "جرى تسليم الصور الموجودة في الكاميرات للجهات الأمنية والاستخبارية لتعقب من بقي من هذه العناصر التي تظهر في اللقطات"، ومع اشتداد وتيرة العمليات القتالية شرق الموصل، أكدت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق ليز غراندي، في حديث لوكالة "رويترز"، أن العدد المتزايد للمصابين المدنيين جراء القتال يفوق قدرة الحكومة ومنظمات الإغاثة الدولية على التعامل مع الوضع، مشيرة إلى صعوبة "التعامل مع العدد الكبير للأشخاص الذين يصابون برصاص القناصة ويتم استهدافهم من قبل تنظيم داعش".
وكشف مصدر في قيادة عمليات الجيش بالموصل، اليوم الاثنين، إن جهاز مكافحة الإرهاب توغل في عدد من الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم، مؤكداً خلال أن عناصر الجهاز قاموا منذ الساعات الأولى لصباح اليوم بحملة واسعة لتأمين المناطق المحررة من سيطرة التنظيم، وتطهيرها من العبوات الناسفة والمنازل المفخخة، مشيرًا إلى أن عمليات التقدم في الأحياء الشرقية للموصل تسير ببطء، بسبب المقاومة العنيفة من قبل عناصر "داعش"، وإصرارهم على البقاء في المناطق التي تدخلها القوات العراقية.
وأفاد مصدر أمني في محافظة نينوى٬ الاثنين٬ باكتشاف مقبرة جماعية جديدة في حمام العليل تضم 200 جثة، مضيفًا أن "قوة أمنية لاحظت مجموعة من الكلاب السائبة وهي تنبش الأرض في ناحية حمام العليل٬ وحين توجهت إلى المكان لاحظت وجود جثث سحبتها الكلاب، وتم فتح المقبرة وتبين أنها تضم 200 جثة، وسيتوجّه فريق من مؤسسة الشهداء إلى المقبرة لنقل الجثث وإجراء فحص الحمض النووي للتعرف على هويات الضحايا".
وأشاد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالقوات العراقية المشاركة في معركة الموصل، وأكد مكتب رئيس الوزراء في بيان، أمس الأحد، أن العبادي زار مقر قيادة العمليات العراقية المشتركة، واستمع إلى تقارير القادة العسكريين، وأصدر عددا من التوجيهات المتعلقة بالأوضاع الأمنية، ونقل البيان عن العبادي قوله إن "قواتنا البطلة تبذل جهودا كبيرة. ففي الوقت الذي تقاتل فيه تنظيم داعش ، وتحقق الانتصارات، وتحرر الأرض، تقوم بحماية ملايين الزائرين"، مبينا أن هذا الأمر يعكس التقدم الكبير في عمل الأجهزة الأمنية والعسكرية، في مختلف الصنوف والتشكيلات.
وقُتل ضابط في الجيش و5 مدنيين، في وقت متأخر من مساء أمس الأحد، في تفجير عبوات ناسفة بمناطق متفرقة من العاصمة العراقية بغداد، وفق ما أفاد ضابط بالشرطة، وقال الملازم أول، حاتم الجابري، في تصريح صحفي، إن "عبوة ناسفة انفجرت على دورية للجيش العراقي، لدى مرورها في منطقة التويثة، جنوب شرقي بغداد"، مضيفًًا أن "التفجير أدى لمقتل ضابط برتبة ملازم (لم يذكر اسمه)، وإصابة أربعة جنود بجروح، فضلاً عن تضرر السيارة العسكرية التي كانت تقلهم".
وكشف الضابط العراقي إن "ثلاثة مدنيين قتلوا وأُصيب سبعة آخرون بجروح بتفجير عبوة ناسفة أمام مطعم في منطقة الشيخ عمر وسط بغداد"، ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الهجمات على الفور، لكن العاصمة العراقية عرضة لهجمات مماثلة شبه يومية تنسبتها السلطات عادة لعناصر تنظيم داعش.