قوات من الجيش اليمني

تمكّنت قوات الجيش اليمني من تحرير عدد من المباني شمال مدرسة عمار بن ياسر شرق تعز بعد معارك عنيفة مع مليشيا "الحوثي وصالح" .وقال مصدر عسكري ان قوات الجيش الوطني تمكنت من تحرير مباني العمري والحالمي وأحمد ناجي وشعلان شمال مدرسة عمار شرق المدينة .ولفت المصدر إلى مقتل عدد من المليشيات الانقلابية ، مازالت الجثث مرمية جوار المدرسة حتى اللحظة .

واستهدفت مدفعية الجيش الوطني مجاميع لمليشيا الحوثي وصالح جوار جامع حجيرة اسفل معسكر التشريفات ، بالتزامن مع استهداف طقما للمليشيات الانقلابية بالقرب من القصر الجمهوري . وكثفت مقاتلات التحالف العربي، اليوم الخميس، ضرباتها الجوية على مواقع وتعزيزات لمليشيات صالح والحوثي غربي مدينة تعز، جنوبي البلاد، بالتزامن مع اشتداد وتيرة المعارك في الجبهات.

وقصفت المقاتلات حسب ما اورد مصدر أمني تعزيزات للمليشيات في منطقة  كمب الصعيرة، في البرح، غربي مديرية مقبنة. واستهدفت غارات اخرى لمقاتلات التحالف مواقع وتجمعات للمليشيات شرقي معسكر خالد بن الوليد، شرقي مديرية المخا الساحلية، في الوقت الذي استهدفت فيه بغارات مماثلة مواقع عدة في مديرية موزع المجاورة. وافاد مصدر أمني ان غارات التحالف أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 12 مسلحا من المليشيات واصابة نحو22أخرين، اضافة الى تدمير طقمين عسكريين. وشهدت في الوقت ذاته عدة مواقع بمحيط معسكر خالد مواجهات متقطعة بين القوات الحكومية والمليشيات، بالتزامن مع اعتراض منظومة الدفاعات الجوية التابعة للتحالف صاروخاً باليستياً اطلقته المليشيات على مواقع القوات الحكومية غربي مديرية موزع.

وفي مديرية مقبنة، شنت المليشيات قصفا مدفعيا ونيران كثيفه برشاش14.5وبيكا على مواقع القوات الحكومية في مناطق البركنه، والميدان، والعارضه. وقالت مصادر ميدانية في مدينة تعز، ان معارك شرسة ومتواصلة بين الطرفين تشهدها الجبهة الشرقية في الاثناء، تمكنت خلالها القوات الحكومية من السيطرة على ثلاثة مباني بجوار مدرسة عمار بن ياسر، واجزاء منها.

وفي الرياض، شدَّد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، على "ضرورة مواصلة الانتصارات وتطهير محافظة تعز من المليشيات الانقلابية التي قتلت النساء والأطفال ودمرت البنى التحتية في طريقة مجردة من قيمنا الأخلاقية والإنسانية". ودعا أبناء تعز إلى "الوقوف صفاً واحداً في مواجهة العدو المتمثل بعصابات الحوثي وصالح وقطع دابر احلامهم بعودة الحكم الامامي البغيض". جاء ذلك خلال اتصاله اليوم الخميس بقائد اللواء 22 ميكا في محافظة تعز العميد صادق سرحان، هنأه فيها وجميع منتسبي اللواء وابطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بالانتصارات التي تحققت اليوم في تعز، من خلال تطهير مبنى البنك المركزي وكلية الطب والمواقع القريبة من القصر الجمهوري.

كما اطلع الرئيس هادي من قائد اللواء 22 على سير العمليات العسكرية في مختلف الجبهات، وعملية التدريب والتأهيل والخطط المعدة لتحرير محافظة تعز من مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية وكسر الحصار المفروض على المدينة من قبل الانقلابين من اجل ضمان وصول المساعدات الغذائية والطبية للسكان.

 من جانبه ، أكد قائد اللواء 22 ان ابطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وكافة الشرفاء من أبناء تعز ماضون في تخليص المدينة من شرور العصابة الانقلابية ودحرها من كافة المناطق لينعم أبنائها بالامن والاستقرار والطمأنينة. وقال العميد سرحان: "إن الانتصارات التي حققها ويحققها ابطال الجيش والمقاومة ماكان لها ان تتحقق لولا متابعات وتوجيهات فخامة الرئيس لسير العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش والمقاومة ضد المليشيا الانقلابية"، مؤكداً ان "الانتصارات ستتوالي حتى يتم تحرير المدينة وتخليصها من شرور الانقلابيين".

من جهته، وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، أكد أن تعمُّد مليشيات "الحوثي وصالح" الانقلابية ارتكاب مجازر في حق المدنيين في مدينة تعز أثناء تواجد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ احمد في اليمن، يعد تحديا لنداء السلام وإعلان صريح منها على رفضها للسلام واستمرارها في الحرب ضد المدنيين ." وقال خلال اتصال هاتفي أجراه بمبعوث الامين العام للأمم المتحدة الى اليمن إسماعيل ولد الشيخ احمد للاطمئنان عليه بعد مغادرته صنعاء ووصوله الى العاصمة الأردنية عمَّان :” تعمد الانقلابيون تنفيذ مجازر جديدة لتحصد المزيد من أرواح الأبرياء من الأطفال والنساء المدنيين أثناء زيارة مبعوث الأمين العام شاهدا على جريمة أخرى يندي لها جبين الإنسانية ويسجل دليل أخر لعدم احترام قوى الانقلاب للأعراف والقوانين الدولية وهو ما يستوجب أوسع إدانة من المبعوث والمنظمة الدولية “.

وأبدى وزير الخارجية "أسفه و امتعاضه من هذه الجريمة الخارجة عن الأعراف والقيم والعادات والأخلاق اليمنية الأصيلة" , وقال ” ان هذه الجماعة الانقلابية قد خرجت على كل القيم التي يحملها وينتمي اليها الشعب اليمني وهي امتداد للأفعال والنوايا الإجرامية التي مارستها مليشيات الحوثي وصالح وما زالت تمارسها بحق الشعب اليمني ، حتى طالت مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في العاصمة صنعاء".

وابلغ المخلافي مبعوث الأمين العام تمسك القيادة الشرعية ممثلة الرئيس هادي بخيار السلام ودعم جهوده وانه يجب ان لا تثني هذه الأفعال مؤيدي السلام في اليمن عن مساعيهم النبيلة للتوصل الى وقف نزيف الدم اليمني والعمل على التوصل الى تسوية سياسية سلمية عادلة ومستدامة في اليمن وفقا للمرجعيات الثلاث المتفق عليها والمتمثلة في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية والقرارات الأممية ذات الصلة ومنها قرار مجلس الأمن 2216 .

وأكد المخلافي أنه "لا يمكن تحقيق السلام دون سحب أداة القتل والإجرام من أيدي الميليشيات والتي أصبحت لا تشكل خطرا على الشعب اليمني والدولة اليمنية ومؤسساتها فحسب بل تشكل خطرا على السلم والأمن الدوليين ". وشدد وزير الخارجية رئيس الوفد الحكومي للمشاورات ان استعادة الدولة الضامنة للأمن والاستقرار يعتبر واجب أخلاقي يجب ان تلتزم به الأمم المتحدة والدول المحبة للسلام .

وخلال الاتصال جدد المخلافي إدانة الحكومة اليمنية لمحاولة الاغتيال التي تعرض مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ احمد لها في العاصمة صنعاء من قبل قوى الانقلاب .

وكان المبعوث الأممي الخاص لليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، كشف تفاصيل زيارته الأخيرة الى صنعاء وما جرى خلالها. وفي إحاطة رسمية للمبعوث  ولد الشيخ صباح اليوم الخميس قال " أنه اختتم زيارته الى صنعاء والتي استغرقت ثلاثة أيام التقى خلالها قيادات سياسية من "حزب المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله" وممثلين عن أحزاب أخرى من حلفائهم.

وحسب الصفحة الرسمية لولد الشيخ على موقع التواصل " فيسبوك"، فقد تخلل اللقاءات نقاشات موسعة حول كيفية تجنب عملية عسكرية في الحديدة والتعامل مع الرواتب والايرادات الاقتصادية بشكل بناء يخدم جميع المواطنين.

 وقال ولد الشيخ إنه التقى بسيدات من التحالف اليمني وممثلات عن المجتمع المدني، وكان التركيز على التحديات السياسية والأمنية التي تواجه البلاد بالاضافة الى الأزمة الاقتصادية وتفشي داء الكوليرا. كما تباحث المبعوث الخاص مع مجموعة من الشباب اليمني حول أفكار عملية تتعلق بضرورة اعادة فتح مطار صنعاء الدولي ودفع الرواتب وكيفية التعامل مع الأزمة الانسانية والصحية ودعم مسار السلام.

وحثت الأمم المتحدة السلطات في العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، على التحقيق في "الهجوم الخطير" على موكب مبعوثها للبلاد خلال زيارته المدينة. وجاء في بيان للأمم المتحدة أن موكب أحمد تعرض للهجوم بينما كان في طريقه من المطار في صنعاء إلى مجمع الأمم المتحدة.

وقال بيان الأمم المتحدة: "عبر المبعوث الخاص عن قلقه العميق حيال الهجوم الخطير على موكبه بينما كان في طريقه من المطار إلى مجمع الأمم المتحدة يوم 22 مايو/أيار". وأضاف "ذكر المبعوث الخاص الأطراف بأن ضمان سلامة جميع موظفي الأمم المتحدة في البلاد هي مسؤولية السلطات المحلية وحثهم على التحقيق في الحادث ومحاسبة المسؤولين ومنع تكرار أي حوادث مماثلة في المستقبل".