صنعاء ـ عبد الغني يحيى
قصفت ميليشيات "الحوثي وصالح" اليوم الأحد، مستشفى عسكريًا شرقي مدينة تعز، مما أدى إلى احتراق أحد أقسامه. وانتهزت الجماعة الهدنة الإنسانية المعلنة بدفع تعزيزات جديدة لليوم الثاني على التوالي، إلى أطراف مدينة تعز استقدمتها من محافظتي صنعاء وذمار. وأشارت المصادر الأمنية إلى أن المليشيات تستغل الهدنة المعلنة من التحالف العربي لإعادة تنظيم صفوفها، بعد الخسائر التي منيت بها خلال الأيام الأخيرة.
وقُتل 18 مدنياً بينهم طفلان، وجرح 27 آخرون، بينهم نساء وأطفال، في الخروقات التي ارتكبتها مليشيات "الحوثي وصالح" ، خلال الـ24 ساعة الماضية في محافظة تعز. وقالت اللجنة المشرفة على تثبيت وقف إطلاق النار في محافظة تعز، لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) إن "المليشيات استمرت في خرق الهدنة، واستهدفت المدينة والاحياء السكنية فيها بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة".
واضافت أنه "منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ زادت المليشيات من قصفها الهمجي على المدينة ومواقع الجيش ومنازل المواطنين، في مدينة تعز وضواحيها، إضافة الى تشديد الحصار على المدينة، واستمرار تدفق التعزيزات الى مواقعهم". وذكرت اللجنة انها رصدت خلال 24 ساعة الماضية أكثر من 195 خرقاً للهدنة..موضحة ان هذه الخروقات تمت في ظل حرص الجيش والمقاومة الشعبية على الالتزام بوقف اطلاق النار، حفاظا على أرواح المواطنين.
وأشارت اللجنة الى ان المدينة وضواحيها تعرضت لقصف بمدافع الهاوزر، وصواريخ الكاتيوشا، والدبابات والهاونات والأسلحة الرشاشة الثقيلة، والمتوسطة، مستهدفة المواطنين في حي التحرير وحي الضبوعة، وحي الشمسي، إضافة الى استهدفت المنطقة الشرقية للمدينة في احياء ثعبات، والصفاء والدعوة ووادي صالة والحوض والاشبط والحمد والمركز الثقافي وموقع المكلكل.
وفي الجهة الغربية قصفت المليشيات معسكر المطار القديم وتبه القاسم وتبه ياسين وتبه الخزان، وقرية المربعة، والدمينة ووادي التبدد والمنطرح حذران، وتعرضت احياء عصيفرة والزنوج وجبل جرز والمنطقة الشمالية لسقوط صواريخ وقذائف المليشيا على منازل المواطنين. كما تعرضت مديرية الصلو وقرية المضابي حمير، وجبل النبع، حمير والضباب، والمفاليس في الاثاور ومديرية الاحكوم للقصف بجميع أنواع الأسلحة.
ولفتت اللجنة الى ان المليشيات لا تزال تحاصر المدينة من جميع الاتجاهات، وتغلق الطرقات الرئيسية المؤدية اليها من صنعاء والحديدة، وعدن، وتمنع تنقل المواطنين ودخول المساعدات والاحتياجات اليومية الضرورية. وطالبت الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي التحرك العاجل لفك الحصار عن تعز ووقف عدوان الانقلابيين على المدنيين.
واحتجزت ميليشيات "الحوثي وصالح" في مدينة إب، 18 قاطرة محملة بالمساعدات الغذائية والإغاثية، مقدمة من برنامج الغذاء العالمي إلى سكان مدينة تعز. وفي شمالي اليمن، قتل 4 مسلحين من الميليشيات المتمردة و3 من قوات الشرعية، في مواجهات اندلعت على أطراف مدينة ميدي في محافظة حجة الحدودية مع السعودية.
وذكرت مصادر عسكرية، أن منطقة حرض المجاورة، تشهد قصفا مدفعيا متبادلا بين قوات الشرعية والمتمردين. وكان الجيش اليمني أعلن أن ميليشيات الحوثيين وصالح خرقت الهدنة التي أعلنها التحالف العربي مئات المرات، خلال الساعات الماضية. واعترضت منظومة الدفاع الصاروخية للتحالف العربي 3 صواريخ بالستية، أطلقها المتمردون على محافظة مأرب رغم سريان الهدنة.
وأفرج الجيش اليمني التابع للحكومة الشرعية اليوم الأحد، عن 5 أطفال أسرى، كانوا يقاتلون في صفوف جماعة "الحوثي" وذلك بمناسبة "يوم الطفل العالمي". وقد تمَّت عملية الافراج خلال فعالية أقيمت في هذا الخصوص في مدينة مأرب برعاية الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان "هود"، ومنظمة "شاهد" للحقوق والتنمية، وحضور ممثل عن منظمة "اليونيسف"، تزامنًا مع يوم الطفل العالمي الموافق اليوم في (العشرين من نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام).
وكانت قوات الجيش اليمني القبض على هؤلاء الأطفال وخلال فترات متباعدة يصل بعضها لأكثر من عام، في مواقع مختلفة في محافظات مأرب، والجوف، وصنعاء، حسب تصريحات للأسرى خلال الفعالية. وقال اللواء محسن خصروف، رئيس دائرة التوجيه المعنوي في الجيش، في كلمة خلال الفعالية "لا ينبغي أن يكون الأطفال وقودًا للمعارك، ومن يدفع بالأطفال للمعارك فهو مجرم، ولن تسقط جرائمهم بالتقادم من أي طرف كانوا". وأضاف خصروف، أن "توجيهات صدرت لقيادة الجيش الوطني بعدم تجنيد الأطفال أو الزج بهم في المعارك".
بدوره قال سليم علاو، ممثل "هود"، إن المنظمة تواصلت على مدى أكثر من شهرين مع السلطة المحلية في مأرب، وقيادة الجيش الوطني، وتكللت العملية بالموافقة على عملية الإفراج". وأضاف أن "المنظمة قامت على مدى أيام بإعادة تأهيل الأطفال، من أجل إعادة دمجهم في المجتمع بعد عودتهم إلى أهاليهم".
وفي ختام الفعالية، تسلمت 3 أسر من ذوي الأطفال أبناءهم الأسرى، فيما لم تستطع أسرة واحدة الوصول الى مأرب، وفضلت الأخيرة بقاء ابنها لدى السلطة المحلية في مأرب تخوفًا من إعادة تجنيده من قبل الحوثيين، وتم تسليم الطفلين لمندوبين عن الهلال الأحمر في المحافظة.
وقال المحامي عبد الله الموساي، رئيس منظمة "شاهد" للحقوق والتنمية، إن "17 طفلاً قتلوا في محافظة مأرب منذ مارس/آذار 2015 على يد جماعة الحوثي بطرق مختلفة، وتم توثيق تلك الحالات من قبل منظمته". وأضاف الموساي، أن الألغام التي زرعها الحوثيون، قتلت 7 أطفال، فيما قتل 8 أطفال في قصف صاروخي للحوثيين على أحياء سكنية، بينما قتل اثنان بعبوات ناسفة.
وتابع، لقد أصيب 10 أطفال آخرين بحوادث متفرقة تسبب بها الحوثيون، منهم 4 بالألغام، و6 في قصف صاروخي، والمنظمة لا تزال توثق أكثر من 150 انتهاكاً لحقوق الأطفال في مأرب من قبل الحوثيين.
يشار إلى أن معظم محافظة مأرب النفطية، تخضع لسلطة القوات الحكومية اليمنية، فيما لا تزال تدور في بعض مناطقها اشتباكات متقطعة مع مسلحي “الحوثي” وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، المتحالفة معها.
وتشير التقديرات إلى أن 21 مليون يمني (80% من السكان) بحاجة إلى مساعدات، وأسفر النزاع عن مقتل 7 آلاف و600 شخص، وإصابة نحو 36 ألفا، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.