جدة - صوت الامارات
وجَّه خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز، "مركز الملك سلمان للإغاثة والإعمال الإنسانية"، بتخصيص 15 مليون دولار أميركي منه، مهجري الروهينغا من ميانمار. وأوضح المشرف العام على المركز عبد الله الربيعة، أن توجيه الملك سلمان، جاء بسبب ما يتعرض له مهجرو الروهينغا الفارين من ميانمار جراء الإبادة والتعذيب، وذلك للتخفيف من معاناتهم جرّاء الإجراءات الحكومية المتطرفة ضدهم، وتقديم جميع أنواع الدعم الإغاثي والإنساني لهم.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن الربيعة قوله: "يستعد فريق مختص من المركز للتوجه خلال الساعات المقبلة إلى بنغلادش للوقوف على أوضاع المهجرين من الروهينغا، لرصد أهم الاحتياجات العاجلة وتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية والإيوائية الطارئة لهم". وأضاف أن مركز الملك سلمان يعدّ مشروعًا لدعم مهاجري الروهينغا في ماليزيا، بالتنسيق مع السفارة السعودية في كوالالمبور.
وناشد الربيعة الأمم المتحدة ودول العالم "أن تقوم بالضغط على حكومة اتحاد ميانمار لوقف التهجير القسري للروهينغيين، وإعادة المهجرين منهم إلى ديارهم، مهيبًا بالمنظمات الدولية الاضطلاع بمسؤولياتها الإنسانية والدولية تجاههم".
من جهة ثانية، أعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الثلاثاء، أن "حملة التطهير العرقي" التي أطلقها جيش ميانمار، أدت لتدمير كامل لـ 214 قرية للروهنغيا، ولعشرات الآلاف من المنازل. ونشرت المنظمة الحقوقية، اليوم الثلاثاء، صورًا قالت إنها التقطت، السبت الماضي، عبر الأقمار الصناعية للمناطق التي دمرها جيش ميانمار والمليشيات البوذية المتطرفة في إقليم أراكان (راخين).
وذكر بيان صادر عن المنظمة أنّ الصور والمعطيات تظهر أن "ما مجموعه 214 قرية دُمّرت بالكامل في إقليم أراكان بميانمار".وأضاف أن "الصور تظهر دمار عشرات الآلاف من المنازل في بلدتي مانغداو وريثداونغ بالإقليم الذكور".
واعتبرت المنظمة أن ما تقدّم "جزء من حملة التطهير العرقي التي تقودها قوات الأمن الميانماري، وأدت لفرار أكثر من 400 ألف من الروهنغيا إلى بنغلاديش"، منذ 25 أغسطس/ آب الماضي. وأوضحت أن "الصور الجديدة تظهر أيضًا تضرّر أكثر من 90 % من المباني في كل قرية" تعرضت لأعمال عنف على يد الجيش. وتابعت أنّ "الصور تدعم شهادات جمعتها "هيومن رايتس ووتش" من لاجئين تحدثوا عن عمليات حرق وقتل ونهب قامت بها قوات الأمن والشرطة والميليشيات العرقية" في ميانمار.
من جهتها قالت أمينة أردوغان، عقيلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن انتظار العالم لقيام تركيا بحل أزمة ميانمار هي مقاربة ليست معقولة، وعلى زعماء العالم، تقفي أثر الخطوات التي اتخذتها أنقرة، وتوفير حلول دائمة في المنطقة وتطوير استراتيجيات طويلة المدى. وأضافت في مقالة لها، نشرتها اليوم الثلاثاء في "سي إن إن" الدولية، حول زيارتها إلى بنغلاديش قبل أيام، أن العالم لا يستطيع إغلاق عيناه تجاه مأساة مسلمي الروهنغيا، الذين يعتبرون أكبر كتلة بشرية مجردة من حقوق المواطنة وتعيش في خطر مستمر.
ولفتت إلى أن أكثر من ألف من مسلمي الروهنغيا قتلوا وأُجبر مئات الآلاف على اللجوء إلى بنغلاديش المجاورة، مع تزايد الهجمات التي استهدفت هذه الأقلية المسلمة اعتبارًا من 25 آب/ أغسطس الماضي. وشددت أمينة أردوغان على ضرورة وقف هذه الأحداث التي ستذكر في التاريخ على أنها عمليات "إبادة جماعية"، وتكثيف الجهود الدبلوماسية والإنسانية في المنطقة لوقف هذه المأساة.
ونوهت إلى عدم إمكانية تجاهل الأزمة الإنسانية التي يمر بها مسلمو الروهنغيا، وأن ما تتعرض له هذه الأقلية يتعارض مع جميع المواثيق والمعاهدات الدولية التي تضمن حقوق الأطفال وحقوق الأقليات العرقية والدينية واللغوية، فضلًا عن أنها تتعارض مع أحكام الإعلان المتعلق بحقوق الشعوب.