موسكو - حسن عمارة
أكّد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنّ أميركا تتجاهل المعلومات الروسية بشأن مقاتلين سوريين يسافرون إلى العراق، مشيرًا إلى أنّه لن يفصح عن برنامجه الانتخابي حالياً، مشيراً إلى أنه سيركز على تطوير البنى التحتية والتعليم والصحة وتحسين إنتاجية العمل بما يخدم زيادة دخل المواطن في روسيا، لكنه كشف عن أنه سيخوض الانتخابات "مرشحا مستقلا"، وأضاف "لم ننسحب من المواثيق الأساسية للأمن الدولي قياساً بواشنطن. الولايات المتحدة عملياً انسحبت من معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، وتحاول اتهامنا الآن بخرق هذا الاتفاق. هم نشروا منصاتهم المضادة للصواريخ في رومانيا، والأهم أنه يمكن تزويد هذه البطاريات بصواريخ هجومية متوسطة".
وأعلن أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتمتع بثقة الأميركيين، وتابع "الاتهامات المنسوبة لروسيا بالتدخل في الانتخابات الأميركية باطلة، واختلقتها معارضة ترمب لإسقاط الشرعية عن نشاطه وهذا ما يدهشني، حيث من يقومون بذلك يضرّون ببلادهم من الداخل ولا يحترمون مواطنيهم ممن اختاروا ترمب"، وجدد الرئيس بوتين التأكيد كما قال على أن برنامجه الانتخابي سيعبر عن رؤيته التي تطمح لأن تبقى روسيا في تجدد مستمر وباقتصاد يقوم على التكنولوجيا، وبصدد برنامجه الانتخابي، أشار إلى أنه لن يفصح عنه الآن، ولخصه في أنه سيركز على تطوير البنى التحتية والتعليم والصحة وتحسين إنتاجية العمل بما يخدم زيادة دخل المواطن في روسيا.
وعلى صعيد ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة إن كان مستقلا أو ممثلا لحزب "روسيا الموحدة"، كشف أنه سيخوض الانتخابات "مرشحا مستقلا"، وأضاف "يتصدر اهتمامات الحكومة تطوير البنى التحتية وفي مقدمتها الطرق والسكك الحديدية في روسيا ولاسيما في مقاطعة كالينينغراد. الهدف النهائي من وراء أولوياتنا للتنمية، زيادة دخل المواطن الروسي وإيجاد مصادر إضافية لهذه الزيادة، اقتصادنا يسجل نموا مضطردا بواقع 1,6 في المئة على أساس سنوي، ويحقق نموا كبيرا في صناعة السيارات والكيميائيات والأدوية وفي القطاع الزراعي إذ صارت روسيا تشغل المركز الأول عالميا بين مصدري الحبوب، وسجلنا أدنى معدل للتضخم في تاريخ روسيا، النمو الحاصل يرتكز إلى أننا اجتزنا الصدمة التي تعرض لها اقتصادنا عامي 2014 و2015 بفعل انخفاض النفط والقيود المسماة بالعقوبات، نمونا يعتمد الآن أكثر وأكثر على الاستهلاك الداخلي، وهذا أمر غاية في الأهمية جعلنا نسلك طريق التنمية المتزنة بما يضمن تطورنا المستدام، حققنا مراسيم مايو الرئاسية بدرجة جيد، فقد تحفظ كثيرون على المراسيم التي أصدرتها عقب فوزي في الانتخابات، واعتبروا تحقيقها مستحيلا ولاسيما زيادة الأجور والرواتب في القطاع العام. كنّا على صواب في تحديد مؤشراتنا الهادفة، و94 في المئة من المراسيم تحققت ولاسيما في زيادة الرواتب في القطاع العام وأجور العاملين في التعليم المدرسي والجامعي والصحي والأمن والدفاع. نفذنا المراسيم بدرجة جيد".
وأوضح بوتين أنّه "لم ننسحب من المواثيق الأساسية للأمن الدولي قياسا بواشنطن. الولايات المتحدة عمليا انسحبت من معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، وتحاول اتهامنا الآن بخرق هذا الاتفاق. هم نشروا منصاتهم المضادة للصواريخ في رومانيا، والأهم أنه يمكن تزويد هذه البطاريات بصواريخ هجومية متوسطة، وسوف نضمن أمن بلادنا دون الانجرار وراء سباق التسلح. الإنفاق على التسلح ضروري لحماية أمننا وننطلق من مبدأ ألا يؤثر ذلك على الاقتصاد. رصدنا في الموازنة العامة 2,8 تريليون روبل، وهو اثنان ونيّف من إجمالي الناتج القومي الروسي، وقيمة ما رصدناه 46 مليار دولار فيما رصدت واشنطن 700 مليار دولار. روسيا لن تسمح لنفسها بهذا الإنفاق، ولكننا قادرون بـ46 مليارا على ضمان أمننا. سوف نطور الجيش والأسطول ولن ننساق وراء سباق التسلح".
وبيّن بوتين أنّ "الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتمتع بثقة الأميركيين. ومع احترامي للمعارضة الأميركية هذه حقيقة لا يمكن إنكارها، والاتهامات المنسوبة لروسيا بالتدخل في الانتخابات الأميركية، باطلة واختلقتها معارضة ترامب لإسقاط الشرعية عن نشاطه وهذا ما يدهشني، حيث من يقومون بذلك يضرّون ببلادهم من الداخل ولا يحترمون مواطنيهم ممن اختاروا ترامب، وتعمل الحكومة في الوقت الراهن على الحد من تفاوت الطاقات الاقتصادية بين منطقة وأخرى في روسيا، ومستمرون في خلق الظروف التي من شأنها زيادة الدعم المقدم للأقاليم الفقيرة، وتوزيع الموارد بين المناطق الروسية لأننا نعيش في بلد واحد والأقاليم التي تعتبر الآن فقيرة، قد سبق لها ووظفت في اقتصادات الأقاليم التي صارت غنية اليوم. نعمل على كسر هذا التفاوت".
وأفاد بوتين بأنّ " دونباس كانت ستتعرض لمصير سريبرينيتسا في يوغوسلافيا السابقة، وعلى سلطات كييف الاتفاق مع جنوب شرقي أوكرانيا، حيث لا يمكن حل النزاعات من هذا القبيل عبر الوسطاء، وعلى صعيد القرم، فإن السلطات السوفيتية قد أخطأت حينما ألحقت شبه جزيرة القرم بقوام جمهورية أوكرانيا السوفيتية الاشتراكية. أهل القرم قالوا كلمتهم، وقضية القرم لم تعد مادة للنقاش، وتمثّل ممارسات ميخائيل ساكاشفيلي الرئيس الجورجي السابق في أوكرانيا، "بصقة في وجه الشعبين الجورجي والأوكراني، وأتعجب كيف لا يزال الأوكرانيون يتحملونه إلى اليوم، وهل نفد الأوكرانيون الحقيقيون؟ آسف لما نراه، وقلبي يطفح بالدم لما يحدث هناك".
وختم بوتين بأنّ "روسيا مستعدة للإسهام في حل مشكلة اللاجئين السوريين، ومستمرة في جهودها الإنسانية في سورية ومستعدة للتعاون الجماعي مع باقي الدول في معالجة مشكلة اللاجئين السوريين. هناك شخص شيشاني مكلّف بالعناية بقضية الأطفال، هو رمضان قديروف رئيس جمهورية الشيشان الروسية، أرسلنا كتائب الشرطة العسكرية من جمهوريات شمالي القوقاز الروسي لأن من يخدمون فيها من المسلمين السنة وسيحظون بثقة المدنيين لا محالة، فيما هم مواطنو روسيا وينتمون لجيشها، الأمر الذي سيمنحهم كذلك ثقة ممثلي السلطة والجميع في سورية".