تنظيم "داعش"

كشف أمير قبائل العبيد والمشرف على قوة تحرير الحويجة أنور العاصي، اليوم السبت، عن لجوء "داعش" إلى إعادة تنظيم شاملة في مناطق يحتلها جنوب كركوك وغربها ، وتغيير قياداته بأخرى غربية وعربية ومن تلعفر، مؤكدًا أن التنظيم المتطرف خسر أكثر من 12 ألفًا من أتباعه منذ حزيران 2014 وحتى مطلع كانون الأول 2016 الحالي، في هجماته "الفاشلة" على مشارف مدينة كركوك "250 كم شمال العاصمة بغداد" مبديًا دهشته من تأخر الحكومة الاتحادية  في تحرير الحويجة.

وأكد أنور العاصي إلى"صوت الإمارات "  أن تنظيم داعش بدأ في حملة لإعادة تنظيم قواته بالاعتماد على مسلحين من قضاء تلعفر، غرب الموصل، وقيادات متطرفة من جنسيات غربية وعربية"، عازيًا ذلك إلى "فشل التنظيم في هجومه على كركوك في "الـ21 من تشرين الأول 2016"، وفقدانه 90 من عناصره، ووصول قيادات جديدة من الموصل ومحيط الشرقاط إلى قضاء الحويجة،"55 كم غرب مدينة كركوك"،

مضيفًا أن "داعش خسر 250 من قياداته خلال الشهرين الماضين نتيجة هجماته الفاشلة على محاور البيشمركة والحشد التركماني وأماكن تواجد حشد الحويجة والجيش العراقي في جبال حمرين من دون أن يحقق أي مكاسب ميدانية"، مبينًا أن ذلك اضطر "التنظيم إلى تغيير قياداته والاستعانة بأخرى غربية وعربية ومن تلعفر تمتلك خبرات أكبر وشاركت بمعارك عدة، لزجهم في تعرضات جديدة تستهدف مشارف كركوك التي تنتشر فيها قوات البيشمركة أو مناطق محيطة بحقلي علاس وعجيل النفطيين، قرب جبال حمرين" .

وتابع  العاصي  أن "ضربة جوية استهدفت ورشة كبيرة لتفخيخ المركبات في محيط ناحية الرياض جنوب غربي كركوك ما أدى الى مقتل 6 عناصر من أبرز مفارز التفخيخ فيما يسمى بولاية كركوك في تنظيم داعش"، مشيرًا إلى أن "نجاح الضربات الجوية في استهداف ورش ومعامل التفخيخ في تنظيم داعش جاء لعوامل عدة أبرزها تعاون الأهالي مع القوى الأمنية وتطور البعد الاستخباري واختراق معاقل التنظيم ضمن قضاء الحويجة والنواحي التابعة له"،

مبينًا أن الحكومة العراقية تتحمل المسؤولية عن تأخير تحرير هذا القضاء، كما أن التحالف الدولي بقيادة أميركا مسؤول أيضًا عن ذلك، ووفق علمنا كانت هناك مطالبة لأكثر من مرة بتحرير الحويجة قبل البدء بعملية تحرير الموصل، ولكن الإصرار العجيب من الجانب الأميركي على الإسراع في البدء بعملية الموصل وإبقاء الحويجة في قبضة داعش هو خطأ استراتيجي فادح، ومن المؤسف أن الحكومة العراقية وعلى رأسها القائد العام للقوات المسلحة لم تكترث إلى هذا الخلل".

وانتقد العاصي" عدم وجود خارطة طريق واضحة لكيفية إدارة الوضع في مرحلة المعالجة العسكرية ومرحلة ما بعد  "داعش "، محذرًا من " تكرار الخطأ الذي وقع فيه المجتمع الدولي تجاه العراق بعد 2003 والذي مازالت آثاره قائمة حتى الآن، وكل هذا سيكون على حساب أمن المنطقة وليس فقط العراق "، ويتوقع العاصي  أن يجلب "داعش" مسلحيه عن طريق الحويجة إلى كركوك والسعدية وجلولاء، لكي يستعينوا بالقوى والجماعات الشيعية من أجل القضاء على أولئك المسلحين بعد انتهاء معركة الموصل.

واستأنفت القوات المسلحة العراقية، اليوم السبت، العمليات العسكرية من المحور الشمالي لمدينة الموصل، بمساندة برية وجوية مباشرة وواسعة من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وفق ما أفادت به مصادر عسكرية، وفي 17 أكتوبر/تشرين أول الماضي، انطلقت معركة استعادة الموصل بدعم جوي من التحالف الدولي، وتوقفت الأسبوع الماضي، في إطار استعداد الجيش العراقي لاستكمال المرحلة الثانية من تحرير أحياء شرقي دجلة.

وقال المقدم الركن في الفرقة السادسة عشرة، يونس إحسان المعلمي، إن "المئات من القوات الأميركية الخاصة "المارينز" وصلوا إلى الضفة الشرقية لدجلة من الطرف الشمالي مصطحبين معهم عجلات قتالية وآليات ثقيلة، وسط تحليق مكثف لطائرات الأباتشي الهجومية"، مضيفًا أن "المدفعية الثقيلة للقوات الأميركية باشرت بمعالجة الأهداف المسلحة للتنظيم "الثابتة والمتحركة" في مناطق بعويزة والسكر والصديق والحدباء والكندي، شمال الموصل، بمساحة 30 كيلومتر مربع"، مشيرًا إلى أن "اللواء 76 الفرقة 16 واللواء 71 الفرقة 15 بالتعاون مع قوات حرس نينوى، بدأوا بالتقدم البري نحو الأحياء السكنية شمال المدينة للالتقاء في المحصلة مع القوات المسلحة العراقية الأخرى التي تقاتل في بقية الجبهات عند ضفاف النهر"، ويأتي استئناف العمليات بعد أسبوع من توقفها، حيث أعادت القوات العراقية ترتيب صفوفها، لشن الهجوم على المدينة من جميع الأطراف.

 واقتصر الهجوم قبل ذلك على الجبهة الشرقة بقيادة قوات "مكافحة الإرهاب" "تابعة للجيش" التي دربها الجيش الأميركي، لكن تقدمها تباطأ كثيرًا في الأسابيع الأخيرة نتيجة مقاومة مسلحي "داعش" وهجماتهم المضادة التي أنهكت القوات العراقية، ويعول العراق والتحالف على فتح جميع جبهات قتال في مختلف الجهات، لتشتيت مقاومة "داعش" وإضعاف قدرته على شن هجمات مضادة.

و عقدت في العاصمة بغداد قمة الشباب العربي التي اقامها مجلس الشباب العراقي برعاية جامعة الدول العربية وتحت عنوان "تأثير الإرهاب في الشباب العربي"، وحذر رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، اليوم السبت، الدول التي تشعر بالأمان من خطر محدق، بينما  قال رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، إن خطر التطرف في المنطقة يدفع إلى صياغة خطة مواجهة عابرة للجهد الأمني والعسكري، وذكر بيان لمكبته الاعلامي تلقى"العرب اليوم" نسخة منه أن"العبادي دعا الدول التي تشعر بالأمان إلى الحذر من الخطر المحدق بها بسبب عناصر "داعش"، وقال :" نرحب بالضيوف في بغداد الصامدة بوجه التطرف والتي أراد لها أن تتدمر وتعيش حالة من الضياع إلا أن شبابنا تصدوا لهذه العناصر ولهذه التوجهات الخطيرة حيث أن شبابنا صنع النصر لحاضرنا ومستقبلنا".

وأشار العبادي إلى" أننا حاليًا في الموصل نقاتل التطرف وهدفنا الأكبر تحرير الانسان حيث حررنا ثلثي المحافظة وسنحقق النصر النهائي قريبًا "، وتابع أنه في الوقت الذي نحرر الوطن من هذه العناصر نقوم في الوقت نفسه بإعادة الاستقرار وإزالة الألغام والعبوات وإعادة الحياة إلى المناطق المحررة لكي يعود أبناء الوطن، موضحًا أن" تنوع مكونات البلد مصدر فخر وقوة لنا وهو مدعاة للتزايد والتكامل والتقدم مشيرًا إلى أن "شبابنا يقاتلون من جميع مكونات البلد دفاعًا عن بلدنا ومقدساتنا وابناءنا واختلط الشيب بالشباب ومن جميع الطوائف والمكونات في حربهم ضد العناصر المتطرفة، وتابع " الشباب العراقي أكد خلال الأزمة قدرته الفائقة على تحمل المسؤولية في أصعب الظروف والأوضاع الانسانية والأمنية، لافتًا إلى أن" شبابنا شكلوا مجموعات شبابية وفرق إغاثة عملت بشكل دائم مع المنظمات الدولية والمحلية والحكومية، وكان لهم الدور الفاعل في مواجهة العدو".

ولفت رئيس مجلس النواب سليم الجبوري إلى أن" الشباب العراقي صار مثالًا للعطاء والابداع رغم كل ما واجهوه من ظروف وأوضاع صعبة قياسًا بما يتمتع به أقرانهم من شباب العالم في البلدان المستقرة، وهذا يدل على ما يحملونه من إرادة استثنائية تليق بمن ينتمي لحضارة تمتد في عمق الزمن ستة آلاف عام وصاحبة اول مسّلة للقانون على وجه الأرض".

وأكد رئيس مجلس الشباب العراقي غسان أبو رغيف ، أن برنامج تمكين الشباب لمواجهة التطرف الفكري  سينطلق من العراق ، فيما أشار إلى أن عام 2017 سيكون غنيًا بالبرامج التثقيفية والتوعوية والتدريبية على عموم الوطن العربي، وقال أبو رغيف ، اليوم السبت ،  " بعد انتهاء الحرب على "داعش" والاقتراب من تحرير محافظة الموصل فإن الحرب ستنتقل من حرب عسكرية إلى إغاثية وتوعوية "، مضيفًا أن " مجلس الشباب العراقي اخذ بتبني الموضوعات المتعلقة بالتثقيف والتوعية وطرح برامج تمكن الشباب من الحد من التطرف الفكري الذي يغزو عقول الشباب في العالم العربي ".

وأشار إلى أن مجلس الشباب العربي بالتنسيق مع جامعة الدول العربية حرص على إطلاق برنامج ” تمكين الشباب لمواجهة التطرف الفكري"، مرجحًا أن " يكون عام 2017 عامًا يملؤه البرامج التثقيفية والتوعوية والتدريبية على عموم الوطن العربي باشراف أيادٍ عربية شابة قادرة ومتمكنة على تنفيذ هذه البرامج وهم يعملون أيضًا في مجالات مختلفة من منظمات المجتمع المدني وكناشطين على مستوى بلدانهم، مؤكدًا  أن " برنامج تمكين الشباب لمواجهة التطرف الفكري سيكون مركزيًا وسينطلق من العراق


وشهد مؤتمر قمة الشباب العربي الذي انطلق جدول أعمال دورته الثانية في بغداد تنظيم ورشة عمل لمناقشة عدد من المواضيع المهمة، بينما شهدت الورشة التي أقيمت في افتتاح اعمال قمة الشباب العربي تقديم أوراق بحثية في جلستين الأولى تحدثت عن أسباب نشوء ظاهرة الإرهاب، بينما تمحورت الجلسة الثانية عن كيفية تمكين الشباب لمواجهة التطرف الفكري ، وجرت  من خلالها حوارات ونقاشات مع الضيوف على أمل ان يخرج المؤتمر الذي سينعقد يوم غدٍ بتوصيات مهمة تخدم الشباب العربي.

وكشف في وقت سابق قائد عسكري كبير أن القوات الأميركية التي تساعد القوات العراقية على استعادة مدينة الموصل من تنظيم "داعش" تقوم بعملية اندماج مكثف مع القوات العراقية في تحرك قد يسرع وتيرة الحملة المستمرة منذ شهرين والتي تباطأت بعد تقدم سريع في البداية، حيث انتشر أكثر من 5 آلاف جندي أميركي في العراق في إطار تحالف دولي يقدم المشورة للقوات المحلية في محاولة لاستعادة السيطرة على ثلث البلاد الذي سيطر عليه المتشددون في 2014.

وتركز مستشارو التحالف في البداية في المقرات رفيعة المستوى في بغداد لكنهم انتشروا على مدى العامين المنصرمين إلى مواقع عدة للبقاء بالقرب من القوات المتقدمة، والآن ومع توغل القوات العراقية- التي تسيطر على نحو ربع الموصل آخر معقل كبير لتنظيم "داعش"  في العراق- في المدينة الشمالية وفي ظل هجمات مضادة شرسة أدت إلى تباطؤ التقدم فإن القوات الأميركية تعزز مشاركتها، وقال الكولونيل في الجيش الأميركي بريت جي سيلفيا "نقوم بتعزيز اندماجنا معهم، نوسع ذلك ليشمل المزيد من التشكيلات العراقية المتقدمة، بعض التشكيلات التي لم نتشارك معها في الماضي نشترك معها الآن."

وخلال مقابلة نادرة في القسم الأميركي من قاعدة للجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية في مخمور على بعد 75 كيلومتر جنوب شرقي الموصل لم يجب قائد الكتيبة المقاتلة على سؤال بشأن إن كان جنوده يعملون بالفعل داخل الموصل، لكن سيلفيا الذي يقود قوة من 1700 جندي وصفها بأنها "العمود الفقري" لقوات التحالف البرية قال إن مستوى الاندماج يشبه فرق عمليات خاصة صغيرة تندمج مع قوات محلية أكبر حجمًا للمساعدة في تعزيز قدراتها

وأضاف "لطالما كانت لدينا فرص للعمل جنبًا إلى جنب لكن لم نندمج قط لهذه الدرجة، كانت هذه دومًا مهمة متخصصة أصغر، حسنًا لقد أصبحت مهمتنا الآن وهي مهمة كبيرة ونحن جزء من تشكيلاتهم"، ووصف سيلفيا التغيرات بأنها "تطور طبيعي" للمهمة الأميركية الأصغر بكثير مقارنة مع الاحتلال الأميركي الذي استمر تسعة أعوام وأعقب الغزو الذي أطاح بصدام حسين عندما تم نشر ما يصل إلى 170 ألف جندي، ونفذ التحالف الذي يضم دولًا أوروبية وعربية آلاف الضربات الجوية ضد أهداف ل "داعش" في العراق وسورية ودرب عشرات الآلاف من الجنود العراقيين منذ 2014، وبشكل منفصل نفذت قوات خاصة أميركية عمليات ضد زعماء كبار للتنظيم.

وكشف جنرال أميركي كبير هذا الأسبوع أن القوات العراقية في الموصل دخلت وقفة تعبوية مخططًا لها مسبقًا في أول توقف كبير للحملة التي بدأت في 17 أكتوبر تشرين الأول، لكن سيلفيا عبر عن اعتقاده بأن العملية تقترب من "نقطة تحول" في الجانب الشرقي من المدينة حيث تقدمت القوات العراقية في أكثر من عشرين من أحيائها منذ أن توغلت بها قبل نحو ثمانية أسابيع، وقال "عندما يبدو هذا الزخم وكأنه لا رجعة فيه فأعتقد أننا سنشهد سيطرة وتطهيرًا بشكل أسرع في الجانب الشرقي... نحن لم نصل إلى هذه النقطة بعد."

وشدد قائد قوات جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي، اليوم السبت، على أن "قوات جهاز مكافحة الإرهاب باشرت في تنفيذ حملة استخبارية كبرى للالقاء القبض على عناصر تنظيم"داعش"المتطرف في المتخفين في المناطق المحررة"، وقال الأسدي إن "القوات الأمنية وبناءً على قاعدة بيانات استخبارية ومعلومات من العوائل تمكنت من إلقاء القبض على أعداد كبيرة من عناصر "داعش" المتطرفة في الأحياء المحررة من الساحل الأيسر للموصل"، ياتي ذلك في وقت حررت القوات الأمنية، أكاديمية الشرطة ومديرية للمرور ومعمل الإسمنت ومنطقة الهياكل في الساحل الأيسر لمدينة الموصل.

وأشار الى أن "العملية تستهدف في الوقت الحاضر احياء "الزهور والشقق السكنية والمصارف والقاهرة والزهراء""، لافتًا الى أن "العملية ستؤدي إلى أن تكون الأحياء المحررة نظيفة من عناصر التنظيم المتطرف بشكل مطمئن"، بدوره، قال قائد قوات النخبة الثانية في جهاز مكافحة الإرهاب اللواء الركن معن السعدي، اليوم السبت، إن "تعزيزات عسكرية من قوات الجيش والشرطة الاتحادية وصلت الى الساحل الأيسر لمسك الأراضي المحررة فيه".

وأضاف السعدي ، أن "تعزيزات عسكرية من قوات الجيش والشرطة الاتحادية والرد السريع وصلت إلى الساحل الأيسر لمسك الأراضي المحررة في الساحل الأيسر، لتباشر قوات جهاز مكافحة الإرهاب التقدم لتحرير الاحياء المتبقية"، مشيرًا إلى أن "قوات جهاز مكافحة الإرهاب تتوجه لتحرير ما تبقى من الأحياء ضمن المحور الشرقي للعمليات العسكرية في الساحل الأيسر للموصل"، بينما قال القائد في قوات جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي ،اليوم السبت، إن "القوات الأمنية قريبة من إعلان تحرير الساحل الأيسر للموصل بالكامل".