ثورة الجياع في اليمن

يتفاقم الوضع الانساني في اليمن يوماً بعد اخر. ففي غضون 24 ساعة ارتفعت اسعار العملات الأجنبية، اكثر من 10% ، ووصل سعر  الدولار الأميركي الى اكثر من 800 ريال، أي أربعة اضعاف سعره الرسمي، قبل اندلاع الحرب التي تشهدها البلاد أثار مما بلبلة شعبية وتحركاً للمسؤولين لمعالجة الوضع.

 ثورة الجياع 
 
اشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي في اليمن  هاشتاغ "ثورة_الجياع"، عقب ارتفاع اسعار المواد الغذائية الى اكثر من 400%، خلال الايام القلية الماضية.  وحمل ناشطون الحكومة الشرعية، ومسلحي جماعة الحوثيين، سبب تدهور الاقتصاد الوطني، وتفاقم الوضع الانساني ، الذي تعيشه البلاد، وارتفاع اسعار المواد الغذائية والضرورية. 

‏وقال الكاتب الصحفي اليمني، انيس منصور ان "الوضع حقاً مخيف ومرعب والجوع يهدد اليمنيين في ظل استمرار تدهور الاقتصاد وغياب الإصلاحات العاجلة".  وأضاف: "الدولار فوق 800 ريال وشبح المجاعه يجتاح اليمن ويستدعي تحرك خليجي عربي دولي لإنقاذ الوطن فالجوع كافر". 

‏الناشطة اليمنية التي تحمل اسم " عفاشية قحطانية " غردت على "تويتر" ان "مايعيشه اليمنيون من مجاعه وانتشار الامراض والاوبئه وانهيار الريال اليمني سببه مليشيات الحوثي الايرانية".
وقالت، "هذه المليشيات الارهابية المجرمه تريد ضم اليمن للدوله التابعة لإيران لاجل مشروعها بتخطيط أميركي اسرائيلي واختتمت كلاهما "الشعب اليمني يموت جوع ".

 أما المحلل السياسي اليمني علي البخيتي فقد قال إن ‏العملة اليمنية تنهار والحكومة تواصل طباعة المزيد من الاوراق المالية.  وتابع "محمد زمام الذي لم يمضِ على تعيينه الا أشهر قليلة ها هو يطبع عمله ليساهم في مزيد من الانهيار، وفِي نفس الوقت يصرف لنفسه مرتباً بالدولار هو الأعلى في العالم، مضيفا "شرعية من التافهين والحقراء؛ لا يخجلون من إي شي" .

 وتداول ناشطون يمنيون هاشتاغات تقول:‏ "الشرعية تحالف_سعودي_إماراتي_حوثي_ لقتلنا_وتجويعنا ، وانا_نازل_انا_جائع وثورة_الجياع وشباب_فوق_السلطة". وهدد الناشطون بالنزول إلى الشارع لمواجهة ، واطلاق ثورة جديدة ، ضد الحوثيين والحكومة الشرعية، والتحالف العربي الداعم الشرعية اليمنية، بعد وفاة العديد من الاطفال اليمنيين بسبب الجوع".

 وانطلقت شرارة الثورة بمدينة عدن العاصمة المؤقتة جنوب اليمن، ومدينة سيئون بمحافظة حضرموت جنوب شرقي البلاد. وشهدت مدينة عدن، احتجاجات متفرقة بسبب انهيار العملة المحلية وارتفاع الاسعار. واغلق محتجون غاضبون عدداً من الشوارع الرئيسية في الشيخ عثمان وكريتر ومنعوا حركة المرور.  وخرج المئات من المحتجين في عدة شوارع بمدينة سيئون ، في حضرموت ورفعوا لافتات تندد باستمرار التدهور الاقتصادي، وللمطالبة بوقف انهيار الريال.

وقال مصدر محلي ل" صوت الامارات "، إن المدينة شهدت شللاً تاماً في حركة المواصلات، وإضراب جزئي لمالكي المحلات التجارية، احتجاجاً على ارتفاع اسعار المواد الغذائية. 

 ودعت الامم المتحدة، إلى اتخاذ إجراءات دولية عاجلة لوقف تفاقم تدهور أسوأ أزمة إنسانية في العالم. وقال المبعوث الخاص للامم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث اليوم الاثنين، إنه شعر بالتشجيع من الاستجابة الدولية لتحذير الأمم المتحدة من مجاعة تلوح في الأفق، وقال إنها ركزت العقول على الحاجة الملحة لمحادثات سلام.

 وعقد كل من الرئيس هادي وجماعة الحوثيين اجتماعات ، في محاولة يائسة ، لايقاف هرولة العملة المحلية التي اصبحت على حافة الهاوية.  وتفاقم الوضع الإنساني في البلاد، منذ اندلاع الحرب التي تتواصل يوما بعد اخر ، حيث يحتاج 22 مليون شخص المساعدات الانسانية، للبقاء على قيد الحياة، بالاضافة الى وفاة طفل كل عشر دقائق ، بسبب الحرب.