دبي ـ سعيد المهيري
أقرَّ حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، 20 مبادرة استراتيجية لمجلس علماء الإمارات، تهدف الى خلق بيئة تحفِّز على الابتكار والبحث العلمي، وصناعة جيلٍ من العلماء والباحثين والأكاديميين الإماراتيين وتطوير البنية التحتية العلمية في الدولة، بما يدعم مصالحها الوطنية، ويعزّز مسيرتها نحو بناء اقتصاد قائم على المعرفة.
وقال تعليقًا على ذلك إن "هدفنا تحديد أولياتنا العلمية والبحثية التي تخدم مصالحنا وترسخ اقتصاد وتبني مستقبل أجيالنا"، مضيفاً "نراهن على العلماء الشباب في صنع قاعدة علمية ومعرفية وبناء قدرات بحثية وطنية". وبيّن الدور الحيوي الذي سيقوم به العلماء الإماراتيون، مشيراً بالقول: "العلماء والأكاديميون والباحثون هم شركاء الحكومة في مواجهة تحدياتها وتوفير نفقاتها وإسعاد شعبها".
وأبدى الشيخ محمد بن راشد حرصه على ثقة الدولة بشبابها من العلماء الطموحين، وإيمان القيادة المطلق بهم وبقدراتهم وما يمكن أن يقدموه لبلادهم، لافتاً: "العلماء هم نخبة مجتمعاتنا، وتقديرهم هو تقدير لمستقبل دولتنا". وشدد على أهمية المبادرات الاستراتيجية التي تم اعتمادها، باعتبارها تشكل منهجاً علمياً متكاملاً لتحقيق التفوق العلمي الذي يضمن تميزاً عالمياً للإمارات، حيث قال: "نعمل من اليوم لصناعة علماء نصل بهم لجائزة نوبل خلال العقود القليلة المقبلة".
جاء ذلك خلال الاجتماع الذي ترأسّه مع أعضاء مجلس علماء الإمارات برئاسة سارة الأميري، وحضور الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، والشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، والشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، ومحمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل.
وأثنت سارة الأميري رئيسة مجلس علماء الإمارات، على دعم الشيخ محمد بن راشد للعلماء والباحثين والمبدعين الإماراتيين، لافتةً إلى أن "إنشاء مجلس علماء الإمارات شكل خطوة فارقة في المسيرة العلمية بالدولة". وذكرت الأميري أن أعضاء المجلس بذلوا جهداً كبيراً لصياغة هذه المبادرات الاستراتيجية بما يعمل على خلق مجتمع علمي يشكل لبنة أساسية في المسيرة
التنموية للدولة. وقالت: "تهدف المبادرات لصناعة كوادر وطنية متخصصة في مجال البحث العلمي، وربطها بالخبرات والمؤسسات العلمية في مختلف أنحاء العالم"، مضيفة: "من خلال هذه المبادرات يمكننا القيام بدورنا كعلماء في توفير المشورة العلمية للحكومة في مواجهة العديد من التحديات".
واستعرض الشيخ محمد بن راشد مع أعضاء مجلس علماء الإمارات هذه المبادرات الاستراتيجية، التي استندت إلى مجموعة من الدراسات والتجارب لبعض الدول المتقدمة في مجالات العلوم والتكنولوجيا. ومن شأن هذه المبادرات أن تضع خطة العمل التي ستحدّد مسار الحكومة المستقبلية في القطاع البحثي بما يدعم مسيرة النهضة المستمرة في الدولة، عبر خلق مناخ
مؤاتٍ للابتكار، والاستثمار في صناعة المعرفة العلمية، وإيجاد حلول مستدامة لأبرز التحديات التي تواجه المنطقة في قطاعات حيوية كالماء والطاقة المستدامة والطاقة البديلة والأمن الإلكتروني والأمن الغذائي وتكنولوجيا الفضاء والطيران وغيرها.