باريس ـ مارينا منصف
داخل الشقة المتهالكة للإرهابي محمد لحويج بوهلال الذي قال للشرطة إنه كان يوزع "آيس كريم" قبل ساعات من قتله لنحو 84 شخصا يوم "باستيل".فتشت شرطة مكافحة الإرهاب الشقة المتهالكة لسائق الشاحنة الإرهابي محمد لحيوج بوهلال بعدما قتل 84 شخصا في يوم "باتسيل" في نيس، ونشرت صور للشقة الصغيرة تكشف حالة الفوضى التي خلقها هذا الأب لثلاثة أطفال قبل أن يشن هجومه الإرهابي في المدينة الفرنسية.
وبدت الشقة في حالة فوضى كاملة فالأدراج ملقاة في كل مكان ومحتوياتها مبعثرة في أرض الغرفة، والملابس ملقاة على الأرض بجانب الخزانة، في ما الكراسي تنتشر في وسط الغرفة دون ترتيب.
ولا تحمل الجدران البيضاء أو البيج أي زخارف أو ديكورات أو أي إشارة إلى أن الرجل الذي كان يعيش هنا لديه عائلة، وداهمت الشرطة المنزل اليوم بعد أن قتل المتطرف الناس، وكان هذا الفرنسي التونسي معروف بالفعل للشرطة عندما قاد شاحنته لأكثر من ميل خلال الحشود في يوم "باستيل". ويعمل بوهلال سائق شاحنة وانفصل عن زوجته قبل عامين، ولديه سوابق جنائية في العنف المنزلي والسرقة وحيازة الأسلحة، كما أنه كان تحت المراقبة بعد أن قبض عليه نائما بينما يقود سيارته واصطدم بأربع سيارات على الطريق السريع.
وادعى الرجل عندما أوقفته الشرطة أمس أنه كان يوزع "آيس كريم" على الكورنيش قبل أن ينفذ هجومه بنحو 9ساعات، لكن الشرطة سمحت له بإيقاف السيارة على الشاطئ ولم تفتشها فقد كان يخبئ البنادق والقنابل اليدوية.
وأخذت الشرطة عددا من أقاربه وأصدقائه المقربين للاستجواب، وشنت الكثير من المداهمات في منطقة أباتوار في نيس، ووصف الجيران بوهلال بأنه رجل وحيد وصامت، وقال عنه أحد الجيران إنه لم يكن أبدا يرد على تحيتهم له، والى جانب قضايا العنف فإن بوهلال كان تحت الاختبار لمدة 15 يوما بعدما قبض عليه نائما وراء عجلة القيادة في وقت سابق مصطدما بأربع سيارات على الطريق السريع.
وقُتل المهاجم برصاص ضابط شرطة يعتقد أنها كانت أنثى بعد أن فتح النار على حشد من الناس الفارين، وعثر في شاحنته في وقت لاحق على مسدس وسلاح أكبر وقنابل يدوية، وأغلقت الشوارع الساعة الثالثة مساء لاحتفالات يوم "باستيل" مع عدم السماح للسيارات بالدخول أو الخروج من المنطقة التي تجمهر فيها الحشود.
وسار القاتل الساعة العاشرة والنصف مساء على طول الطريق الشاطئ خلال الحشود لأكثر من ميل ونصف قبل أن يطلق النار عليه ويُقتل؛ مما أسفر عن مقتل 84 شخصا على الأقل، وقال أحد شهود العيان " كان لدى الوقت كي أرى وجه السائق، كان لديه لحية ويبد أنه كان مستمتعا." واستخدمت الشرطة نحو 1200 كاميرا لمراقبة المكان، والتي تتبعت مساره قبل أن يبدأ الهجوم، ويعتقد أنه استأجر الشاحنة يوم الأربعاء الماضي من جراج متخصص في سان لوران دو فار، واكتشفت الشرطة أنه استقلها في التلال القريبة من نيس وعثرت فيها على رخصة القيادة والهاتف المحمول الخاص به وبطاقة ائتمان.
وكان الرجل معروفا للشرطة بعنفه واستخدام السلام فقد قبض عليه بعد مشاجرة في حانة يوم 27 كانون الثاني/ يناير، وقالت مصادر التحقيق إن المحكمة الجنائية أدانته آخرا في آذار/ مارس باستخدام العنف.
ولم يرتبط اسمه مع أي عمل إرهابي قبل المجزرة؛ لذلك لم يكن تحت المراقبة، ووصف شهود العيان كيف سارت الشاحنة بسرعتها القصوى وخلقت الفوضى في الحشد المحتفل، وأوضح أحدهم " كنا على وشك الموت، كان الأمر مثل الهلوسة، لم يكن لدينا أي فكرة عن اتجاه الشاحنة كان نجري في كل مكان وكانت زوجتي تبعد عني مترا واحدا وقد قتلت." وقُيل إن السائق كان يهتف "الله أكبر" قبل أن يقتل برصاص الشرطة، وحتى الآن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم القاتل، وأثارت التقارير أن عددا من القنابل التي عثر عليها في الشاحنة كانت وهمية؛ مما أثار تساؤلات حول إذا ما كان بوهلال حظي بدعم من أي جماعة جهادية.
وأظهرت الصور من بعد المذبحة الشاحنة وعليها الكثير من آثار رصاص رجال الشرطة، وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند إن طبيعة الهجوم كانت إرهابية وتعهد بمحاربة تنظيم "داعش" في سورية والعراق وقال " فرنسا تبكي اليوم، إنها مجروحة ولكنها قوية، وستكون أقوى، أقوى بكثير من الأشخاص الذين يحاولون ضربنا." وصرح وزير الداخلية الإسباني بأن الاستخبارات الإسبانية أشارت إلى أن الهجوم كان ذي طبيعة جهادية، وأفادت بعض التقارير وجود مسلح ثاني شارك في الهجوم، لكن المتحدث باسم وزير الخارجية بيير هنري قال إن رجلا واحدا هو الذي شن الهجوم بواسطة شاحنته.