الحوثيين

أصدرت ميليشيا الحوثي قراراً بوقف عمل 36 من المنظمات الإغاثية الدولية والعربية والمحلية العاملة في المجال الصحي، في كافة المناطق الخاضعة إلى سيطرتها، ووجه تعميم صادر عن القيادي الحوثي والذي عيّنته الميليشيات وكيلا لوزارة الصحة، عبدالعزيز الديلمي، لعموم مكاتب الصحة في المديريات والمحافظات الخاضعة إلى سيطرتهم، بمنع تحركات المنظمات الدولية الإغاثية المذكورة في التعميم وعددها 36 منظمة، مبرراً ذلك بأن تلك المنظمات لا تعمل تحت إشراف وزارة الصحة، وتعمل منفردة.

وألزم التعميم بمنع تحركات هذه المنظمات، حتى تشرف عليها وزارة الصحة (في حكومة الحوثيين) وترخص لها، وهو المبرر الذي تتخذه الميليشيا الانقلابية لنهب وتوجيه المساعدات والعمل الإغاثي، وحرمان المستحقين من الحصول عليها، وذلك لتمويل ما تسميه المجهود الحربي، وبحسب عاملين في المجال الإغاثي، فإن ميليشيا الحوثي تعاقب أي منظمة إغاثية أممية أو دولية لا ترضخ لضغوطها وتوجيهاتها بوقفها عن العمل ومنعها من القيام بواجبها الإنساني تجاه ملايين اليمنيين الذين يعانون ظروفاً إنسانية بالغة الصعوبة منذ الانقلاب.

وتعد عرقلة مرور المساعدات الإنسانية من الجرائم الجسيمة المجرمة دوليا وفقا للاتفاقيات والقوانين الدولية، وذكرت تقارير أممية أن المنظمات تستعين بالكثير من المسؤولين الماليين ومسؤولي توزيع المعونات ومسؤولي رفع كشوفات المحتاجين من الحوثيين الذين يتقاضون حوالي 1000 دولار شهريا أي ما يعادل 450 ألف ريال يمني، وقال مراقبون من داخل العاصمة إن هؤلاء الموظفين يقومون بتسجيل أسماء مستحقين من العناصر الحوثية أو من المحسوبين عليهم فقط ثم يقومون بعد استلام المساعدات من الزيوت والسكر والدقيق والمعلبات ببيعها في محلات بيع الجملة للمواد الغذائية في صنعاء، كما صادر الحوثيين 57 مليون دولار من أموال شركات ومؤسسات خاصة لصالح المجهود الحربي لمقاتليهم بتهمة أن ملاك هذه الأموال يعرقلون سير عملهم بصنعاء.

وكان تقرير أصدره مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أفاد بأن ميليشيا الحوثي ارتكبت اعتداءات متنوعة على مساعدات المنظمات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية والعاملين معها خلال الفترة بين عامي 2015 و2017. وأوضح، أن الاعتداءات بلغت 16 حالة، تنوعت بين القتل والخطف والسجن وإغلاق المكاتب واعتداءات النهب والسلب، كما هاجمت واستولت على 65 سفينة و124 قافلة إغاثية و628 شحنة مساعدات.

وأعلن الجيش اليمني، الثلاثاء، أنه حقق - بإسناد من طيران التحالف العربي - تقدماً كبيراً بالسيطرة على مواقع عسكرية جديدة في معقل الحوثيين الرئيس في محافظة صعدة، أقصى شمال البلاد، وأكد بيان نشره المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، تحرير مواقع جديدة في مديرية رازح بمحافظة صعدة، ولم يعد يفصل قوات الجيش الوطني عن مركز المديرية سوى 4 كم، وأوضح أن قوات الجيش الوطني، تمكنت مساء الاثنين، من تحرير سلسلة جبال الفلج وتبة الرخم ووادي شعيب وجبل الأزهور ومنطقة عزان ومعتق الغريب في رأس جبل الأزهر في مديرية رازح محافظة صعدة.

ونقل البيان عن قائد اللواء السادس حرس حدود في الجيش اليمني، العميد حسين الغمري، قوله "لم يتبق لوصول قوات الجيش الوطني إلى مركز مديرية رازح سوى 4 كيلومترات"، وأشار العميد الغمري إلى أن المعارك لا تزال مستمرة وسط تقدم كبير لقوات الجيش الوطني وهروب جماعي لميليشيات الحوثي، وكان الجيش اليمني أحكم سيطرته الكاملة خلال الأيام الماضية، على عدد من الجبال والمرتفعات والتباب الاستراتيجية، والسيطرة الكاملة على سوق البقع وتأمين الخط الدولي الرابط بين محافظتي الجوف، وصعدة، والذي يربط اليمن بالسعودية، وذلك ضمن عملية عسكرية واسعة أطلق عليها "قطع رأس الأفعى"، في إشارة إلى زعيم الانقلابيين عبدالملك الحوثي.