صنعاء ـ حسام الخرباش
فشلت مليشيات الحوثي بحشد الناس والاستعراض السياسي لجماهيرها، خلال احتفالها بذكرى الانقلاب ، الخميس، حيث لم تستطع حشد الكثير من الناس، رغم إنفاقها مبالغ طائلة للتجهيز للاحتفال وحشد أنصارها من جميع المحافظات. وكانت التحضيرات الفعلية للاحتفال بدأت منذ أسابيع، وترى فيها الجماعة مناسبة للاستعراض وإظهار حضورها، وأنفقت المليشيات على إعلانات فعاليتها في صنعاء فقط 436 مليون ريال يمني قيمة اللوحات والملصقات، خلافاً عن حملاتها في بقية المحافظات وتكاليف النقل لأنصار الجماعة من المحافظات الأخرى وهذا الإنفاق كان من الخزانة العامة للدولة في صنعاء.
وحاولت مليشيا الحوثي من خلال حشدها إظهار واستعراض حضورها، لكنها فشلت بحشد الكثير من الناس، وتأتي فعالية الحوثيين هذه عقب التصدع الكبير الذي أصاب تحالفها مع حزب المؤتمر الشعبي برئاسة علي عبدالله صالح، حيث كان الحزب أقام مهرجاناً جماهيرياً كان الحضور فيه كبير للغاية في الميدان نفسه في الـ24 من أغسطس/آب الماضي، في أجواء متوترة، بعد أن عارض الحوثيون إقامة المهرجان ودعوا لفعاليات خاصة بحشد المسلحين في مداخل صنعاء خلال اليوم نفسه.
وينظر غالبية الناس في اليمن إلى هذه المناسبة بأنها "ذكرى النكبة"، التي اجتاحت فيها "المليشيات" العاصمة اليمنية، وتحولت إلى المسيطر الأول فيها على مؤسسات الدولة والمتحكم بمصير بلد بما تعنيه عاصمة البلاد، من منشآت ومصالح تخص اليمنيين على امتداد البلاد وعرضها، مع ما صاحب ذلك من مآس وحروب تحولت لاحقاً إلى حرب شاملة طاولت آثارها أغلب المحافظات، بعد التدخل العسكري للتحالف بقيادة السعودية.
وحتى مطلع عام 2014 كان الحوثيون يسيطرون على محافظة صعدة، معقل الجماعة شمالي البلاد، وهي المحافظة الحدودية مع السعودية، غير أن الجماعة شرعت خلال 2014 بحروب توسعية من صعدة ثم محافظة عمران، التي كانت بمثابة الحاجز في طريقها إلى العاصمة، وبسقوطها بأيدي الحوثيين وحلفائهم الموالين لصالح، في الثامن من يوليو/تموز من العام نفسه، لم تكن تفصل الجماعة عن صنعاء سوى مسألة وقت.
وقال المحلل السياسي عادل الصامت إن حشد الحوثيين كان هشاً ويظهر مدى تقلص شعبيتهم بسبب ارتفاع الأسعار والفساد الذي تمارسه الجماعة، وارتفاع أسعار الغاز المنزلي والغذاء ونهب المليشيات لموارد الدولة وتنصلها عن دفع رواتب الموظفين بمناطقها، رغم أخذها للإيرادات هناك إضافة إلى ممارساتها الطائفية والقمعية.
وأشار الصامت إلى أن خلافات علي صالح مع الحوثيين أظهرت حجمهم الحقيقي وقاطعت معظم القبائل الفعاليات الخاصة الحوثيين، وعلى الرغم من إنفاق الحوثيين لأموال طائلة من خزانة الدولة لاحتفالهم إلا أنهم فشلوا بالظهور وأثبتوا أن شعبيتهم ضعيفة للغاية.
وحسب الصامت فإن حزب صالح كان حشده في أغسطس/ آب من العام الجاري كبير وذلك نتيجة القاعدة الشعبية والقبلية التي يمتلكها صالح، إضافة لكون الناس تعتبر حزبه وسطي خلافاً عن جماعة الحوثيين المتطرفه والسلالية وممارسات الحوثيين وعبثهم خدم صالح وزاد من شعبيته.