أبوظبي ـ سعيد المهيري
توفي سبعة أشقاء مواطنين، أربع بنات بينهن طفلتان توأم، وثلاثة أولاد، راوحت أعمارهم بين 5 و15 عاماً، فجر أمس، بمنطقة (رول ضدنا) في إمارة الفجيرة، نتيجة اختناقهم بدخان ناتج عن حريق شب في صالة المنزل، وتلقت غرفة عمليات شرطة دبا الفجيرة، بلاغاً في الساعة 5:40 صباح أمس، من أم الأطفال يفيد بتعرض منزلها لحريق، وأن أبناءها داخل غرفهم. وعلى الفور هرعت دوريات الشرطة وقوات الدفاع المدني وسيارات الإسعاف، إلى موقع البلاغ في زمن قياسي، وعند وصول عناصر فرق الإنقاذ إلى المنزل تم إخماد الحريق، وعثروا على الأطفال السبعة (شوق وخليفة وأحمد وعلي وشيخة والتوأم سارة وسمية الصريدي) وقد فارقوا الحياة، أكبرهم (15 عاماً) وأصغرهم (5 أعوام)، إلا أن البلاغ ورد متأخراً بعد عملية اشتعال الحريق، ما صعب من بقاء الأطفال على قيد الحياة.
وأفادت المعلومات الأولية بأن الأم استيقظت فجراً، وفوجئت برائحة الحريق في المنزل فأبلغت شرطة دبا الفجيرة وذلك وفق ما ذكرت صحيفة "الإمارات اليوم"، وانتقل القائد العام لشرطة الفجيرة، اللواء محمد أحمد بن غانم الكعبي، يرافقه مدير عام العمليات الشرطية، العميد حميد محمد اليماحي، إلى مكان الحادث الذي تواجد فيه مدير إدارة شرطة دبا، العقيد سيف راشد الزحمي، ونائب مدير إدارة الدفاع المدني في الفجيرة، المقدم خالد ربيع الحمودي، لمتابعة سير الإجراءات. وقال الكعبي، إنه لاتزال عملية جمع الاستدلالات جارية لمعرفة أسباب الحريق، مهيباً بالجمهور ضرورة تركيب أجهزة كاشف الدخان والحرائق في المنازل، لتلافي مثل هذه الوقائع المأساوية مستقبلاً.
وأكد مدير مستشفى_دبا الفجيرة، عبيد خلفان الخديم، أنه تم احضار سبعة أطفال إخوة، راوحت أعمارهم بين خمسة و15 عاماً، إلى قسم الطوارئ عن طريق الإسعاف الوطني، وتبين أنهم متوفون اختناقاً، مشيراً إلى أن الحالة الأولى تم إحضارها في الساعة 7:50 صباحاً، فيما تم احضار بقية الأطفال تباعاً، جميعهم كانوا متوفين قبل إحضارهم إلى المستشفى، وعليه تم احضارهم إلى قسم الطوارئ واتخاذ اللازم. وقال أحد أقارب الأسرة، عبدالله راشد، من منطقة دبا الفجيرة، إنه تلقّى اتصالاً من عمته (والدة الأطفال المتوفين سليمة خميس الصريدي)، في ساعات الصباح الأولى، تستنجد به وتخبره بأن منزلها تعرض للاحتراق وأطفالها داخل الغرف، وألسنة النيران المندلعة تحول دون الوصول إليهم.
وتابع أنّه "حين وصولنا كانت النيران خمدت، فقمت مع والدي وإخوتي بتكميم وجوهنا، والدخول إلى الغرف المحترقة، فوجدنا جميع الأطفال متوفين، فيما لم تصب الأم والخادمة بأي إصابات، كون الأم خرجت تستنجد بالخادمة التي كانت تنام في غرفتها بعيداً عن صاله المنزل"، ولفت إلى أن "منزل الضحايا قديم من ثمانينات القرن الماضي، والتوصيلات الكهربائية فيه ضعيفة جداً ولا تستوعب الأحمال العالية، خصوصاً أن الأم تعمل على تشغيل جهاز التلفاز يومياً خلال ساعات الليل لترتيل آيات القرآن_الكريم".
وذكر شقيق الأم المكلومة التي فقدت أبناءها السبعة، راشد خميس الصريدي، أنه "بعد أن استنجدت شقيقته به وبأبنائه عبر هاتف الخادمة، توجهنا سريعاً إلى منزلها الكائن في رول ضدنا ونحن نقيم في دبا الفجيرة التي تبعد مسافة ليست قصيرة"، ولفت إلى أنهم "حين وصلوا كانت النيران المشتعلة خمدت، ولم يتبقَ منها سوى الغبار الأسود الكثيف والحرارة العالية، وعلى الرغم من ذلك دخلوا المنزل بحثاً عن الأبناء، إلا أنهم كانوا قد توفوا اختناقاً قبل وصولهم"، متابعاً أن "الشرطة عثرت على أربعة من الأطفال خلف باب الحجرة التي كانوا نائمين فيها، ما يدل على أنهم كانوا يحاولون فتح الباب، شقيقته استيقظت من نومها في نحو الثالثة صباحاً لأخذ علاجها المعتاد، بعد أن خضعت لعملية في إحدى الدول الأجنبية، وفوجئت بدخان كثيف، فأسرعت إلى غرفة الخادمة تستنجد بها، ولم تتمكن هي والخادمة من الوصول إلى غرفة أبنائها بسبب ألسنة اللهب والدخان الكثيف".
وقال الأخ غير الشقيق، راشد سعيد «فقدت إخوتي غير الأشقاء جميعهم دفعة واحدة»، لافتاً إلى أن والده توفي منذ أربع سنوات متأثراً بمرضه الذي عاناه فترة طويلة، وظل في رحلة علاج طويلة حتى وافته المنية، وظل إخوته في منزل منفصل عنه، وكان يزورهم من حين إلى آخر، وتابع أنه كان داخل الفصل في المدرسة وفوجئ بأحد زملائه يخبره بأن إخوته غير الأشقاء ماتوا جميعاً، ما أصابه بالذهول والصدمة، وتوجه مباشرة إلى منزلهم ووجد سيارات الشرطة تحيط المنزل من كل صوب، وأفصح مدير إدارة الدفاع المدني في الفجيرة، العميد علي عبيد الطنيجي، أن كواشف الحرائق تعمل على تقليل حالات الاختناق في حوادث الحريق وتسرب الغاز، وأشار إلى أن الكواشف تصدر تنبيهات تحذيرية لأصحاب المنشأة أو المنزل، لاتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب حال وقوع أي حادث حريق، وتابع أن القيادة العامة للدفاع المدني نسقت مع شركتين متخصصتين في مجال كاشف الدخان، لتوفير كميات منها بأسعار من 2500 إلى 5000 درهم، معتبراً أنها أسعار مناسبة وفي متناول الجميع.