الطفلة عسل أحمد التي تغطي الضمادات وجهها من أجل إخفاء الإصابات المروعة التي تعرضت لها جراء تفجير إنتحاري في العراق

إستحوذت على قلوب الجميع الصورة المفجعة للطفلة البالغة من العمر أربعة أعوام التي تغطي الضمادات وجهها من أجل إخفاء الإصابات المروعة التي تعرضت لها جراء تفجير إنتحاري في العراق تبناه تنظيم داعش وراح ضحيته 300 شخص, حيث كانت عسل أحمد داخل السوق الواقع في حي الكرادة في بغداد برفقة والدتها لشراء الهدايا خلال عطلة عيد الفطر في وقت سابق من هذا الشهر, ولكن إنتحاريين من تنظيم داعش استهدفوا المركز التجاري بتفجير أدى إلى نشوب حريق هائل في المنطقة أسفر عن مقتل ما يقرب من 300 شخص و إصابة 200 آخرين, فيما عانت عسل من حروق بالغة في الوجه, إلَّا أنَّها عادت إلى مسرح التفجير، بينما يحملها والدها بين ذراعيه، للإنضمام إلى الوقفة التي أقامها المئات بالشموع ممن زاروا السوق التجاري لإحياء ذكرى الضحايا.

ويُعد ذلك الهجوم الذي نفذه عناصر من تنظيم داعش هو الأكثر دموية خلال 13 عاماً الماضية من الحرب في العراق، والتي تشهد صراع متزايد ما بين الحكومة والميليشيات الشيعية, فمنذ الغزو بقيادة الولايات المتحدة في عام 2003، تعرضت كرادة Karada إلى هجمات إنتحارية لا حصر لها، إستخدم فيها عبوات ناسفة تم وضعها على جانبي الطريق وحتى القصف بالصواريخ, ولكن الإنفجار الاخير أحدث هزة عنيفة في الحي الذي يطلب من الميليشيات الشيعية توفير الحماية, وقال حيدر هادي البالغ من العمر 26 عاماً والذي يعمل داخل متجر لبيع الملابس النسائية بأن الهجوم الأخير كان مختلفاً، بعد مقتل العديد من السكان الذين ضاق بهم الحال من تردي الأوضاع الأمنية.

وتسعي الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، والذين يطلقون على أنفسهم حماة العراق الأقوى ضد المتطرفين إلى تحقيق التقدم وكسب نفوذ في المنطقة, وهو جزء أكبر من الصراع على السلطة بينها وبين رئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي حاول الحد من دور الميليشيات, وبعد ساعاتٍ من التفجير، عقد العبادي زيارة إلى الكرادة Karradah إستقبله السكان خلالها بتوجيه الإهانات إليه والإشارة إلى مزاعم الفساد الحكومي المُستشري, مما دفعه إلى الهروب بعيداً برفقة موكبه الذي تعرض للإعتداء من قبل البعض الذين قاموا بإلقاء زجاجات المياه والحجارة والاحذية, فيما تحافظ الميليشيات الشيعية في الوقت ذاته على التواجد اليومي في موقع تفجير الكرادة، الذي تحول فيه المركز التجاري المستهدف إلى ضريح مؤقت لجذب الآلاف من الزائرين كل يوم إحياءً لذكرى الضحايا، وتعبيراً عن الغضب من فشل الحكومة في حماية المواطنين من تنظيم داعش.

وأعرب ماجد تومة Toamah البالغ من العمر 40 عاماً، وهو صاحب محل تجاري، وأحد الناجين من التفجير المروع عن خيبة أمله في إمكانية عودة الكرادة إلى ما كانت عليه قبل وقوع الإعتداء الإرهابي, وأصيب تومة Toamah بكسر في ساقيه بعد قيامه بالقفز من على إرتفاع 20 مترًا ( 66 قدم ) إلى الشارع للهروب من النيران