عدن - صوت الامارات
نفَّذ انتحاري عصر اليوم الاثنين، هجومًا بسيارة مفخخة استهدف المجمَّع الحكومي في محافظة لحج جنوبي اليمن، ما أدى إلى مقتل ستة على الأقل من بينهم المهاجم، فضلاً عن سقوط عدد كبير من الجرحى. وقالت مصادر أمنية إن سيارة مفخخة انفجرت بين ديوان المحافظة ومكتب الزراعة، ما أدى إلى مقتل أفراد الحراسة الذين كانوا يقفون عند البوابة ومقتل الإنتحاري الذي كان يقود السيارة.
وحسب المصادر ذاتها، فقد أعقب الإنفجار هجوم مسلحين مجهولين على المجمع واقتحموا المبنى واشتبكوا مع الجنود الموجودين، وانتهت الإشتبكات بمقتل أفراد من المهاجمين، وانسحب الباقون إلى شوارع وأزقة مدينة الحوطة القريبة من المجمع.
وأوضح بيان لقوات الامن والحزام الامني في لحج قبل قليل، أن العملية الإنتحارية نفذها إرهابي يعتقد أنه من تنظيم "القاعدة" يقود حافلة صغيرة من نوع "تويوتا هياس" مفخخة.
واكد المكتب الاعلامي لادارة امن لحج، أن الباص المفخخ انفجر عند البوابة الخارجية للمقر على الخط العام، تلته اشتباكات قوية، افشلت خلاله قوات الامن عملية هجوم من قبل الارهابيين. وأعلن ان الامور تحت السيطرة الان، وان قوات الامن تمكنت من احباط الهجوم الارهابي بنجاح.
وسقط كحصيلة اولية حتى الان، وان نحو 6 قتلى سقطوا من الامن وكذا المهاجمين الارهابيين الذين نفذوا الهجوم مرتدين الزي العسكري، في حين أن هناك عددًا من الجرحى من الجنود نقلوا الى مستشفى "ابن خلدون" للعلاج.
وتشهد مزراع الحوطة في هذه الاثناء عمليات مطاردة من قبل الامن، لمن تبقى من العناصر الارهابية، في ظل انتشار امني واسع.
وفي محافظة الضالع، قتل عنصر حوثي وجرح ثلاثة 3 آخرون كانوا بجواره اليوم الإثنين، في قصف مدفعي لقوات الجيش اليمني في اللواء 82 مدفعية في مريس، شمال محافظة الضالع، جنوب اليمن. وقالت مصادر ميدانية إن القيادي الحوثي ويدعى "أبو مرتضى" من محافظة ذمار قتل بقذيفة أطلقتها قوات الجيش .
وأعلن المتحدث الرسمي باسم الجيش اليمني، العميد الركن عبده عبد الله مجلي، أن قوات الجيش باتت على مشارف مدينة الخوخة، أولى مدن محافظة الحديدة، وذلك بعد التطورات العسكرية الكبيرة التي شهدتها جبهة الساحل الغربي. وأكد مجلي، أن قوات الجيش تحقق انتصارات في جميع جبهات القتال، وأنها تقترب يوماً بعد يوم من العاصمة صنعاء.
وتابع: "بالنسبة لخطة تحرير الحديدة، يتجه الجيش لإغلاق المنافذ البحرية بوجه الميلشيات الانقلابية التي تتلقى منها الآلات القاتلة والمميتة التي تصدرها إيران للميليشيات، كما أنه يجب تحرير ميناءي الحديدة والصليف لاستكمال قطع الشرايين الإيرانية التي تمد تلك الميليشيات الانقلابية".
وشدَّد على أن الجيش الوطني "أصبح اليوم أكثر قوة وصلابة وأكثر قدرة على أداء واجباته ومهامه للسيطرة على الأرض وتحرير المدن والمحافظات المتبقية التي لا تزال تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية، حيث إن قوات الجيش ، تحولت اليوم من العمليات الدفاعية إلى الهجومية، ومن العمليات التخطيطية إلى التكتيكية".
واليوم الاثنين، مّن رئيس أركان الجيش اليمني اللواء محمد علي المقدشي، قرار دول التحالف العربي في التدخل العسكري في اليمن والوقوف في صف الشرعية اليمنية ضد الانقلاب ممثلا بجماعة "الحوثي وقوات صالح". وأكد رئيس اركان الجيش اليمني، أن التحالف العربي حقق الكثير من الأهداف الى جانب الحكومة اليمنية، وقريبا سيكون الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة في العاصمة صنعاء.
وقال المقدشي لصحيفة "المدينة": إن "عاصفة الحزم مثلت لحظة فارقة في تاريخ الأمة العربية ووضعت حدا صارما للتمدد الإيراني وعززت حماية الأمن القومي العربي". وأضاف أن " تدخل التحالف العربي كاستجابة لطلب القيادة الشرعية أعاد الامل لليمنيين ومنحهم سندا قويا في مواجهة وهزيمة الانقلاب المسنود من ايران ويستهدف المنطقة بكاملها.
وأكد رئيس الاركان العامة للجيش اليمني، ان التحالف العربي اسهم من خلال عمليتي "الحزم والامل" في مساعدة الجمهورية اليمنية في إعادة بناء الجيش الوطني على أسس وطنية علمية وراسخة وهو ما سيمثل الضمان لانتصار الشرعية اليمنية والحفاظ على أمن اليمن وعلاقاته الاخوية مع محيطه الاقليمي العربي.
وأشار الى ان الخطر الايراني يتهدد المنطقة برمتها وكل يوم يتكشف الدور الايراني المتحكم بمليشيا الحوثي واعوانها ولكن الهزيمة المحتومة لهذه الاذرع الخبيثة باتت وشيكة. وبيّن المقدشى أن اليمن سيظل جزءًا فاعلا في محيطه العربي والاقليمي وسيتم دحر الاذرع الايرانية الانقلابية بفضل صحوة الشعب اليمني وادراكه خطر المدّ الفارسي .
وفي واشنطن، تبحث وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" زيادة الدعم للتحالف العربي في اليمن، ما يشير إلى احتمالية توسيع واشنطن لدورها العسكري في مواجهة الحوثيين.
وأفاد عدة مسؤولين في وزارة الدفاع لمجلة "فورين بوليسي" الأميركية أن احتمال زيادة المساعدات الأميركية للتحالف في اليمن تجري مناقشته بينما تدرس الإدارة استراتيجياتها الأوسع في المنطقة، بما في ذلك البحث عن طرق لمكافحة إيران وهزيمة ميليشيات "داعش" من جهة أخرى.
ويرى البنتاغون أن زيادة الدعم للتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية، يعد وسيلة لإضعاف نفوذ إيران في اليمن، فضلًا عن دعم العلاقات مع حليف الولايات المتحدة الذي شعر بالإهمال في ظل الإدارة السابقة. وقال أحد مستشاري وزارة الدفاع الأميركية إنه "لا يزال أمام إدارة ترامب اتخاذ قرار نهائي حيال الأزمة اليمنية"، فيما يخوض المسؤولون في وزارة الدفاع نقاشات حول القضية مع البيت الأبيض مع رؤية بعض كبار مساعدي ترامب أنه من الأفضل مواجهة إيران في أماكن أخرى.
ويرجح أن تشمل الزيادة المحتملة في الدعم الأميركي بعض العناصر الرئيسية، كالمضي قدمًا في عمليات شحن الأسلحة المتوقفة إلى الحكومة السعودية، واستخدام الطائرات بدون طيار للمساعدة في جمع المعلومات الاستخباراتية من أجل شن ضربات على الحوثيين، والمساعدة في التخطيط لاستعادة السيطرة على مدينة الحُديدة الاستراتيجية الحرجة الواقعة على البحر الأحمر من قوات الحوثيين، ما سيسمح بتدفق الإمدادات الإنسانية لليمن المهدد بالمجاعة. وقال المسؤول في وزارة الدفاع الأميركية: "نحن مهتمون ببناء قدرات السعوديين للعمل في اليمن وأماكن أخرى".