دمشق ـ نور خوّام
أكد مصدر عسكري سوري رفيع المستوى، أن الولايات المتحدة قرَّرت عدم المشاركة في عملية تحرير مدينة الرقة السورية، وأنها بدلا من ذلك، تخطط لاقتحام مدينة الموصل عاصمة "داعش" في العراق. وقال المصدر لصحيفة "إيزفيستيا" إن "إدارة أوباما بحاجة إلى انتصار دولي بأي ثمن".
وأضاف أن "واشنطن قررت بموازاة ذلك تركيز قواتها حول مدينة الموصل، مع أن البيت الأبيض كان افترض سابقا أنه من الممكن استعادة المدينتين بيد غيرها لاستعراض "انتصاره" أمام العالم قبل الانتخابات الرئاسية.
ولكن التحذير التركي من استخدام أكراد سورية في اقتحام المدينة، أجبر واشنطن على التخلي عن أحد هدفيها. غير أن الولايات المتحدة، وحسب المصدر السوري نفسه، تريد تحقيق انتصار دعائي بأي ثمن قبل الانتخابات الرئاسية، لأن أوباما وحزبه "الديمقراطي" بحاجة إلى تحقيق أي نتيجة من أجل دعم مرشحتهم هيلاري كلينتون.
كذلك نقلت "إيزفيستيا" عن مصدر عسكري عراقي رفيع المستوى قوله إن "القوات الأميركية تستعد لاقتحام الموصل".
وأضاف أن الولايات المتحدة طلبت من العراق إطلاق عملية تحرير الموصل في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ولكن العملية الهجومية غير جاهزة لعدم تمكن القوات العراقية من تركيز قواتها اللازمة للهجوم على المدينة، فيما ازداد وجود الأميركيين العسكري في العراق بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، كما ازداد نشاطهم.
وهناك من قدم من سورية، وقد بلغ عدد العسكريين الأميركيين في العراق ثمانية آلاف عسكري.
من جانبه، قال الرئيس السابق للاستخبارات الإسرائيلية "ناتيف" يعقوب كيدمي لـ "إيزفيستيا" إنه على الرغم من إعلان الولايات المتحدة بالكلمات عن نيتها استعادة الرقة والموصل، فإنه ليس لديها الإمكانيات اللازمة لذلك.
وأضاف أن استعادة الرقة يحتاج إلى قوة عسكرية كبيرة، وأن أكراد سورية هم الوحيدون القادرون على ذلك. بيد أن الولايات المتحدة لن تتمكن من استخدامهم، لأن تركيا تعارض ذلك بشدة. لذلك، فإن الولايات المتحدة لن تتمكن من استعادة الرقة. وستكون مضطرة إما إلى أن تفسد علاقاتها مع تركيا، أو أن تنسى هدفها في سورية.
وحسب قول كيدمي ، فإن الوضع في العراق مختلف، حيث يمكن للأميركيين اللعب واستعراض قوتهم أمام العالم.
ويستطيعون الاستفادة من العلاقات الطيبة بين تركيا وأكراد العراق، مما يساعد في تسهيل عملية الموصل. ومع ذلك عليها الأخذ بالاعتبار أن الجيش العراقي ليس جاهزا للهجوم على المدينة.
وأضاف كيدمي أن "ضحايا كبيرة ستسقط خلال عملية استعادة الموصل، وستحدث كارثة إنسانية جديدة".
ومع استمرار الأطراف الدولية في الوقوف موقف المتفرج على المجازر اليومية التي ترتكب بحق أبناء الشعب السوري، مع مواصلة الطائرات الروسية وطائرات جيش الرئيس بشار بشار الأسد الحربية والمروحية، تنفيذ هذه المجازر، موقعة المزيد من الضحايا في صفوف المواطنين السوريين، بصواريخها الارتجاجية وقذائف مدافعها في أحياء حلب الشرقية ومناطق في ريف مدينة حلب، إضافة الى سقوط القذائف التي تطلقها الفصائل على القسم الغربي الخاضع لسيطرة القوات النظامية في المدينة.
وقد وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل وإصابة مئات المدنيين السوريين، منذ انهيار الهدنة الروسية الأميركية ، وحتى اليوم الاربعاء في 5 شهر تشرين الاول / أكتوبر الجاري، استشهاد 456 بينهم 83 طفلاً و33 إمرأة.
وأعلن المرصد عن مقتل 302 من المدنيين بينهم 57 طفلاً و16 إمرأة، جراء غارات للطائرات الحربية الروسية وطائرات النظام المروحية والحربية، على الأحياء الشرقية في مدينة حلب، من ضمنهم 37 شخصاً جرى توثيقهم خلال القصف المتجدد في الأيام السابقة بينهم 4 أطفال و13 شخصاً مجهولي الهوية حتى الآن، كما أسفرت الضربات هذه عن سقوط مئات الجرحى، لا يزال بعضهم بحالات خطرة، فيما أصيب بعضهم الآخر بإعاقات دائمة.
كما وثق المرصد 14 مواطناً بينهم طفلان استشهدوا في قصف مدفعي لقوات النظام على مناطق في حي المعادي ومحيطه وسيف الدولة والصاخور والهلك ومناطق أخرى في القسم الشرقي من مدينة حلب.
كذلك وثق المرصد 112 قتيلاً من ضمنهم 19 طفلاً و9 مواطنات، قتلتهم الغارات الجوية للطائرات الحربية التابعة للنظام والروسية على أرياف حلب الشرقية والشمالية والغربية والجنوبية، كما خلفت هذه الضربات عشرات الجرحى، الذين لا يزال بعضهم يعاني من جراحه الخطرة، فيما أصيب آخرون إصابات بليغة وبإعاقات دائمة.
وكما أسفر تصاعد العمليات العسكرية عن مقتل 27 شخصًا بينهم 5 أطفال و8 مواطنات جراء سقوط قذائف أطلقتها الفصائل على مناطق سيطرة قوات النظام في أحياء حلب الغربية.
وقتل أيضًا شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة في حي الهلك في مدينة حلب استشهد إثر إصابته برصاص قناص وحدات حماية الشعب الكردي.
وأسفرت الضربات الجوية لطائرات النظام والطائرات الروسية، وقصف القوات النظامية على أحياء حلب الشرقية، وسقوط القذائف على الأحياء الغربية من المدينة، عن إصابة نحو 1100 مواطن بجراح متفاوتة الخطورة، بعضهم لا يزال يعاني من جراح خطرة، وسط تناقص القدرات الطبية على إنقاذ حالات حرجة، ونقص في المواد الطبية والمعدات اللازمة، بالإضافة لإنعدام اختصاصات طبية في أحياء حلب الشرقية.
وإزاء ذلك، دعا المرصد السوري لحقوق الإنسان، مجلس الأمن الدولي والأطراف الفاعلة إلى الضغط على روسيا والنظام لوقف قتلهما لأبناء الشعب السوري، و تعهد بمواصلة توثيق ورصد ونشر كافة الانتهاكات وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي تنفذ بحق أبناء الشعب السوري من قبل كافة الأطراف، لتقديمها إلى المحاكم الدولية المختصة التي طالب بتشكيلها.
وقد ارتفع إلى 19 على الأقل بينهم 3 أطفال دون سن الـ 18، عدد القتلى الذين قضوا في مجزرة نفذتها طائرات حربية يعتقد أنها تركية، في قرية "ثلثانة" التي يقطنها مواطنون أكراد، والواقعة على بعد نحو 16 كيلومتراً شمال غرب مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي، ولا يزال عدد القتلى قابلاً للارتفاع، لوجود معلومات عن شهداء آخرين ووجود جرحى بحالات خطرة.
ونفذت طائرات حربية صباح اليوم عدة غارات على أماكن في منطقة عين التل وحي بعيدين بمدينة حلب، وأماكن أخرى في العويجة والجندول شمال حلب والراشدين غرب حلب، وسط تجدد الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها ولواء القدس الفلسطيني من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في الأطراف الشمالية للأحياء الشرقية من مدينة حلب، وسط تقدم للقوات النظامية في المنطقة وسيطرتها على نقاط فيها، بينما سقطت عدة قذائف صاروخية أطلقتها الفصائل على مناطق في أحياء المحافظة والموكامبو ومحيط مشفى الجامعة في مدينة حلب، في حين تشهد بلدة تركمان البارح بريف حلب الشمالي الشرقي، عمليات كر وفر بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف، وتنظيم "داعش" من طرف آخر، وسط تبادل السيطرة بين الفصائل والتنظيم، فيما وردت معلومات عن استشهاد 4 فتيات في قرية الدادات في ريف مدينة منبج جراء انفجار لغم زرعه التنظيم بوقت سابق قبل طرده من القرية، أيضاً استهدفت طائرات حربية مناطق في قرية باتبو وتل نواز بريف حلب الغربي، ما أسفر عن استشهاد مواطنة وسقوط جرحى، كذلك قصفت "القوات التركية" مناطق سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" في مزرعة العلا وقرية قبطان بريف حلب الشمالي وسط اشتباكات في المنطقة بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف، عناصر التنظيم من طرف آخر، في محاولة من الفصائل التقدم في المنطقة.
وفي محافظة اللاذقية، تدور اشتباكات عنيفة في محور التفاحية في جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف، والقوات النظامية والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، وسط استمرار القصف الصاروخي المكثف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباك ومناطق أخرى في جبل الأكراد.
أما في محافظة حماة، فتواصل الفصائل المقاتلة والإسلامية قصفها المكثف لتمركزات قوات النظام في قرى الجبين وشيلوط وتل ملح بريف حماة الشمالي الغربي، وسط قصف مكثف من قبل طائرات الحربية لمحيط المناطق آنفة الذكر، تترافق مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جانب آخر إثر هجوم موسع للأخير على مواقع لقوات النظام، فيما يشهد ريف حماة الشمالي الشرقي استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، وتنظيم جند الأقصى والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جانب آخر، حيث تتركز المعارك في محور الشعيثة وسط عمليات كر وفر بين الطرفين مترافقة مع قصف متبادل وقصف جوي على مناطق الاشتباك، أيضاً سقطت قذائف صاروخية على مناطق في قرية الصفصافة بريف حماة الغربي، بينما استهدفت الفصائل بعدة صواريخ أماكن في منطقة مطار حماة العسكري، دون معلومات عن الخسائر البشرية إلى الآن.
واستهدفت قوات حرس الحدود التركية ليل أمس بالرشاشات الثقيلة مناطق في قرية تل كيف الواقعة شرق مدينة عامودا، ولا معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة، في حين قتل 5 مواطنين بينهم سيدة وطفل، وأصيب 13 آخرون على الأقل، جراء غارتين للطائرات الحربية على مناطق في مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية، وعدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة، كما سقطت قذائف على مناطق في ضاحية الأسد التي تسيطر عليها قوات النظام قرب مدينة حرستا، دون معلومات عن خسائر بشرية، فيما جددت قوات النظام قصفها لمناطق في محور العيون ببلدة الهامة في ضواحي العاصمة، دون أن ترد معلومات عن إصابات، في حين تجددت الاشتباكات في محور الديرخبية، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وجبهة فتح الشام والفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر، وسط قصف من قبل قوات النظام يستهدف مواقع الاشتباك، بينما استشهد شخص متأثراً بجراح أصيب بها جراء استهداف قوات النظام لحافلة ركاب على طريق زاكية - المقيليبة بالغوطة الغربية منذ أيام.
وفي محافظة درعا أخيرًا، قصفت قوات النظام صباح اليوم مناطق في بلدات الحراك والمسيفرة والكرك ورخم بريف درعا الشرقي، دون معلومات عن خسائر بشرية.