قوات التحالف العربي

أكدت مصادر أمنية وإعلامية أن قوات التحالف العربي أعدت العدة لبدء عملية "عاصفة الحزم2" لانهاء تسلط الميليشات "الانقلابية الحوثية" على  العاصمة صنعاء وبسطة نفوذ السلطة الشرعية فيها، بينما يواصل فريق "الحوثي وصالح" تعطيل المشاورات الجارية في الكويت للتوصل الى حل سياسي للأزمة اليمنية انطلاقًا من البنود الخمسة المتفق عليها في القرارات الدولية.
الا أن المصادر ذاتها لم تحدد موعدًا لبدء هذه العملية التي باتت متوقعة في أقرب وقت اذا بقيت أجواء مفاوضات الكويت على حالها. وأكدت مصادر عسكرية مسؤولة ، أن قوات الشرعية، الممثلة في الجيش الوطني والمقاومة، أرجأت تنفيذ خطة تحرير العاصمة صنعاء وتحديد ساعة الصفر، بناء على توجيهات عليا ولإتاحة الفرصة للتوصل للحل السياسي عبر مفاوضات الكويت المنعقدة حالياً، بينما هدد الحوثيون بما أسموه الترتيب للعملية السياسية في حال فشلِ المشاورات.
 
وأشارت المصادر لصحيفة "الخليج الاماراتية" إلى أن خيار تحرير العاصمة باستخدام القوة العسكرية سيتم اللجوء إليه في حال فشل المفاوضات في فرض الحل السياسي كخيار أقل كلفة، وهو ما يتسق مع ما قاله المتحدث باسم قوات التحالف العربي العميد ركن أحمد عسيري، من أن هناك تحديات كبيرة وفجوة بين الطرفين المتحاورين في الكويت، وأن الأزمة اليمنية باتت على مفترق طرق، إمّا السير باتجاه السلام وإما العودة إلى المربع الأول.
 
وأعلنت قوات الشرعية في اليمن شنَّ أضخم حملة أمنية على مناطق ساحل حضرموت، لاقتلاع جذور الإرهاب بعد حادثة استهداف رجال الجيش، في ميناء المكلا والتي أسفرت عن مقتل عشرة جنود وإصابة آخرين على يد الجماعات الإرهابية التي تم اعتقال 250 من عناصرها منذ استعادة المكلا.
وتأتي الحملة التي تقودها قيادة المنطقة العسكرية الثانية بعد عمليات مكثفة قامت بها قيادة الجيش والتحالف العربي في مناطق ساحل حضرموت وبروز تحديات جديدة تتمثل في اعتماد الإرهابيين تكتيكات إجرامية مثل التخفي بملابس النساء في مجتمع محافظ.
وأشارت تحريات الأجهزة الأمنية إلى وجود العديد من الخلايا الإرهابية والجماعات المتطرفة يتحركون في الخفاء في أرياف المكلا ولم يتم القبض عليهم، حيث أشارت الأجهزة الأمنية إلى أن هذه الخلايا انتقلت في خططها من الاستيلاء على المناطق وإدارتها إلى تنفيذ عمليات إرهابية لإيقاع خسائر في قوات الشرعية وإرهاب السكان.
ووجهت قيادة المنطقة العسكرية الثانية نداء إلى السكان بضرورة التكاتف مع رجال الأمن والإبلاغ عن أي تحركات إرهابية. وأعلن ضابط كبير، الجمعة، أن القوات اليمنية اعتقلت نحو 250 "عنصرا في القاعدة" منذ استعادتها مدينة المكلا في جنوب شرق اليمن في 24 نيسان/ابريل والتي كان يسيطر عليها التنظيم المتطرف.
 
وقال اللواء فرج سالمين البحسني، قائد المنطقة العسكرية الثانية التي تشمل المكلا، كبرى مدن محافظة حضرموت، لوكالة فرانس برس "اعتقلنا منذ بدء عملياتنا نحو 250 عنصرا في القاعدة بينهم قياديون كبار".
وأضاف أن "أحد هؤلاء القياديين، محمد صالح الغرابي المعروف بأمير الشحر اعتقل الخميس" في هذه المدينة التي تبعد 60 كلم شرق المكلا. وأوضح سالمين أن الاعتقالات تمت في المكلا وأنحائها.
وفي مديرية خمر الحدودية ، أطلقت مليشيا "الحوثي وصالح"، مساء الجمعة، صاروخا بالستيا باتجاه المملكة العربية السعودية. وقال سكان محليون، إنه تم إطلاق صاروخ نوع "قاهر1"، باتجاه السعودية، ردا على ما وصفها بخروقات وغارات طيران التحالف.
وأفادت مصادر محلية، بأن المليشيا، أطلقت صاروخا بالستيا من منطقة غولة عجيب، بمديرية خمر، التابعة لمحافظة عمران، شمال العاصمة صنعاء.
وفي الكويت رفعت جلسة المشاورات المسائية أمس بين وفد الحكومة اليمنية الشرعية ووفد "الحوثي وصالح"  دون احراز أي تقدم في ظل تمسك الفريق "الانقلابي" بمطلب تشكيل سلطة تنفيذية جديدة.
 
وأكد رئيس وفد "الحوثيين" محمد عبد السلام المشارك في مفاوضات الكويت أنه لا بد من سلطة توافقية، ومن يدعي أنه حكومة هو طرف في الصراع. وقال في جلسة المشاورات المشتركة بحضور المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ “عندما نتحدث عن التوافق نتحدث عن الرئاسة والحكومة”.
 
وكرر عبد السلام التأكيد على التزامن، وأن ما يتم الاتفاق عليه في اللجنة السياسية ينعكس على اللجنة العسكرية والأمنية. وفي ما يخص ملف الأسرى، لفت إلى أن الطرف الآخر يقول إنه ليس لديه معلومات عن الأسرى والمعتقلين والمفقودين، مطالباً وفد الرياض بكشوفات عن الموجودين لديهم، وأيضاً بكشوفات واضحة عن أسماء الأسرى اليمنيين الذين تم بيعهم إلى الخارج، في
 
من جانبه، قال الوسيط الأممي اسماعيل ولد الشيخ إن "تشكيل حكومة يمنية جديدة مسألة مفروغ منها، الأمر الذي أثار حفيظة وانزعاج الوفد الحكومي"، لافتاً الى أن "الاختلاف حول زمن وآلية تشكيلها ما يزال قائماً، “هل قبل تسليم السلاح أم بعده".
 
وصرح المبعوث الأممي  بأن الوضع الإنساني والاقتصادي في اليمن "لم يعد يحتمل إطالة أمد الوضع الحالي"، وقال ولد الشيخ:"يجب أن تبني الأطراف على هذا الدعم الدولي غير المسبوق للحل السلمي وأن تتوصل لتفاهم حقيقي".
 
وأوضح مكتب المبعوث الخاص في بيان إن لجان العمل الثلاث في مشاورات السلام اليمنية (السياسية، الأمنية الأسرى والمعتقلين) عقدت اجتماعات صباحية ومسائية الخميس "لمواصلة النقاش حول المبادئ والآليات."
 
وفي ما يتعلق باللجنة السياسية "بدأ المبعوث الخاص، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في طرح بعض الأفكار لتقريب وجهات النظر دار حولها النقاش وأبدى الطرفان الاهتمام بها." وفقا للبيان الذي أضاف أن الأطراف "شددت على الحاجة للخروج بخارطة طريق واضحة ومزمنة."
 
أما في اللجنة الأمنية "قدم خبير من الأمم المتحدة عرضاً موجزاً وعاماً للخطوات والتراتبية في تنفيذ الترتيبات الامنية بناء على تجارب دول أخرى في هذا المجال، وأعقب العرض نقاش عن بعض العناصر التي احتواها."
 
وشرع الأعضاء في لجنة الأسرى والمعتقلين "في نقاش مقترحات على المدى القصير والطويل للإفراج عن الأسرى والمعتقلين بما في ذلك ملامح آلية التنفيذ، وشددت اللجنة على أهمية القضية باعتبارها إجراءاً لبناء الثقة وداعمة لمسار السلام.هذا وقد أكدت الأطراف على الحاجة للتوصل إلى حل دائم وقابل للتحقيق يكون مقبولاً للطرفين ويتماشى مع المرجعيات المتفق عليها."
 
من جهتها، تحدثت مندوبة الأمم المتحدة في لجنة الاسرى عن نقاش بناء وإيجابي، موضحة الاتفاق على مبادئ منها إطلاق سراح الجميع على أن يتم جدولة ذلك على دفعات، ومنها تبادل 50 في المئة من الاسرى والمعتقلين قبل شهر رمضان المقبل على أن يسبق ذلك تشكيل لجنة إجرائية لمتابعة التنفيذ تضم خبراء من الطرفين مع تحديد آلية تنفيذية لذلك.