الشيخ الدكتور سلطان القاسمي والشيخة حور بنت سلطان القاسمي خلال افتتاحه مشروع "الغرفة الماطرة"

افتتح الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة اليوم الأحد، بحضور الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون مشروع "الغرفة الماطرة" الدائم والواقع في منطقة المجرة بالقرب من كورنيش الشارقة.

وتعد الغرفة الماطرة من المشاريع الفنية ذائعة الصيت المصممة من قبل استوديو "راندوم إنترناشيونال" والذي تستضيفه مؤسسة الشارقة للفنون وبشكل دائم للمرة الأولى في إمارة الشارقة ومنطقة الشرق الأوسط.

ويتكون المشروع من مبنى يضم غرفة رئيسة تهطل فيها الأمطار بشكل مستمر وتتوقف حيثما يخطو الزائر داخلها وهو صديق للبيئة كونه يستخدم كمية قليلة من المياه المعالجة بشكل مستمر في الغرفة التي تم تجهيزها بفلاتر ذاتية التنظيف حرصا على عدم إهدار المياه.

وقام حاكم الشارقة ترافقه الشيخة حور بنت سلطان القاسمي بجانب عدد من القائمين على المشروع بجولة في المبنى تعرف على محتوياته وعلى ميكانيكية عمل الغرفة الماطرة بعدها أجرى سموه تجربة للعمل الفني من خلال السير تحت المطر.

وأقيم المبنى على مساحة 1460 مترا مربعا ويتسم بالبساطة في التصميم حيث يضم ثلاث واجهات زجاجية تمكن المارة في شارع العروبة ومنطقة المجرة من رؤية الأمطار والجزء العلوي من المبنى الذي يتلألأ ليلا .. بينما صممت الواجهة الرابعة من الخرسانة المكشوفة.

وتولد العلاقة الطردية بين وجود الكيان البشري ومنع تساقط المطر جوا فريدا لهذا العمل الفني الذي يستكشف كيفية توطيد العلاقات الإنسانية مع بعضها ومع الطبيعة بشكل متصاعد من خلال التكنولوجيا، ويدعو هذا العمل الزوار إلى استكشاف الدور الذي يمكن أن يلعبه العلم والتكنولوجيا والإبداع البشري في تحقيق الاستقرار في بيئتنا وباستخدام التكنولوجيا الرقمية تنتج غرفة المطر تساقط أمطار متقن بعناية وتشجع الناس في الوقت نفسه على أن يصبحوا فناني الأداء في مرحلة غير متوقعة ويهيئوا جوا حميما من التأمل.
وقالت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون تعليقا على استضافة هذا العمل الفني "إنه في عام 2012 دعاني الفنانان فلوريان أورتكراس وهانس كوتش من راندوم أنترناشونال لزيارة الغرفة الماطرة، دفعتني مشاهدة كيفية استجابة الجمهور وتفاعله مع العمل إلى التفكير في التأثير الذي يمكن أن يخلفه هذا النمط من المشاريع في الشارقة ومنذ ذلك الوقت بدأنا بالتخطيط لإقامة هذه الغرفة في الشارقة".
وأضافت الشيخة حور "رضنا على مدى سنوات عددا من الأعمال التركيبية الكبرى سواء عبر دورات بينالي الشارقة المتعاقبة أو برنامجنا المنتظم الخاص بالمعارض لكن هذا أول مشروع دائم من سلسلة مشاريع قيد التخطيط لها أن تتواجد في مواقع مختلفة من الإمارة ".
وأعرب مؤسسا استديو "راندوم ناشونال" هانس كوش وفلوريان أورتكراس عن سعادتهما بأن تتخذ المؤسسة للغرفة الماطرة مكانا دائما في الشارقة وذلك يتناغم مع ما تمثله مؤسسة الشارقة للفنون بوصفها مؤسسة متميزة في نهجها الفني حيث تتسم بالحيوية في إنتاج المعارض وهي على علاقة مميزة مع شريحة واسعة من الجمهور، مشيرين إلى أنها تجربة فنية استثنائية تتيح للمشاهد التفاعل مع الطاقات الأولية والعناصر الأصيلة في الأعمال الفنية التي تعرضها.
وتعد منطقة المجرة التي أقيم فيها المشروع الفني - الغرفة الماطرة - واحدة من المناطق الحيوية في الإمارة نظرا لاحتوائها على العديد من المحال التجارية ويدمج المشروع بين الطابع المتميز للمنطقة الحضرية المجاورة وآثارها المادية مع التصميم الداخلي وذلك بهدف دعوة الناس إلى دخول الردهة.
وتعتزم مؤسسة الشارقة للفنون العمل على تجديد حديقة المجرة الطالة على المشروع في إطار مشاريعها التطويرية ومن المقرر الانتهاء من تجديدها مع بداية عام 2019.

ويذكر أن المناقشات بين مؤسسة الشارقة للفنون وراندوم إنترناشونال حول إنشاء الغرفة الماطرة في الشارقة بدأت منذ عام 2012 وقد سبق وأن عرضت الغرفة في ذا كيرف وباربيكان ولندن 2012 ومتحف الفن الحديث في نيويورك 2013 ومتحف يوز في شنغهاي2015 ومتحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون 2015 - 2016 .

وتعد الغرفة الماطرة جزءا من مقتنيات مؤسسة ماكسين وستيوارت فرانكيل للفنون ومؤسسة يوز ومتحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون.

وحضر افتتاح مشروع الغرفة الماطرة، الشيخة نوار بنت أحمد القاسمي مدير التطوير في مؤسسة الشارقة للفنون وسعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة وسعادة محمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة وهانس كوش و فلوريان أورتكراس مؤسسا استديو راندوم ناشونال.