دمشق - نور خوام
أعلن تنظيم "داعش" مقتل أحد أبناء زعيمه أبوبكر البغدادي، في هجوم شنّه مناصرون آخرون في محافظة حمص وسط سوريا، حسب ما أفادت وكالة أعماق الناطقة باسم التنظيم مساء الثلاثاء.
و"زفّ" التنظيم مقتل حذيفة البدري ببيان حمل عنوان "قوافل الشهداء" نشر عبر تطبيق "تليغرام" نقلا عمّا يسميها التنظيم "ولاية حمص"، كما نشر صورة للفتى حذيفة مرتديا الزي الأفغاني وحاملا بندقية كلاشنيكوف، إلا أن تلك الصورة حملت العديد من التساؤلات بشأن كيفية مقتله، لا سيما أنه بدا مجرد مراهق يحمل رشاشا.
وجاء في بيان النعي أن "نجل الخليفة أبوبكر البغدادي قتل منغمسا في "النصيرية والروس" في المحطة الحرارية بولاية حمص".
وفي مراجعة لخطابات التنظيم على مر أعوام من عملياته المتطرفة، يلاحظ أنه غالبا ما يطلق مصطلح "النصيرية" على الطائفة العلوية التي ينتمي إليها رئيس النظام السوري بشار الأسد، كما أن "انغماسيي" داعش غالبا ما يكونون من المقاتلين المدربين جيدا، والذين هم على استعداد للموت في المعركة.
أما اختلافهم عن الانتحاريين فيكمن في أنهم لا يفجرون أحزمتهم الناسفة في بداية المعركة، بل يشتبكون أولا مع أعدائهم بأسلحة خفيفة أو غيرها، وبعدها يتوغلون، فإما يقتلون في الاشتباكات أو يفجرون ستراتهم وسط المعركة، فهل فعلا سقط ابن البغدادي الذي يبدو في بيان النعي "مراهقا" يافعا في "عملية انغماسية" أم أن التنظيم أراد من خلال الترويج لتلك الطريقة ولتلك الصورة "شحذ" همم مقاتليه مجددا بعد أن بات يلفظ أنفاسه الأخيرة؟
في تحليل لموقع "سايت" الذي يُعنى بمتابعة أخبار التنظيمات المتطرفة، أشار الموقع المتخصص إلى أن التنظيم أراد إدراج بيان النعي هذا ضمن الحملة التي أطلقها تحت مسمى "قافلة الشهداء" من أجل استنهاض مقاتليه والمتعاطفين معه أيضا، كما اعتبر "سايت" أن التنظيم على ما يبدو نجح في "استدرار" تعاطف مناصريه، إذ أشارت العديد من التعليقات "الداعشية الطراز" إلى أن تلك العملية لخير دليل على أن البغدادي بين أهله وفي أرضه، كما اعتبروها "صفعة في وجه كل خبيث خائن".
يذكر أن مقتل أي ابن زعيم إرهابي غالبا ما يستثمر من قبل التنظيمات المتطرفة.
ويذكّر موت ابن البغدادي بموت ابن زعيم طالبان هبة الله أخوندزاده في أفغانستان، فقد فجر عبدالحفيظ، وريث أخوندزاده، نفسه في عملية استهدفت القوات الأفغانية في إقليم هلمند، بحسب ما أفادت صحيفة longwarjournal.
البغدادي يتنقّل برفقة ابنه وصهره
يذكر أن مسؤولا عراقيا كان أكد أن أبوبكر البغدادي الذي أُعلن مقتله مرات عدة، ما زال على الأرجح على قيد الحياة على الأراضي السورية الحدودية مع العراق، وأضاف أن "البغدادي يتنقل في هذه المناطق بالخفاء وليس بموكب، وهو يتنقل برفقة أربعة إلى خمسة أشخاص، بينهم ابنه وصهره، وأبوزيد العراقي، وشخص لا أستطيع الإفصاح عنه".
ويعود آخر خطاب لزعيم "داعش" قبل أسبوعين من سقوط الرقة، المعقل السابق لتنظيمه في سورية، ودعا فيه أنصاره إلى "الصبر والثبات" في وجه "الكفار" المتحالفين ضدهم في سورية والعراق.
والبغدادي الذي رصدت واشنطن 25 مليون دولار لمن يحدد مكانه أو يقتله، ظهر مرة واحدة أمام الكاميرا لدى إعلانه "دولة الخلافة"، ويعتقد بأن البغدادي لديه 4 أطفال من زوجة أولى وابن من زوجة ثانية.