الشارقة – نورما نعمات
أكد الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أن الامم الواثقة المعززة بالعلم لا يمكن المساس بمكانتها بينما يحط الجهل من مكانة الأمم القوية ولو امتلكت كل معدات الكون، وأن الثقافة مشروع عراقة راسخة يتجلى بثقة الأمة بنفسها وفي قدرتها على الإسهام في صناعة مستقبل ويحميها من الجهل والتخبط في الظلمة.
وقال الشيخ سلطان في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح معرض الشارقة للكتاب وإعلان الشارقة عاصمة عالمية للكتاب في العام 2019، "يسعدنا استضافتكم في إمارة الشارقة كل عام أهلا بكم في رحاب المعرفة وحضرة الكتاب وعراقة التاريخ والحضارات التى جاءتنا من صفحات الكتاب من مختلف الدول والثقافات لتحكي لنا عن تاريخ البشرية المشتركة وتقدم تجارب متنوعة فيها منفعة وعبرة لمستقبلنا جميعا ".
وأضاف خلال افتتاحه فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته 38، "منذ 40 عامًا لم تكن الشارقة كما ترونها الان ولم يكن احد يتوقع ان تبني كل هذه الانجازات الثفاقية لكننا كنا نعرف اننا واصلون الى هذه المكانة بفضل الله وبفضل وضوح الرؤية والاصرار على تنفييذها فالثقافة بنت الصبر, كما تعلمت انا شخصيا بالرغم من الصبر الذي يحتاجه مشوار الثقافة الا انه لم يكن مجرد خيال بل السبيل الوحيد الذي يوصلنا الى اهدافنا".
وأوضح "أردنا مجتمعا مستقلا راقيا في اخلاقه وعلاقاته واقتصاد مستدام واعيا وعلما نبني به نهضتنا وهذا لا يتحقق الا بالمعرفة والعلم والكتاب".
وأشار إلى أن اليونسكو اختارت إمارة الشارقة هذا العام عاصمة عالمية للكتاب وهي مكانة لا تأتي الا استحقاقا للجهد والتخطيط والسهر, ونرحب بدولة المكسيك ضيف شرف معرض الشارقة الدولي للكتاب لهذه الدورة.
ولفت إلى أن اليونسكو وضعت ومعها مؤسسات دولية عريقة معاير دقيقة لاختيار عاصمة الكتاب العالمية وهذه المعايير استوفتها الشارقة خلال مشوارها الطويل وها هي مجسدة في كل مشهد في الامارة وفي مكتبة كل بيت وثقافة كل طفل وشاب وشابة وفي خطط كل مؤسسة للمستقبل وفي طموح الاجيال واستقرار المجتمع ورفعته وتقدمه وفي حجم الفعاليات الثقافية على مدار العام ومدى التفاف المواطنين والمقيمين حولها والاقبال عليها بالاضافة الى مدى التزماها بعمقها الاقليمي وقيمتها الانسانية.
وبين أن احد معاييراختيار عاصمة الكتاب عالميا كان يتحدث عن حرية النشر والتعبير وقد جرت العادة ان يسود الاعتقاد ان منتقطتنا تفتقر الى هذه القيم لكن الحقيقة ان الثقافة تحتاج للحرية كي تنمو.
ووصفها بأنها "مثل النبتة إذا وضعت في إناء صغير عليها أن تموت أو تتشوه لكننا منحناها مساحة وفتحنا لها افاق المستقبل وبالمقابل حتى لا تستغل الثقافة للمس في المجتمع ربينا المسؤولية في كل نفس وعززنا انتماء الفرد للمجتمع وغلبنا المصلحة العامة على المصلحة الضيقة وحرصنا على تشجيع تجربتنا الثقافية الخاصة المرتبطة بجدورنا وتراثنا فجاءت الحرية مسؤولة وملتزمة بمصلحة المجتمع ودائما بهدف التنمية والتقدم".
وقال، "هناك تساءل إلى أين تسير الشارقة ماذا بعد, نحن نجيب لم يكن اللقب غايتنا النهائية حتى نتوقف عنده, وسنواصل مشوارنا الثقافي حتى نستعيد للامتنا المكانة التي تليق بتاريخها وتراثها منجزاتها التي ملئت العالم نورا ومعرفة".
وأضح، "منذ عدة سنوات ولا زلنا نعمل على مشروعنا الثقافي في العالم العربي، حيث تنتشر بيوت الشعر في أرجاء والوطن العربي، وفي ملتقى الشارقة للسرد والقصة والرواية وفي أعمال الإبداع العربي للشباب والمسرح ومهرجاناته في كل بلد عربي".
واختتم قائلًا، "أحسست من خلال ذلك العطاء أن أنوار القرن الثامن عشر لا تزال تضيء وأن كتابنا وأدبائنا لا يقل اهمية عن كتاب وأدباء ذلك القرن"، قائلًا، "فلنتحد ونقرر على أن يكون هذا القرن قرن أنوار الأمة العربية لنزيل الظلمات ونرفع راية العقلانية عاليا".