موسكو -ريتا مهنا
انطلقت ظهر اليوم الخميس، أعمال القمة السعودية الروسية في موسكو بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وجرت مراسم الاستقبال في قاعة "أندرييفسكي" بالكرملين، حيث التقى الرئيس الروسي بالملك السعودي وتصافحا، واستمعا إلى النشيدين الوطنيين للبلدين، ومن ثم بدأت المحادثات بينهما بحضور وفدين من الجانبين. وقال خادم الحرمين خلال إننا "نتطلع الى تعزيز العلاقات مع روسيا لخدمة الاستقرار العالمي". وأكد الملك سلمان حرص المملكة على تكثيف الجهود لمحاربة التطرف والإرهاب وتجفيف منابع تمويله. وطالب الملك سلمان بتأسيس مركز أممي لمحاربة الإرهاب.
وتابع الملك سلمان "سنواصل العمل مع روسيا على استقرار أسعار النفط". مشيرا إلى توافق سعودي روسي في كثير من الملفات. وشدد العاهل السعودي على العمل لوقف معاناة الشعب الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية. كما شدد على ضرورة وقف تدخلات إيران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، مؤكدا أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية وفقا للمرجعيات.
وأكد الملك سلمان أهمية الحفاظ على وحدة العراق وسلامة جبهته الداخلية". مشددا على دعم الحل السياسي للأزمة في سورية.
من جانبه، أشاد الرئيس الروسي بالعلاقات التاريخية بين الرياض وموسكو. وقال الرئيس بوتين للملك سلمان "أثق بأن زيارتكم ستعطي زخما كبيرا للعلاقات المشتركة". وأعاد بوتين إلى الأذهان تاريخ العلاقات الثنائية بين موسكو والرياض، مذكرا بأن الاتحاد السوفيتي كان أول دولة اعترفت بالمملكة العربية السعودية في عام 1926.
وكان العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، شهد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين. وتم إطلاق صندوق استثماري مشترك بين السعودية وروسيا بمليار دولار. ووقعت شركة "سايبور" الروسية اتفاقية مع أرامكو السعودية لاستكشاف الفرص بين البلدين.
وتضمنت الاتفاقيات إبرام عقد توريد أنظمة عسكرية بين البلدين، بالإضافة لمذكرة تفاهم لإنشاء منصة سعودية روسية للاستثمار في مجالي الطاقة والتقنية. كما تضمنت الاتفاقايات مذكرة تفاهم خاصة باستثمار صندوق الاستثمارات العامة بقيمة مليار دولار، وشركة "ليدر" للاستثمار بمشروعات للطرق والاستثمارات الخفيفة.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصل ليل أمس الأربعاء إلى موسكو، استجابة لدعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأناب ولي العهد نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في إدارة شؤون البلاد خلال فترة غيابه.
وكشف بيان للديوان الملكي السعودي، أنه استجابة للدعوة المقدمة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، غادر خادم الحرمين الشريفين الأربعاء 14/ 1/ 1439هـ الموافق 4/ 10/ 2017، للقيام بزيارة دولة لروسيا الاتحادية، يلتقي خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعدداً من كبار المسؤولين، لبحث العلاقات الثنائية وتعزيز أوجه التعاون بين البلدين الصديقين، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف البيان أنّه "نظراً لعزمنا -بمشيئة الله- على السفر خارج المملكة هذا اليوم الأربعاء، الرابع عشر من شهر محرم عام 1439هـ حسب تقويم أم القرى، الموافق 4 من شهر أكتوبر عام 2017، فقد أنَبْنا بموجب أمرنا هذا الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد في إدارة شؤون الدولة ورعاية مصالح الشعب خلال فترة غيابنا عن المملكة".
وشهد سوق النفط العام الماضي تقاربا في المواقف بين روسيا والسعودية، أبرز المنتجين للخام في العالم، حيث وقعت موسكو والرياض في سبتمبر/أيلول 2016 على بيان مشترك يقضي باتخاذ إجراءات مشتركة بهدف تحقيق استقرار سوق النفط، التي كانت تعاني من تخمة مفرطة في المعروض.
وأثمر هذا التعاون بتوصل مجموعة دول من منتجي الخام في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إلى توقيع اتفاق فيينا النفطي القاضي بتقليص إنتاج هذه المجموعة بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا. وبفضل هذا الاتفاق صعدت الأسعار بنسبة 16%.