دمشق - صوت الامارات
دوى انفجار وسط مبنى القصر العدلي القديم، في العاصمة السورية، دمشق، ظهر الأربعاء، أدى على وقوع عشرات القتلى والجرحى، وفق معلومات أولية
. وأكدت مصادر أن انتحاريًا حاول دخول مبنى القصر العدلي، قرب سوق الحميدية، وعندما اكتشفه الحراس وحاولوا منعه، قذف بنفسه إلى داخل المبنى، وفجر الحزام الناسف الذي يحمله. وأفادت آخر الأرقام الواردة عن عدد من سقطوا في تفجير القصر العدلي بأنهم بلغوا 25 شخصًا.
ويأتي انفجار قصر العدل بعد أيام قليلة من انفجار مفخختين، استهدفتا زوارًا عراقيين في منطقة باب الصغير، وسط دمشق القديمة، وفق ما أعلنت عنه وزارة الخارجية العراقية، التي أقرت بمقتل 40 من الزوار، وجرح 120 آخرين، قبل أن يرتفع عدد القتلى إلى 74، منهم 43 عراقيًا.
وتبنت "هيئة تحرير الشام" هذا التفجير، معلنة أن الذي نفذه "بطلان من أبطال الإسلام"، وقبلها تبنت الهيئة هجومًا نفذه مجموعة من "الانغماسيين"، في 25 شباط / فبراير، على مقرين للمخابرات في حمص، أسفر عن مقتل 42 من ضباط وعناصر الأمن، في مقدمتهم اللواء حسن دعبول، الرئيس السابق لفرع الموت (فرع 215 مخابرات عسكرية).
وعقب عملية حمص، ظهر أبو محمد الجولاني لأول مرة، بصفته القائد العسكري لـ"هيئة تحرير الشام" ليبارك الهجوم، قائلاً: "من وصل إلى هذه الأهداف (مقار المخابرات وسط حمص) سيصل إلى أبعد منها بإذن الله، وليعلم كل من وقف مع هذا النظام المجرم، واعتدى على أحد من أهل الشام، أن يدنا تصل إليه بعد الزمن أو قصر، وأن هذا العمل ما هو حلقة في سلسلة عمليات تأتي تباعًا بإذن الله".
وعلى صعيد آخر، أكد رئيس وفد الحكومة السورية في اجتماع "أستانا 3"، الدكتور بشار الجعفري، أن هذه الجولة عقدت دون حضور وفد المجموعات المسلحة، لأن تركيا تريد عرقلة مسار أستانا، وهذا ما لم يتم على أرض الواقع، بفضل الجهود الروسية والإيرانية، وجدية وفد الجمهورية العربية السورية.
وقال الجعفري، في مؤتمر صحافي: "بذلنا مع أصدقائنا الروس والإيرانيين جهودًا مكثفة لإنجاح اجتماعات أستانا، والتوصل إلى نتائج مرضية، ولم يتم تقديم أوراق رسمية، بل هناك أفكار تم التعبير عنها حول عدد من القضايا، وناقشنا ورقة واحدة مع الروس حول نزع الألغام من مدينة تدمر، وقدمنا رؤيتنا حول هذه الورقة".
ومن جهته، قال ألكسندر لافرنتييف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى اجتماع "أستانا 3": "وصلنا إلى نتائج مهمة في اجتماعات أستانا، وغياب وفد المعارضة المسلحة لم يكن في صالحها". كما أعلن وزير الخارجية الكازاخستاني، خيرات عبد الرحمانوف، أن اجتماعات أستانا أدت إلى التوصل إلى نتائج محددة لتسوية الأزمة في سورية، وأظهرت بادرة أمل في الوصول إلى حل. وقال عبد الرحمانوف، خلال مؤتمر صحافي: "نختتم اليوم الجولة الثالثة من مباحثات أستانا، وأود أن أشير إلى أن هذه المفاوضات تعتبر جزءًا مهمًا من مباحثات ثلاثية ومتعددة الأطراف، وإنه لشرف كبير لكازاخستان أن تشهد هذا الاجتماع، وكذلك الاجتماع السابق التقني، الذي جرى في شباط / فبراير الماضي".
وأضاف عبد الرحمانوف: "إن الاجتماعات في استانا تعتبر جزءًا لا يتجزأ من عملية جنيف، التي أحيت الأمل من جديد في تسوية الأزمة في سورية، التي يعاني منها الشعب السوري منذ ست سنوات"، مؤكدًا أن المجتمع الدولي يعلق الآمال على عملية أستانا لتسوية الأزمة في سورية، ويثمن بشكل كبير ما تم التوصل إليه من اتفاقات.
ولفت عبد الرحمانوف إلى أنه تم التوصل في أستانا إلى اتفاق لتثبيت اتفاق وقف الأعمال القتالية، ومجموعة مراقبة لرصد الخروقات لهذا الاتفاق، كما تم أيضًا التوصل إلى اتفاق بشأن الوصول إلى معايير خاصة بتبادل المحتجزين لدى الجوانب المختلفة. وقال: "لدينا مهام كثيرة معقدة علينا أن نضطلع بها، ولكن ما تم التوصل إليه إلى الآن يدل بشكل كبير على أن عملية أستانا تعتبر ثمينة، ومهمة للغاية".
وأعلن أنور جاينبيكوف، مسؤول الإعلام في وزارة الخارجية الكازاخستانية، في وقت سابق، أن رؤساء وفود الدول الثلاث الضامنة لعملية أستانا سيجرون، الأربعاء، اجتماعًا في إطار اجتماع "أستانا 3" حول سورية وقال جاينبيكوف، في تصريحات صحافية، إن الاجتماع سيجري بحضور وزير الخارجية، خيرات عبد الرحمانوف. وذكرت وكالة "تاس" الروسية للأنباء أن الوفدين الروسي، برئاسة ألكسندر لافرنتييف، والإيراني، برئاسة حسين جابري أنصاري، مساعد وزير الخارجية، سيعقدان اجتماعًا ثنائيًا، في إطار اجتماع "أستانا 3".
ويذكر أن وفد الحكومة السورية إلى اجتماع "أستانا 3"، برئاسة الدكتور بشار الجعفري، أجرى لقاءات مع الوفدين الروسي والإيراني، الثلاثاء، حيث أعلن، في تصريحات عقب لقاء ثان مع لافرنتييف، أن الوفد ناقش مع الوفد الروسي كل التحضيرات الجارية لإنجاح الاجتماع، وبما يضمن الخروج بنتائج إيجابية تتناسب مع الجهد الكبير الذي بذلته روسيا وإيران والحكومة السورية، مؤكدًا انخراط الوفد الحكومي السوري بشكل إيجابي، لإنجاح الجولة الثالثة من اجتماع أستانا.