أبو ظبي - جمال أبو سمرا
أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على أن "الريادة الإماراتية أساسها تشجيع الحلول المبتكرة، وإفساح المجال أمام الطاقات الخلاقة، وتوفير البيئة الداعمة للفكر المبدع ومنحه مكانه المستحق في مقدمة مسيرتنا التنموية، ليعزز جهودنا نحو تصدر ركب التقدم العالمي".
وأضاف محمد بن راشد آل مكتوم: "طموحاتنا كبيرة بحجم ثقتنا في قدرة أبناء الإمارات على تحقيقها بأفكار غير تقليدية تختصر المسافات التي تفصلنا عن المستقبل الذي نأمله لشعبنا ووطننا بكل ما يحمله من فرص لمزيد من الرخاء والتقدم والسعادة للجميع".
جاء ذلك، خلال حضوره الأحد يرافقه الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، حفلة إطلاق "موانئ دبي العالمية كارجوسبيد"؛ النظام الأول من نوعه في العالم والذي يأتي تنفيذه بالشراكة بين "موانئ دبي العالمية" وشركة "فيرجين هايبرلووب وان" العالمية.
وهذه الخطوة من شأنها إحداث طفرة في مجال نقل البضائع برا بسرعة فائقة تقارب سرعة الشحن بالطيران، وبتكلفة أقرب إلى تكلفة النقل بالشاحنات، وذلك خلال الحفلة التي أقيمت بهذه المناسبة على متن السفينة التاريخية "كوين إليزابيث 2" في ميناء راشد بدبي.
وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن تحقيق الريادة العالمية يتطلب المبادرة بتنفيذ مشاريع تعين على تسريع وتيرة العمل، وتعزيز مستويات الكفاءة في إنجاز المهام في شتى القطاعات، من خلال التوظيف الأمثل لأحدث الحلول التكنولوجية التي تمكن من اختصار الوقت والجهد، ورفع مستويات الإنتاج مع الحفاظ على أعلى مستويات الفاعلية والجودة.
وأعرب عن تقديره لجهود مؤسساتنا الوطنية الساعية إلى ترسيخ أسس ريادة الإمارات كنموذج يحتذى به في تبني معطيات التميز المشمولة بالفكر المبدع والخيارات المؤثرة التي تؤكد احتفاظ دولتنا بموقعها المتقدم عالميا، وتعزز بصمتها على صفحة المشهد التنموي العالمي بتقديم إضافات غير مسبوقة تشارك بها في صنع مستقبل أفضل للعالم، مشيدا بجهود موانئ دبي العالمية، ودورها الملحوظ في مجال التجارة الدولية، ومساهمتها في رفع اسم الإمارات عاليا حول العالم، وأثنى على فكرة النظام الجديد.
وقام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يرافقه الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، بجولة في سفينة "كوين إليزابيث 2" التاريخية التي تم على متنها إطلاق النظام الجديد لموانئ دبي العالمية والتي تم تجديدها وتحويلها إلى فندق عائم افتتح أبوابه للجمهور جزئياً في وقت سابق من الشهر الجاري لتضيف السفينة بتاريخها المهم معلماً سياحياً بارزاً يعزز من جاذبية دبي كوجهة سياحية عالمية.
وتقوم فكرة النظام الجديد ضمن "موانئ دبي العالمية كارجوسبيد" على تكنولوجيا "الهايبرلووب"، وهي عبارة عن نظام نقل فائق السرعة، يعمل من خلال دمج أنابيب منخفضة الضغط خالية من الهواء تصل سرعة المركبات داخلها إلى مستويات عالية تناهز 1000 كيلومتر في الساعة الواحدة، بما يفوق سرعة قطارات السكك الحديدية بنسبة تتراوح بين 200% إلى 300% وبما يعادل 300 متر في الثانية الواحدة.
وعلاوة على السرعة، فإن هذه التكنولوجيا تمتاز بخصائص عدة، من أهمها أنها صديقة للبيئة، حيث تعمل باستخدام الطاقة الكهربائية بالكامل من دون أي انبعاثات ملوثة للبيئة، فضلا عن كون تصميم النظام يراعي أعلى درجات كفاءة الاستخدام للطاقة، ما يجعله أقل تكلفة مقارنة بوسائل النقل التقليدية، في حين يتمتع النظام بأعلى درجات الأمان، حيث يعمل وفق تقنيات التحكم الذاتي ما يحد من الأخطاء البشرية، ويقلل كذلك من نسب التأخير المحتملة في عمليات النقل.
وتقوم أنظمة "موانئ دبي العالمية كارجوسبيد" المدعومة بتقنية "فيرجن هايبرلووب ون" فائقة السرعة بنقل البضائع ذات الأولوية، ومنها البضائع القابلة للتلف بسبب عنصر الوقت، بما في ذلك الأطعمة الطازجة والإمدادات الطبية، والإلكترونيات وغيرها.