الرئيس السوري بشار الأسد

انتقد الرئيس السوري بشار الأسد، نظيره التركي رجب طيب أردوغان ووصفه بـ"اللص"، وذلك في أول زيارة له لمدينة إدلب التي سيطرت عليها قواته مؤخرًا من أيدي مسلحين تدعمهم تركيا.
ونشرت وسائل إعلام تابعة للرئاسة، صور الأسد، الثلاثاء وهو يقف بين جنوده في منطقة وصفتها بأنها إقليم إدلب الجنوبي الاستراتيجي.

ونقلت وسائل الإعلام عن الأسد وصفه لأردوغان "باللص الذي سرق المعامل والقمح والنفط، وهو اليوم يسرق الأرض"، في إشارة على ما يبدو لغزو تركيا هذا الشهر لشمال شرق سورية من أجل طرد مقاتلين أكراد سوريين.

ونفّذت تركيا عمليات توغل أخرى في سورية، وتسيطر على مناطق واقعة شرق إدلب، كما لديها نقاط مراقبة داخل إدلب، والتي تم التفاوض عليها مع روسيا، لمراقبة وقف إطلاق النار هناك بين الحكومة ومقاتلي المعارضة وجماعات متطرفة.

وأكد بشار الأسد، الثلاثاء، أن معركة إدلب هي "الأساس" لحسم الحرب المستمرة في بلاده منذ أكثر من ثماني سنوات، وذلك في تصريحات أدلى بها خلال زيارة مفاجئة إلى محافظة إدلب شمالي البلاد.

وقال الأسد، وفق تصريحات نشرتها حسابات الرئاسة عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "كنا وما زلنا نقول بأن معركة إدلب هي الأساس لحسم الفوضى والارهاب في كل مناطق سوريا".
وأضاف أن "إدلب كانت بالنسبة لهم مخفرا متقدما، والمخفر المتقدم يكون في الخط الأمامي عادة، لكن في هذه الحالة المعركة في الشرق والمخفر المتقدم في الغرب لتشتيت قوات الجيش العربي السوري"، وتابع: "عندما نتعرض لعدوان أو سرقة يجب أن نقف مع بعضنا وننسق فيما بيننا، ولكن البعض من السوريين لم يفعل ذلك وخاصة بالسنوات الأولى للحرب".

وأفادت مصادر عسكرية تركية، الإثنين، بأن وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه لمدة 120 ساعة بين أنقرة وواشنطن للسماح للمقاتلين الأكراد بالانسحاب من مواقعهم في شمال شرق سوريةسينتهي الثلاثاء الساعة 19,00 بتوقيت غرينتش.

وقالت المصادر إن وقف إطلاق النار "بدأ الخميس الساعة 22,00 (بالتوقيت المحلي)، وسينتهي بالتالي الثلاثاء الساعة 22,00"، مؤكدة أن "المنطقة الآمنة" التي تعتزم أنقرة إقامتها على طول حدودها مع سورية سيبلغ طولها في مرحلة أولى 120 كلم من تل أبيض إلى رأس العين، على أن يتم توسيعها لاحقا إلى 444 كلم.

وقال وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، الإثنين، إن إبقاء بعض القوات الأميركية في أجزاء من شمال شرق سورية قرب حقول النفط مع قوات سورية الديمقراطية، لضمان عدم سيطرة تنظيم "داعش" أو جهات أخرى على النفط، من بين الخيارات التي تجري مناقشتها.
وقال إسبر للصحافيين خلال رحلة إلى أفغانستان بينما يجري سحب القوات الأميركية من شمال شرق سورية، إن بعض القوات ما زالت تتعاون مع قوات شريكة قرب حقول النفط، وإن المناقشات جارية بشأن إبقاء بعض القوات هناك.

وباشرت تركيا في 9 تشرين الأول/أكتوبر عملية عسكرية في شمال شرق سورية ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تصفها بأنها "إرهابية" لاعتبارها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا داميا ضد أنقرة على أراضيها.

وعُلقت العملية، الخميس، بعد التوصل إلى وقف إطلاق نار هش تم التفاوض بشأنه بين أنقرة وواشنطن، وأعلن البلدان أن الهدنة ستستمر لمدة "120 ساعة"، من دون أن يحددا ساعة انتهائها.

ويهدف الاتفاق إلى السماح للمقاتلين الأكراد بإخلاء مواقعهم القريبة من الحدود التركية، على أن تقيم أنقرة "منطقة آمنة" بعمق 32 كلم.
وأوردت المصادر التركية أن نحو 125 آلية غادرت مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، مضيفة "نتابع الوضع عن كثب".
وأكدت تركيا أنه في حال لم ينسحب مقاتلو وحدات حماية الشعب بحلول نهاية هذه الفترة، فسوف تستأنف هجومها، وقالت المصادر العسكرية التركية: "حين تنقضي الساعات الـ120، إن بقي هناك إرهابيون، فسوف نشل حركتهم".

أردوغان يرفض التمديد
رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، دعوة نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لتمديد وقف إطلاق النار، بينما توعد بمواصلة العمليات العسكرية شمالي سورية بشكل أقوى.
وأوضح الرئيس التركي، في تصريحات بمطار أنقرة قبل سفره إلى روسيا لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية من مناطق سورية قريبة من الحدود مع تركيا مستمر.

ومن المقرر انتهاء وقف إطلاق النار في العملية العسكرية التركية شمال شرقي سورية الساعة 19:00 بتوقيت غرينتش مساء الثلاثاء.
وقال أردوغان إن ما يصل إلى 1300 مقاتل كردي سوري لم يخرجوا بعد مناطق في شمال شرقي سوريا، مشيرا إلى أن "نحو 800 مسلح من الأكراد انسحبوا من المنطقة الآمنة في الشمال السوري، وهناك نحو 1300 يواصلون انسحابهم".

وتابع الرئيس التركي: "سنستأنف عملياتنا العسكرية إذا لم يكتمل الانسحاب الكردي من المنطقة". وهدد أردوغان في تصريحاته قائلا: "إذا لم تف الولايات المتحدة بوعودها لتركيا فسنواصل عملياتنا في الشمال السوري بشكل أقوى"، وعبر عن شعوره بخيبة الأمل بسبب تصريحات صادرة عن إيران تنتقد العملية العسكرية التركية في سوريا.

قد يهمك أيضًا :

السلطات التركية تتحدى التحذيرات الدولية وتواصل التحضيرات للمعركة المزمعة في سورية