أنيس العماري، المشتبه به في تنفيذ عملية برلين

 أكد والد أنيس العماري، المشتبه به في تنفيذ عملية برلين "الإرهابية"، أن ابنه غادر تونس منذ نحو سبع سنوات، خلال عمليات الهجرة الجماعية غير الشرعية، وتوجّه إلى إيطاليا، ثم تورط في قضية سرقة وحرق مدرسة، وحكم عليه بالسجن أربع سنوات. وأضاف الوالد، أنّ ابنه اتجه بعد ذلك إلى ألمانيا، منذ أكثر من سنة، مبينًا أنه يتواصل مع أخوته هاتفيًا، لكنه لم يتصل به أبدًا، مؤكّدا أنه لم يرسل له أي مبلغًا ماليًا منذ هجرته. ومن جهة أخرى، أفاد مصدر أمني أن "أنيس" محكوم عليه غيابيُا بالسجن خمس سنوات في تونس، وأنه مطلوب قضائيًا لدى المحكمة الابتدائية في القيروان، وأمنيا لدى مركز الشرطة في الوسلاتية.

وباشرت شرطة مكافحة الإرهاب في تونس مساء الأربعاء استجواب عائلة أنيس العامري المشتبه به في اعتداء بشاحنة على سوق عيد الميلاد في برلين، حسبما أفاد به مسؤول أمني، وأصدرت نيابة مكافحة الإرهاب الألمانية الأربعاء مذكرة توقيف باسم انيس العامري (24 عاما) ورصدت مكافأة مالية بقيمة 100 ألف يورو لمن يدلي بمعلومات تقود إليه.

وقال مسؤول أمني تونسي إن شرطة مكافحة الإرهاب باشرت استجواب والد ووالدة العامري اللذين تم استدعاؤهما إلى مركز الحرس الوطني في منطقة حفوز من ولاية القيروان، وأضاف أن عائلة الشاب تقطن منطقة الوسلاتية من ولاية القيروان وأن له أخا واحدا وأربع شقيقات. وذكر أن أنيس العامري أُوقف مرات عدة بسبب استهلاك المخدرات قبل الثورة التي أطاحت مطلع 2011 بنظام زين العابدين بن علي.

وهاجر العامري بشكل غير شرعي إلى إيطاليا حيث أمضى ثلاث سنوات قبل أن يسافر إلى ألمانيا، بحسب المسؤول الأمني التونسي. ووصل العامري في يوليو/تموز 2015 إلى ألمانيا التي رفضت في يناير/كانون الثاني الماضي طلبا منه بمنحه اللجوء ولم تتمكن من طرده لأن تونس احتجت لأشهر على كونه من مواطنيها. وتقدم سلطات برلين المشتبه به باعتباره قريبا من التيار السلفي الإسلامي. وقد كان موضع تحقيق قضائي للاشتباه في تحضيره لاعتداء قبل الهجوم بالشاحنة في برلين.

وقال عبد القادر شقيق انيس العامري إنه عندما رأى صورة أخيه في وسائل الإعلام لم يصدق عينيهّ. وأنه مصدوم ولا يستطيع تصديق أنه من ارتكب هذه الجريمة، وقال إن اتضح أنه مذنب فإنه يستحق كل الإدانات. وأنهم يرفضون الإرهاب والإرهابيين وليس لهم أية علاقة مع الإرهابيين. وقالت نجوى شقيقة أنيس العامري إنهم لم يشعروا أبدا ان لديه شيئا غير عادي. وأنه كان يتصل بهم عبر "فيسبوك" وكان دائما مبتسما وفرحا.

وكانت تقارير إعلامية أفادت أن الشرطة الألمانية تبحث عن تونسي عُثر على هويته في الشاحنة التي استعملت في الاعتداء على زوّار سوق عيد الميلاد في برلين. وقالت مصادر وحسب المعطيات المتوفرة فإن الرجل التونسي، الذي تبحث عنه الشرطة معروف بثلاث هويات وثلاثة أعمار مختلفة، وهو ينحدر من مدينة الوسلاتية التابعة إلى محافظة القيروان تونس.

وقد عثر المحققون على وثيقة الهوية تحت مقعد سائق الشاحنة التي دهست المارة في وسط برلين، وقد تبنى تنظيم "داعش" مسؤولية الاعتداء. وحسب المعلومات فإن الشرطة تعرف الشاب، الذي كان ملاحقا بتهمة ضرب آخرين والتسبب بجروح لهم، إلا أنه اختفى قبل محاكمته، ولا يزال يعتبر خطرا لأنه مرتبط بـ"شبكة إسلامية كبيرة". وتمكّن السائق، الذي قاد الشاحنة من مغادرة مكان الاعتداء، الذي وقع مساء الإثنين الماضي، ولا يزال فارا.
 
وأفرجت السلطات مساء الثلاثاء عن باكستاني كان اعتقل لتواجده في مكان الاعتداء، بعد أن تبين أن لا وجود لأدلة تدينه. ووثيقة الهوية التي عُثر عليها داخل الشاحنة هي وثيقة تُمنح إلى لاجئ بعد رفض طلبه للجوء من دون إمكانية طرده. وأصدرت هذه الوثيقة سلطات مدينة "كلفى"، الواقعة في ولاية "شمال الراين- وستفاليا"، في شمال غرب ألمانيا، والمجاورة للحدود مع هولندا، وذكرت مصادر أمنية اليوم أنه سيتم القيام بعملية "وشيكة" في ولاية شمال الراين-ويستافليا غربي البلاد.
 
كما ذكرت مصادر أمنية ألمانية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الخميس أن التونسي المشتبه به معروف للمحققين على أنه إرهابي محتمل. وأضافت المصادر أن هذا الشخص كان يقيم في ولاية شمال الراين-ويستافليا الألمانية والعاصمة برلين بالتناوب.  وتجدر الإشارة إلى أن سائق الشاحنة التي دهست المارة في مدينة نيس الفرنسية في الصيف الماضي كان تونسي الجنسية أيضا وتسبب في قتل 86 شخصا قبل أن تقتله الشرطة.
 
وتفيد المصادر الأمنية الخاصة أن أنيس العامري المتهم بضلوعه في عملية الدهس هو من مواليد 1992، وقد غادر تونس في هجرة غير شرعية إلى إيطاليا بعد الثورة ليستقر في النهاية في ألمانيا، وحسب مصادرنا فإن أنيس لم يكن متطرفا قبل مغادرته لتونس ولم ينتم إلى أي تيار أو تنظيم، ويعتقد أنه تم استقطابه وتجنيده هناك.
 
وكانت الشرطة الألمانية اقتحمت، شقتين في حي كروزبرغ في العاصمة برلين، بحثًا عن منفذ عملية الدهس المتعمد بشاحنة في أحد أسواق برلين، والتي أسفرت عن مقتل 12 شخصًا، وإصابة العشرات، والذي دخل البلاد باسم مستعار. وأعلنت الاستخبارات الألمانية، مسبقًا، أنها أخضعت المشتبه فيه للمراقبة لعدة شهور، وشنّت الشرطة عمليات بحث عنه على نطاق أوروبا، والذي يدعى أنيس العامري، والهارب حتى الآن.

والشرطة الألمانية كانت على علم أن العامري مختبئ في إحدى الشقتين، فيما تواجه الأجهزة الأمنية الألمانية تساؤلات عدّة، بعد أن تبين أن العامري مسجل خطر، وكان من المفترض ترحيله خارج البلاد منذ شهور. وأصدرت نيابة مكافحة الإرهاب الألمانية، مذكرة جلب، ورصدت مكافأة لاعتقال أنيس العامري، الذي يبلغ 23 عامًا، فيما قدمت الشرطة أوصاف المشتبه فيه، وأضافت في بيان أنه "قد يكون خطرًا جدًا ومسلحًا".