رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتية الشيخ حمدان بن زايد

أكد الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، أن توجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، تعزز مبادرات الإمارات الإنسانية للنازحين واللاجئين خلال "عام الخير"، وتفتح أبواب الأمل أمام ملايين المتأثرين من الأحداث الجارية في المنطقة، وتساهم في إيجاد الحلول لتخفيف معاناتهم، وتعزيز قدرتهم على تجاوز ظروفهم الراهنة.

وقال إن جهود الدولة في هذا الصدد، تجد الدعم والمساندة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وأكد الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، بمناسبة افتتاح الهيئة لعدد من المشاريع التنموية والصحية للنازحين العراقيين واللاجئين السوريين في كردستان العراق، أن هذه المشاريع تأتي امتدادًا لنهج الإمارات الإنساني، والذي سارت عليه قيادتها الرشيدة، وترسمت معالمه عبر تاريخ طويل من البذل والمبادرات تجاه الكثير من القضايا الإنسانية الملحة.

وأشار إلى حرص هيئة الهلال الأحمر على أن تكون مبادراتها ملبية، لاحتياجات الساحة العراقية، التي تشهد تدفقات مستمرة من النازحين إلى شمال البلاد، نتيجة الأحداث الجارية وتوفر مستلزمات النازحين في مجالات مهمة، كالإيواء والصحة والتعليم، وإمدادات المياه النظيفة. وأضاف، أن الهيئة تواكب تطورات الأوضاع في "أربيل"، وتجري عمليات الرصد والتقييم من فترة لأخرى عبر وفودها المتعاقبة لزيارة كردستان العراق، وتواصلها الدائم مع المتأثرين من الأزمة الراهنة، والتي أسفرت عن تشريد ملايين النازحين من المحافظات الأخرى إلى أربيل، إلى جانب الأعداد الأخرى من اللاجئين السوريين.

وبيّن الشيخ حمدان بن زايد، أن المعاناة الإنسانية الكبيرة التي خلفتها الأحداث في العراق، كانت وراء العناية التي توليها دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة للأشقاء، هناك لذلك جاءت برامجها الإنسانية وعملياتها الإغاثية مواكبة لحجم الحدث، وعلى قدر المسؤولية التي تتحملها الإمارات في سبيل القيام بواجباتها تجاه الأشقاء والأصدقاء، وملبية لتطلعات المتضررين الذين لن ندخر جهدًا، في سبيل تعزيز قدرتهم على مواجهة ظروفهم، والتغلب على المصاعب الناجمة عن حركة النزوح واللجوء المتزايدة يوميًا.

وكشف أن إقليم كردستان العراق يعتبر الملاذ لملايين النازحين العراقيين واللاجئين السوريين الذين شردتهم ظروف الحرب والنزاعات في الدولتين، وفتح الإقليم أبوابه واسعة أمام الحشود المتدفقة طلبًا للأمن والسلام والاستقرار. وأضاف أنه لما كان حجم التحديات الناجمة عن أزمة النازحين واللاجئين، أكبر اتخذت الإمارات موقفًا مناصرًا لأوضاع النازحين وداعمًا لجهود كردستان العراق في هذا الصدد ووضعت خطة للإغاثة والإعمار والتنمية، وتبنيت عبر هيئة الهلال الأحمر الإماراتية برنامجًا طموحًا، استجابت من خلاله لمتطلبات النازحين الصحية والتعليمية والإيوائية والمعيشية.

وأضاف "هذا جزء يسير من التزامنا الإنساني تجاه النازحين واللاجئين، وستتواصل جهودنا بإذن الله في هذا الصدد خلال 2017 عام الخير الإماراتي، عبر خطة وضعت بعناية لمواكبة المستجدات الإنسانية على الساحة العراقية". وافتتح وفد هيئة الهلال الأحمر الإماراتية الذي يزور كردستان العراق حاليًا برئاسة الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام للهلال الأحمر، وعضوية محمد يوسف الفهيم نائب الأمين العام للخدمات المساندة، وفهد عبد الرحمن بن سلطان نائب الأمين العام للمساعدات الدولية، يرافقه راشد محمد المنصوري القنصل العام للدولة في كردستان العراق، عددًا من المشاريع التنموية في أربيل تضمنت مستشفى "أم الإمارات"، لطب العيون.

ويعتبر المستشفى الأول من نوعه في الإقليم، ويخدم آلاف النازحين واللاجئين، إضافة إلى سكان الأحياء المجاورة في أربيل، ويسهم في توفير الرعاية الصحية اللازمة للمستهدفين، ومكافحة أمراض العيون، التي تنتشر في حالات النزوح واللجوء نسبة للبيئة الصحية المحيطة بالمخيمات في مثل هذه الظروف. وتم افتتاح مركز للتوحد في أربيل، يوفر الدعم اللازم للأطفال، ويعني بتأهيلهم ورعايتهم وتوفير احتياجاتهم الصحية والاجتماعية.

وشهد وفد الهيئة مراسم الزواج الجماعي الذي نظمته الهيئة لـ 200 شاب وفتاة من النازحين واللاجئين، وتكفلت الهيئة بجميع مستلزمات العرسان وهيأت لهم السكن الملائم، داخل مركز إيواء ديبكة الذي أنشأته الهيئة في وقت سابق. وأكد الدكتور الفلاحي أن هذه المشاريع التنموية للنازحين واللاجئين في كردستان العراق، يتم تنفيذها بمتابعة من الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، مشيرًا إلى اهتمام المستمر بتداعيات الأحداث الجارية في المنطقة، على أوضاع المتأثرين خاصة الأطفال والنساء والنازحين واللاجئين. وقال إن تنظيم الزواج الجماعي يأتي في إطار مبادرات الهيئة، لإسعاد النازحين العراقيين واللاجئين السوريين داخل المخيمات وخارجها، من خلال توفير سبل الاستقرار لهم و تعزيز قدرتهم على التعايش مع ظروفهم الراهنة والاهتمام بأوضاعهم الاجتماعية، وتحسينها بجانب مبادرات الهيئة الأخرى في عدد من المجالات الحيوية كالصحة والتعليم والإيواء والغذاء والكساء، وغيرها من المتطلبات التي يحتاجها النازحون. وتقدم أمين عام الهلال الأحمر بالشكر والتقدير لشركاء الهيئة في إنجاز مشاريعها التنموية والإنسانية والخدمية في أربيل، وعلى رأسهم حكومة إقليم كردستان العراق ومؤسسة برزاني الخيرية.

واستفاد ملايين النازحين واللاجئين من برامج هيئة الهلال الأحمر الإماراتية الإنسانية وعملياتها الإغاثية ومشاريعها التنموية في كردستان العراق خلال العام 2016، في عدد من المجالات الأساسية. ففي مجال الإيواء أنشأت الهيئة وجهزت ثلاثة من أكبر المخيمات في أربيل، والتي تحتضن عشرات الآلاف من الأسر النازحة من داخل الساحة العراقية واللاجئة من سورية، وهي مخيمات "بحركة وديبكة وقوشتبة"، بجانب دعمها و مساندتها عددًا من المخيمات الأخرى في هرشم وشقلاوة وهيران وكوركوسك ودهوك وفرمانبران، والتي تشرف عليها منظمات أخرى، وذلك في إطار التعاون والشراكة الإنسانية القائمة بين الهيئة وتلك المنظمات.

وأنشأت الهيئة عددًا من المؤسسات الصحية التي تخدم النازحين واللاجئين إلى جانب السكان المحليين في أربيل، ويقف على رأس هذه المؤسسات مستشفى "عطايا"، للأمومة والطفولة في بحركة، إلى جانب عدد من المراكز الصحية والعيادات التي أنشأتها الهيئة داخل المخيمات وخارجها لتوفير الرعاية الصحية اللازمة. وأنشأت الهيئة مركزًا لإيواء الأيتام وأبناء المفقودين الذين تزايدت أعدادهم، بسبب فقد أسرهم نتيجة الحرب وتشتت الأسر في اتجاهات مختلفة أثناء النزوح و الحركة.

ودشنت الهيئة 10 مدارس للبنين والبنات، لتوفير فرص التعليم لأبناء النازحين، وإتاحة الفرصة لهم، لإكمال تحصيلهم العلمي رغم ظروف المحنة. وعملت الهيئة على تحسين الخدمات داخل المخيمات وتأهيل بنيتها التحتية وإيجاد بيئة ملائمة للحياة والعيش الكريم، فكانت مبادراتها بإنشاء وتأهيل شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، إلى جانب توفير آلاف الأطنان من المواد الغذائية، وإنشاء عدد من المخابز داخل المخيمات لتوفير احتياجات النازحين من الخبز يومياً. وحفرت عشرات الآبار في مناطق مختلفة بشأن أربيل، عملت على تحسين إمدادات المياه في المخيمات والمناطق السكنية المتاخمة، التي كانت تعاني شحًا في هذا المصدر الحيوي.

واهتمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية بتعزيز قدرات اللاجئين، وتوفير مصادر دخل تعينهم على مجابهة ظروف الحياة وتحسين أوضاعهم الاقتصادية، فتم إنشاء عدد من مشاغل الخياطة تعمل فيها نساء من سكان المخيمات بأجر ثابت، وتنتج شهريًا آلاف القطع من الملابس والزي المدرسي لأطفال النازحين واللاجئين.