وزارة الخارجية الأميركية

أكد نائب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، مارك تونر، أن العلاقة مع دول الخليج العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، ضرورة تحتمها حماية المصالح الأميركية في المنطقة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لن تتردد في استخدام الأدوات الرادعة مع إيران في حال تجاوزت حدودها وأساءت إلى دول الجوار، معربًا عن ثقته بأن إيران ستتصرف بشكل إيجابي لتحافظ على مكاسبها الاقتصادية والسياسية التي جنتها من وراء إبرام الاتفاق النووي.

واعتبر تونر خلال جلسة "مستقبل العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة الأميركية والدول العربية "، التي أدارها الإعلامي في محطة "سكاي نيوز عربية"، نارت بوران، أن الاتفاق النووي مع إيران سيأتي بنتائج إيجابية تتعلق بطريقة أدائها السياسي وتفاعلها مع اللاعبين الأساسيين إقليميًا ودوليًا، مستبعدًا أن تضحي إيران بالمكاسب التي جنتها، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه في حال فعلت فإن الولايات المتحدة لن تتردد في العودة إلى استخدام الأساليب الرادعة، مثل العقوبات الاقتصادية والعزل السياسي، بهدف منعها من الإضرار بدول المنطقة والمصالح الأميركية.

وأوضح إن الولايات المتحدة مدركة تمامًا أن تنظيم (داعش)، وغيره من التنظيمات الإرهابية، يمثل خطرًا وتهديدًا حقيقيًا على المنطقة، وبالتالي على المصالح الأميركية فيها، معتبرًا أن بزوغ وتمكن تلك التنظيمات من العمل على تدمير الأمن والسلام في البلدان العربية، وغيرها من الدول الحليفة، ما كانا ممكنين لولا الفراغان السياسي والأمني اللذان تعيشهما بلدان مثل العراق وسورية.

وجزم تونر بأن الجهود، التي تبذلها الولايات المتحدة في دعم التحالف ضد الإرهاب، تتطلب مزيدًا من العمل، وذلك في رده على سؤال حول الانتقادات التي توجه للإدارة الأميركية عن جهودها المتواضعة التي لا ترقى لحجم الخطر الذي تعيشه المنطقة، والذي فرضه الانفلاتان العسكري والأمني للتنظيمات الإرهابية.

وردًا على سؤال حول ضبابية الموقف الأميركي إزاء أطراف النزاع في المنطقة، قال تونر إن ذلك قد يكون حقيقيًا وصحيحًا، لكنه ليس نتيجة عدم اهتمام، أو تراخٍ، من قبل الإدارة الأميركية، بل نتيجة لصعوبة الوضع وتعقيدات الحالة الراهنة في البلدان التي تعيش النزاعات والحروب.

واعتبر أن حقيقة مواقف الأطراف المعنية بالصراع، بما فيها المعتدلة، ليس من السهل قراءتها لأنها أيضًا غير واضحة نتيجة تأرجحها بين دفات العوامل الشائكة المكونة للأزمة في منطقة الشرق الأوسط.

إلى ذلك أكد تونر أن الإدارة الأميركية أدركت بما لا ريب فيه أن دور روسيا جوهري في حسم الصراع في سورية، نظرًا إلى قدرتها على التأثير في النظام السوري، معتبرًا أنه لا حل سلميًا في سورية من دون دعم وموافقة روسيا والتنسيق بينها وبين الأطراف الأخرى المعنية بالصراع.