الرياض - عبد العزيز الدوسري
حمَّلت المملكة العربية السعودية، نظام الرئيس السوري بشار الأسد وإيران، مسؤولية انتشار التطرف والنزعات الطائفية في المنطقة. وقال المندوب السعودي في مجلس الأمن الدولي عبد الله المعلمي خلال جلسة عقدها المجلس فجر الخميس في مقره بنيويورك، حول مكافحة الفكر المتطرف، إن "استنجاد الأسد بمجموعات ترفع شعارات طائفية أوجد بيئة لتقوية التطرف في سورية، وإن استمرار السلطات السورية في ارتكاب جرائم بشعة أوجد بيئة ملائمة لتقوية الخطاب المتطرف العنيف الذي ساهم في تشكيل تنظيم داعش".
وأضاف المعلمي : "نحن نرى ان النظام والجماعات المتطرفة هما وجهان لعملة واحدة، وأن المجتمع الدولي تخاذل في حماية الشعب السوري"، معتبرًا أن "منع المسلمين من دخول دولة معينة وتكثيف الحملات التفتيشية لهم “من الأعمال الإقصائية، التي لا تساعد في مكافحة التطرف".
واتهم "إيران بتغذية الفكر المتطرف في العالم من خلال الدعم الذي تقدمه الى الميليشيات والجماعات المتطرفة"، مشيرًا الى "الدور الكبير الذي لعبته السعودية من أجل حث العالم على ضرورة مكافحة الارهاب والخطاب العنيف، مشيداً بالدور الكبير الذي لعبته المملكة السعودية في نشر فكرة مواجهة الفكرة المتطرف من خلال مساهمتها في افتتاح مركز حوار الأديان".
وذكّر المعلمي أن "السعودية اتبعت استراتيجية فعالة في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه المادية وتقصي الأسباب التي أدت إلى انتشاره. وأشار إلى أن "إسرائيل لا تزال تستعمل خطاباً عنصرياً متطرفاً ضد الفلسطينيين".
وفي دبي، أعلن نائب المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية مارك تونر أن "الولايات المتحدة ملتزمة بعلاقات دبلوماسية قوية وبنّاءة مع دول مجلس التعاون الخليجي، وبالعمل مع شركائها في المنطقة لمواجهة المخاطر التي تواجههم، لاسيما فيما يتعلق بالملف الأمني ومحاربة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة".
وأوضح تونر، خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات منتدى الإعلام العربي في دبي أمس الأربعاء، أن "الولايات المتحدة ملتزمة بتقديم المزيد تجاه الأزمات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط في سوريا واليمن والعراق". وقال تونر إن "الإرهاب تمدد في العراق عقب الانسحاب الأميركي، وتنامي خطر تنظيم "داعش"، الذي أصبح يمثل تهديداً حقيقياً للمنطقة والعالم".
وأشار إلى "الدور الأميركي في مساعدة الحكومة العراقية وتجهيز الجيش العراقي في الحرب ضد الإرهاب، والدور المؤثر للتحالف الدولي في مواجهة تنظيم داعش". وتابع أن “أمريكا ملتزمة بتقديم مزيد من الدعم لوضع حد للنزاعات في سوريا والعراق، وأنها تدرك ما تواجهه المنطقة من أزمات”، مشيرًا إلى "دعم الولايات المتحدة للتحالف الدولي في العراق، والذي تمكن خلال الفترة الماضية من توجيه ضربات قوية لتنظيم داعش وأفقده 40% من الأراضي التي احتلها في العراق".
وحول الوضع في سورية، قال تونر إن "هناك عملية سياسية تجمع الفاعلين السياسيين من المعارضة السورية بالنظام السوري من خلال جولات تفاوض مباشرة، سعياً للوصول إلى حل سياسي ينهي الأزمة هناك، ومع إدراك الولايات المتحدة هشاشة الهدنة، إلا أنها تعوّل على المفاوضات التي ستُعقد في جنيف الأسبوع المقبل".
وتطرّق تونر إلى نظرة الولايات المتحدة للائحة المعارضة السورية، واللغط المحيط بمن له الحق في تمثيل الشعب السوري، حيث أكد أن “السعودية قامت بجهد كبير في هذا الإطار، وفي التنسيق مع الفصائل السورية المختلفة، وعمل قائمة موحدة تمثل مختلف أطياف الشعب السوري”، كما أكد أن هناك فصائل تعتبرها أميركا ضمن التنظيمات الإرهابية مثل “جبهة النصرة”.
وحول التعاون بين أميركا وروسيا في الأزمة السورية، قال تونر إن الولايات المتحدة تتعامل مع إيران وروسيا على أنهما جزء من الحل في سوريا، وإن “الخيارات الدبلوماسية المطروحة على الساحة تحمّل روسيا مسؤولية الضغط على النظام السوري للتعامل بجدية وإيجابية مع مساعي الحل الدبلوماسي للأزمة السورية”.
وفي ما يخص علاقة الولايات المتحدة بدول الخليج، أكد تونر أن أميركا تتمتع بعلاقات استراتيجية قوية مع دول مجلس التعاون الخليجي، و”الولايات المتحدة أكدت خلال الاجتماع الأخير الذي جمع الرئيس الأميركي باراك أوباما بقادة دول الخليج العربي على التزامها بالتعاون والعمل مع حلفائها في المنطقة على مواجهة التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق واليمن، وأنها مستمرة في مد أواصر العلاقات الدبلوماسية وتفعيل الصداقات مع الشركاء والحلفاء.
وأشار تونر إلى تفهّم الولايات المتحدة لقلق الدول العربية من التدخلات الإيرانية في المنطقة، وما يسببه ذلك من إزعاج لجيرانها، مؤكداً أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بانتهاك الاتفاق النووي الذي التزمت به، وأنها لديها خيار العقوبات الأحادية الجانب لردع إيران ودفعها للاستجابة لمطالب المجتمع الدولي.
ورداً على الانتقادات الموجهة للولايات المتحدة بعدم التعاون مع التحالف العربي بالشكل المطلوب، أوضح تونر أن بلاده قدمت الدعم للتحالف العربي في اليمن لضرب تنظيم القاعدة في المكلا، وأنها تتابع الخطوات العسكرية والسياسية التي يقوم بها التحالف العربي بقيادة السعودية للحل في اليمن، والمفاوضات التي ترعاها الكويت بين الحكومة الشرعية والحوثيين، وأن الولايات المتحدة تأمل أن تفضي المفاوضات الجارية الآن في الكويت لحل ينهي الأزمة الإنسانية في اليمن.