أبو ظبي ـ سعيد المهيري
ارتفعت القيمة السوقية للأسهم المودعة للمستثمرين الإماراتيين في سوق أبوظبي للأوراق المالية مع نهاية عام 2017 لتصل إلى 413.3 مليار درهم مقارنة مع 401.8 مليار درهم في نهاية 2016، فيما زادت القيمة السوقية للأسهم المودعة للمستثمرين الأجانب، غير الإماراتيين، لتصل إلى 44.1 مليار درهم في نهاية 2017 مقارنة مع 42.4 مليار درهم في نهاية 2016، بحسب راشد البلوشي الرئيس التنفيذي لسوق أبوظبي للأوراق المالية.
وقال البلوشي لـ "الاتحاد" إن تعزيز الاستثمار المحلي والأجنبي يأتي ضمن التزام السوق بخطة أبوظبي نحو تنمية وتطوير قطاع الخدمات المالية في الإمارة، مؤكداً أن جذب المزيد من الاستثمارات تعد الركيزة الأساسية في زيادة عمق التداولات بالأسواق المالية، لافتاً بأن معدل النمو السنوي المركب لقيمة الأسهم المملوكة للمستثمرين الأجانب تجاوز نسبة 17%، خلال السنوات الخمس الماضية.
وأضاف الرئيس التنفيذي، أن سوق أبوظبي للأوراق المالية يولي اهتماماً كبيراً باستقطاب سيولة مؤسسية محلية وأجنبية، عبر السعي الدائم لتشجيع المزيد من المؤسسات للاستثمار خاصة مع توافر فرص استثمارية هائلة بالسوق المحلي، مؤكداً أن عدد المستثمرين المسجلين في سوق أبوظبي للأوراق المالية بلغ نحو 965 ألف مستثمر مع نهاية العام الماضي الذي شهد إصدار 7754 رقم مستثمر بالمقارنة مع 3900 رقم مستثمر في العام 2016 بزيادة تبلغ نحو 99%.
وأوضح البلوشي، أن أرقام المستثمرين الصادرة خلال عام 2017 توزعت على نحو 7181 رقماً للأفراد، 573 رقماً للمؤسسات، مؤكداً أن البيانات تشير إلى المستثمرين الإماراتيين جاؤوا بالمرتبة الأولي في قائمة المستثمرين الجدد بالسوق، حيث تم إصدار 4630 رقماً لمستثمرين إماراتيون، فيما بلغت الأرقام الصادرة للمستثمرين الخليجيين 258 رقماً، و 1186 رقماً لمستثمرين من الجنسيات العربية، بينما أصدرت الأرقام المتبقية لجنسيات أخرى وهي عدد 1680 رقم مستثمر.
وقال الرئيس التنفيذي لسوق أبوظبي للأوراق المالية، إن هذه الزيادة في إصدار أرقام المستثمرين تأتي تأكيداً لنجاح الحملات الترويجية الداخلية التي قام بها السوق خلال 2017، والتي تضمنت ثلاث حملات ترويجية محلية مع مجلس العمل الهندي ومجلس العمل الأميركي ومجلس العمل الباكستاني، منوهاً بأن حملات الترويج جاءت للتعريف بالفرص الاستثمارية المتاحة في السوق في الوقت الذي يقدم فيه سوق أبوظبي واحدة من أكبر معدلات التوزيعات النقدية في العالم، بما نسبته 5.3%
وأكد البلوشي، أن صافي الاستثمار الأجنبي بلغ 1.75 مليار درهم خلال عام 2017، حيث اشترى المستثمرون الأجانب، غير الإماراتيين، نحو 10.8 مليار سهم بقيمة تقدر بنحو 22.3 مليار درهم وليتم البيع على 10.6 مليار سهم بقيمة تقدر بـ 20.5 مليار درهم، منوهاً إلى أن سوق أبوظبي مستمر في التعريف بالفرص التجارية ومناخ الاستثمار في إمارة أبوظبي من خلال الترويج للسوق وشركاته المدرجة والعمل لاستقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية وفقاً للأهداف الاستراتيجية لـ "رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030"، من خلال تعزيز البيئة التنافسية لممارسة الأعمال وجذب الاستثمارات في الإمارة.
جولات ترويجية
وقال: "نظم السوق جولات ترويجية دولية بدأها في مدينة نيويورك، وشاركت فيها مجموعة من الشركات المدرجة، وتضمنت اجتماعات مع نحو 50 مستثمراً مؤسسياً من كبرى شركات إدارة الأصول الاستثمارية، وصناديق التحوط الأميركية والعالمية، التي يصل إجمالي قيمة الأصول التي تديرها إلى نحو 7 تريليونات دولار، بالإضافة إلى مشاركته في الحملة الترويجية لأسواق المال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العاصمة البريطانية لندن".
وأضاف أن نتيجة هذه الجولات كانت في تصدر المستثمرين من الولايات المتحدة الأميركية قائمة المستثمرين الأجانب من حيث صافي الاستثمار في السوق بقيمة تبلغ نحو 1.4 مليار درهم، تلاهم المستثمرون من سويسرا بنحو 255 مليون درهم، وتبعهم المستثمرون من لوكسمبورغ بنحو 199 مليون درهم، فيما حل في المركز الرابع المستثمرون من سلطنة عمان بنحو 124 مليون درهم، ومن ثم المستثمرون من مملكة البحرين بنحو 83 مليون درهم.
أداء السوق
وفيما يتعلق بأداء المؤشر العام للسوق خلال العام الماضي، قال راشد البلوشي إن المؤشر أنهى عام 2017 على انخفاض بنسبة 3.25%، مغلقاً عند 4398 نقطة مقارنة بإغلاقه نهاية عام 2016 عند مستوى 4546 نقطة، مؤكداً أن مؤشر السوق كان قد سجل أعلى مستوى له عند 4704 نقاط في الربع الأول من عام 2017.
وعلى نفس الصعيد، تجاوزت القيمة السوقية للشركات المدرجة (محلية و أجنبية) في سوق أبوظبي للأوراق المالية 485 مليار درهم في نهاية العام 2017، مقارنة مع 475 مليار درهم بنفس الفترة من عام 2016 أي بنسبة ارتفاع نحو 2%، بينما تجاوزت القيمة السوقية للشركات المدرجة مع نهاية العام الماضي، نحو 457 مليار درهم أي بنسبة ارتفاع نحو 3% عنه في نفس الفترة من 2016.
وعن قيمة التداولات وكميات الأسهم التي تم التعامل عليها خلال العام 2017، أفاد الرئيس التنفيذي لسوق أبوظبي للأوراق المالية بأن إجمالي قيمة تداولات المستثمرين (بيعاً و شراءً) بلغ نحو 96 مليار درهم، حيث تصدر المستثمرون الإماراتيون بإجمالي قيم تداولات بلغت 53.3 مليار درهم مع نهاية 2017، حيث اشتروا نحو 17.3 مليار سهم بقيمة تقدر بنحو 25.8 مليار درهم وليتم البيع على 17.6 مليار سهم بقيمة تقدر بـ 27.5 مليار درهم.
أما بالنسبة لإجمالي قيمة تداولات المستثمرين غير الإماراتيين (بيعاً و شراءً) فقد بلغت 42.8 مليار درهم، حيث اشترى المستثمرون غير الإماراتيين نحو 10.8 مليار سهم بقيمة تقدر بنحو 22.3 مليار درهم، وليتم البيع على 10.6 مليار سهم بقيمة تقدر بنحو 20.5 مليار درهم
وبالنسبة للمستثمرين غير الإماراتيين الأكثر نشاطاً في التداول، فتصدر المستثمرون من المملكة المتحدة قائمة الجنسيات غير الإماراتية خلال عام 2017، حيث بلغت إجمالي قيمة تداولاتهم (بيعاً و شراءً) نحو 8 مليار درهم، وجاء المستثمرون من الولايات المتحدة الأميركية في المرتبة الثانية بقيمة تداولات 7 مليارات درهم، بينما حل المستثمرون من المملكة الأردنية بالمرتبة الثالثة بقيمة تداولات 3.4 مليار درهم، وتبعهم المستثمرون من المملكة العربية السعودية بـ 2.7 مليار درهم.
وحل في المرتبة الخامسة في قائمة الجنسيات الأكثر نشاطاً بالتداولات المستثمرون من لوكسمبورغ بنحو 2.4 مليار درهم، وبذلك تشكل إجمالي قيم تداولات المستثمرين غير الإماراتيين ما نسبته نحو 45% من إجمالي التداولات التي تمت في السوق خلال العام 2017.
أنظمة جديدة
وفيما يتعلق بأهم الأنظمة التي يعكف السوق على تنفيذها خلال العام الجاري، كشف البلوشي أن السوق وفي إطار التزامه بتحقيق أعلى درجات الشفافية، قام السوق بنشر جميع المعلومات الخاصة بعمليات "البيع على المكشوف الفني" بشكل يومي على الموقع الإلكتروني للسوق، الأمر الذي سيعزز من ثقة المستثمرين لاستثمار مدخراتهم في الخدمة الجديدة، والتي تستند إلى إطار قانوني متقدم يتسم بالثقة ويحقق العدالة للمستثمرين ويلتزم بمتطلبات الإفصاح.
قال البلوشي، إن سوق أبوظبي يعكف حالياً على وضع أسس العمل في تطبيق تقنية البلوك تشين في عمليات التداول وتعاملات أسواق رؤوس الأموال وفي سيناريوهات ما بعد التداول، كمثل معالجة النشاطات المؤسسية بما في ذلك التصويت والتصويت بالوكالة، مؤكداً أن السوق قام بالتوقيع على مذكرة تفاهم تعد الأولي من نوعها لسوق مالي بالمنطقة لتقديم التقنية الجديدة بالتعاون مع جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك "سويفت" و7 من كبريات شركات الإيداع والقيد المركزي العالمية.
وأضاف البلوشي أن سوق أبوظبي للأوراق المالية يضع ضمن خططه ضرورة دعم الأنظمة والبرامج التكنولوجية المستخدمة في أسواق المال المنظمة ودور التكنولوجيا في رفع كفاءة البورصات، وجهود أسواق المال في تحسين القدرة التمويلية للمشاريع المتوسطة والصغيرة عبر أسواق مخصصة لهذه الشريحة من المشاريع، فضلاً على سبل تحفيز الصناديق والمؤسسات المالية لتحقيق استدامة النمو.
وأوضح الرئيس التنفيذي أن السوق يمضي في الوقت الراهن نحو استكمال الأنظمة والخدمات المبتكرة ليكون وجهة مفضلة للإدراج والتداول، وسعيه لترسيخ مكانته كسوق رائد في المنطقة من خلال توفير أفضل المنتجات والخدمات المبتكرة، التي من شأنها تأمين بيئة عادلة وآمنة للاستثمار تتميز بتطبيق أفضل الممارسات العالمية في مجالات الإفصاح والشفافية وفق بيئة قانونية وتشريعية مستقرة.