حفل افتتاح الدورة الثانية من مؤتمر "الاستثمار في المستقبل"

يلقي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، كلمة خلال حفل افتتاح الدورة الثانية من مؤتمر "الاستثمار في المستقبل"، الذي تستضيفه إمارة الشارقة، يومي 19 و20 أكتوبر / تشرين الأول المقبل، تحت رعاية الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وقرينته الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة "القلب الكبير"، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين، لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ورئيسة مؤسسة "نماء" للارتقاء بالمرأة.

وتقام الدورة الثانية من المؤتمر تحت شعار "بناء قدرات النساء والفتيات في الشرق الأوسط"، وتنظمه كل من مؤسسة "القلب الكبير"، المؤسسة الإنسانية العالمية المعنية بمساعدة اللاجئين والمحتاجين حول العالم، والتي تتخذ من إمارة الشارقة مقرًا لها، وهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة "هيئة الأمم المتحدة للمرأة". ويركز المؤتمر على قضايا التمكين الاقتصادي للمرأة، وكيفية تذليل العقبات الاجتماعية التي تواجهها في مناطق مختلفة من العالم، وتفعيل البرامج الداعمة لقدراتها في المنطقة.


 
وقال الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان: "تأتي مشاركتنا في هذا المؤتمر انطلاقًا من إيماننا بأهمية تمكين المرأة، وبالدور الكبير الذي تلعبه في دفع عجلة التنمية الاقتصادية، ونهضة المجتمعات، فنحن نعيش اليوم في عصر بات فيه قياس تطور ورقي أي مجتمع مرتبط بشكل أساسي بدرجة التطور الثقافي والاجتماعي للمرأة ومساهمتها الفعالة في البناء الحضاري للمجتمع، فالمجتمع الذي يقدر المرأة ويدرك قيمتها الحقيقية، في مختلف مناحي الحياة، ويؤمن بدورها المؤثر في البناء والتطور، يكون قد بلغ مرحلة متقدمة من الوعي الإنساني، ما ينعكس بالإيجاب على تقدمه السياسي، والاقتصادي، والثقافي، وعلى استقراره، وأمنه، ومستقبله".

وثمن وزير الخارجية الجهود التي تبذلها الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، ورئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، في سبيل دعم المرأة وتمكينها في دولة الإمارات، كما أشاد بالجهود الكبيرة التي تبذلها إمارة الشارقة، تحت رعاية الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وقرينته، للارتقاء بواقع ومستقبل المرأة في الشارقة، وكل أنحاء العالم، معتبرًا أن هذا المؤتمر هو أبرز ثمارها.

وتأتي مشاركة الشيخ عبدالله بن زايد في المؤتمر للتأكيد على أهمية دعم وتمكين المرأة، ولحرصه على توفير كل السبل اللازمة لمشاركتها الفاعلة في الحياة العامة، وتعزيز حضورها في العمل الدبلوماسي من خلال المناصب التي تشغلها المرأة في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وفي سفارات وقنصليات الإمارات في الخارج، تماشيًا مع رؤية القيادة، الداعمة للمرأة الإماراتية، في المجالات كافة.

وكان "بن زايد" قد شارك، في سبتمبر / أيلول 2014، في الحملة التضامنية التي نظمتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة في نيويورك، تحت شعار "هو من أجلها"، من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين في القرن الـ21، ودعم خلاله إنهاء عدم المساواة الذي تواجهه النساء والفتيات، والوقوف إلى جانب المرأة، ومناصرتها في قضاياها، واتخاذ كل ما يلزم للحصول على حقوقها الكاملة، على المدى الطويل، بالإضافة إلى كلمته في حفل افتتاح "منتدى المرأة العالمي" في دبي، خلال فبراير / شباط الماضي، والتي أثارت اهتمام المشاركين ووسائل الإعلام، حيث أكد في تلك الكلمة أن الإنجازات اللافتة التي تحققها المرأة الإماراتية في مختلف المجالات، ليست نتاج الصدفة أو الحظ، ولكنها ثمرة عمل جاد، ومنهج واضح، وجهود مستمرة، موضحًا أن دولة الامارات لا تقبل بأي انتقاص لدور المرأة، أو تشكيك في أثره، أو تقليل من قيمته.

ومن هذا المنطلق، فإن مؤتمر "الاستثمار في المستقبل"، الذي تستضيفه الشارقة للمرة الثانية، سيعمل على جمع ممثلي الحكومات، والمنظمات الدولية، والمنظمات غير الحكومية، ومناصري المساواة بين الجنسين، وعدد من الأكاديميين والإعلاميين والخبراء، لمناقشة القضايا الرئيسية الموضوعة على جدول الأعمال، والمساهمة في التمكين الكامل للمرأة من أجل بناء مجتمع دولي آمن ومستقر.
 
كما يستضيف المؤتمر عددًا من المتحدثين الرئيسيين، والعديد من المتحدثين الأكاديميين والمتخصصين، لاستعراض ومناقشة حجم التقدم الذي حققته النساء والفتيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، واستحداث منهج مُستدام للتنمية، إلى جانب إعداد حزمة متكاملة من البرامج الإنسانية، التي تحافظ في جوهرها على قدرات النساء والفتيات.