أبو ظبي ـ سعيد المهيري
تبذل حكومة دولة الامارات العربية المتحدة بجهود كبيرة لرعاية المواطنين والاهتمام بهم في جميع دول العالم في مختلف الظروف، وإن كانت تزداد الرعاية والدعم والاهتمام بهم في حالات الطوارئ التي تتعرض لها بعض الدول التي يوجد بها أبناء الوطن، من أجل الدراسة أو العلاج أو السياحة، حيث تبادر الدولة إلى التواصل مع أبنائها في الخارج، وتوفر كافة الإمكانات والوسائل الممكنة لمساعدتهم في حالات تعرضهم لمكروه.
ومن أبرز مهام وزارة الخارجية والتعاون الدولي، التعامل مع الحالات الطارئة للمواطنين في الخارج، وخاصة الحالات الطبية، وتقديم الدعم في حالات التوقيف أو الوفاة، وتحديث إرشادات ونصائح السفر، إضافة إلى جدول تحذيرات السفر والصيد ومتابعة أحوال وشؤون المواطنين وقضاياهم في الخارج، مع بعثات الدولة التمثيلية، ومحامي البعثة، ومتابعة أوضاع المواطنين الموقوفين في الخارج مع بعثة الدولة المعنية، والتنسيق مع وزارة الداخلية، من أجل استخراج وثائق عودة للمواطنين، واستخراج وثائق عودة لأبناء المواطنين المولودين في الخارج.
وتحرص الوزارة على متابعة أحوال المواطنين في الخارج في حالات الطوارئ والكوارث والأزمات، وبتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ، ممثلة في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، على تسهيل التواصل بين المواطنين في الخارج، وبين الوطن، من خلال خدمة تواجدي، المقدمة لمواطني الدولة أثناء وجودهم في الخارج، والتي تسهل عملية التواصل بين بعثات الدولة في الخارج مع مواطني الدولة المسجلين في الخدمة، والموجودين في حالات الأزمات والطوارئ، بهدف إجلائهم وتنسيق عودتهم للدولة سالمين.
وتوفر الخدمة خاصية التسجيل المباشر لمرة واحدة، بالإضافة لخاصية إنشاء حساب دائم، حيث يمكنك من خلاله اختصار عملية التسجيل مستقبلاً، والتمتع بمزايا أخرى. ويتم من خلال الخدمة، تقديم الإرشادات والنصائح والتنبيهات والتحذيرات للمواطنين في الخارج في كافة الظروف، وخاصة في حالات الطوارئ والأزمات التي قد يتعرضون لها في الخارج، ليكونوا على تواصل أولاً بأول مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي، من أجل متابعتهم وتقديم الدعم والرعاية المطلوبة لهم في الظروف الصعبة التي يتعرضون لها.
وأطلقت وزارة الخارجية والتعاون الدولي "جواز الطوارئ"، والذي يصدر من بعثات الدولة في الخارج لفاقدي جوازات سفرهم الأصلية في خارج الدولة، وفاقدي بطاقات الهوية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والجواز التالف، وجوازات السفر منتهية الصلاحية، وحالات الإجلاء في الأزمات والطوارئ، والمواليد خارج الدولة من أم مواطنة أو أجنبية، أو حسب قرار لجنة إعادة أبناء المواطنين المقيمين في الخارج من أم أجنبية.علمًا بأن الجواز الإماراتي يعتبر من جوازات السفر الأقوى عالمياً، حيث حصد المركز الأول عربياً وشرق أوسطياً، وذلك بدخوله إلى 116 دولة حول العالم دون تأشيرة.
كما تقوم الوزارة بمتابعة شؤون الطلبة في الخارج، بالتنسيق مع بعثات الدولة والجهات المعنية في الدولة، والتواصل مع المواطنين، والإجابة عن استفساراتهم، لتسهيل إنجاز احتياجاتهم في الخارج، وتجديد جوازات سفر المواطنين المقيمين في الخارج، وتسهيل استخراج وتصديق شهادات مرافقي العلاج، واستلام مفقودات المواطنين في الخارج، وتسليمها لوزارة الداخلية لإعادتها لأصحابها، وتسهيل استخراج شهادات لمن يهمه الأمر للمواطنين في الخارج، ومتابعة مواضيع السلف المالية المقدمة للمواطنين في الخارج من قبل بعثات الدولة، وتحصيلها حسب النظم، وإعداد الكتب الخاصة بطلبات تصريح زواج المواطنين في الخارج، وبالتنسيق مع وزارة الداخلية.
وبلغ مجموع الرسائل النصية القصيرة التي تم إرسالها للمواطنين في الخارج خلال عام 2015، أكثر من 8 ملايين رسالة، حيث أثبتت هذه الخدمة، فعالية كبيرة، من خلال مساهمتها في سرعة التواصل مع المواطنين، وتقديم المساعدة المطلوبة لهم عبر بعثات الدولة. ونوه الشامسي بضرورة الاحتفاظ بأرقام الطوارئ، وعدم التردد في التواصل مع الوزارة أو سفارات وقنصليات الدولة في الخارج.
وتقدم الوزارة من كافة البعثات الدبلوماسية المعتمدة للدولة في الخارج، خدمة إصدار تذاكر عودة، في حال فقدان جواز السفر، وخدمة إصدار تذاكر عودة لأبناء المواطنين المولودين في الخارج. وتوفر هذه الخدمة للمستخدم، معلومات مختلفة عن التصديقات، إذ يقوم المستخدم باختيار نوع الوثيقة المطلوبة للتصديق، وسيقوم البرنامج بتوفير المعلومات المتعلقة بها، وتتضمن الرسوم والوثائق المطلوبة ومراكز التصديق داخل وخارج الدولة.
ودعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، المواطنين الراغبين بالسفر للخارج خلال فترة الصيف، بضرورة مراعاة واتباع نصائح وإرشادات السفر، حفاظاً على سلامتهم الشخصية أثناء وجودهم خارج الدولة، والاطلاع على جدول تحذيرات السفر على الموقع الإلكتروني للوزارة، وصفحة شؤون المواطنين، والتي تشمل جميع المعلومات والخدمات المخصصة التي تتناسب مع احتياجات مواطني الدولة المسافرين للخارج من السياح أو المبتعثين للعلاج، أو الطلبة الدارسين والمقيمين، والتي تسهل إنجاز جميع معاملاتهم القنصلية، وبما يضمن سلامتهم وأمنهم في الخارج، وقضاء إجازاتهم بدون أي مشكلات أو معوقات.
ودعت الراغبين في السفر إلى الدول الأوروبية، بما فيها الدول التي تعفي مواطني الدولة من تأشيرة الشنغن، إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر عند وجودهم أو إقامتهم هناك، نظراً للتطورات والأوضاع الأمنية التي تشهدها بعض الدول الأوروبية، والتي جاءت كردة فعل على الاضطرابات والأحداث الجارية في منطقة الشرق الأوسط، وما نتج عنها من تداعيات، خاصة أزمة اللاجئين.
كما نبهت المواطنين إلى أهمية توخي أقصى درجات الحيطة والحذر خلال زيارتهم أو وجودهم في الأماكن السياحية المشهورة في بعض الدول الأوروبية، تحسباً لاحتمالات تعرضهم لحوادث الاعتداء بقصد النصب والسرقة، والتي تعتبر شائعة الحدوث في مثل هذه الأماكن التي يؤمها أعداد غفيرة من الناس والسياح خلال فترة الصيف، مؤكداً أهمية اختيار أماكن الإقامة والسكن في المناطق المعروفة بالأمن والسلامة.
وشدَّدت على ضرورة الالتزام بقانون حظر البرقع "النقاب"، المطبق في بعض الدول والمدن الأوروبية، والتي تحظر ارتداء النقاب في المؤسسات والأماكن العامة، وذلك تجنباً للمسائلة القانونية، أو فرض الغرامات المترتبة على انتهاك هذا القانون، علماً بأن الدول الأوروبية التي تطبيق القانون وتحظر ارتداء النقاب، هي فرنسا وبلجيكا وهولاندا، بالإضافة إلى بعض الدول الأوروبية التي تلتزم بتطبيق الحظر في مدن معينة، مثل مدينة برشلونة الإسبانية، التي حظرت ارتداء أي لباس يغطي الوجه عام 2010، كما فعلت المحاكم الدنماركية، وولاية هيسيه الألمانية، وعدد من المدن الإيطالية، واحترام القوانين العامة للبلد المضيف، وذلك حرصاً على تمثيل دولة الإمارات بصورة مشرفة في الخارج.